القاهرة - فادي أمين
انتشر فن الجرافيتي في مصر عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وأبدع الشباب وقتها لوحات جسدت الثورة بكل مراحلها من المعاناة إلى الانتصار، في جميع أركان ميدان التحرير، وكلمة الجرافيتي تعني الكتابة على الجدران وغالبا ما يستعمل هذا الفن بالبخاخات أو ألوان البويات.
اشتد الصراع بين قوات الأمن وفناني الجرافيتي، حيث دائماً ما كان يتم اتهامهم بتخريب المظهر العام للجدران، وكان يتم إزالة لوحاتهم أكثر من مرة لكنهم كانوا يعودون للرسم مرة أخرى.
"إحنا مش قصدنا تخريب إحنا عايزين نعبر عن رأينا بالفن" بهذه العبارة استهل أحمد ناصر، أحد رسامي الجرافيتي كلامه لـ"مصر اليوم" موضحا أنهم واجهوا معاناة كبرى لإقناع الشارع أن غرضهم فني وليس تخريب المظهر العام.
وقال ناصر: "عندما شاهدنا صورا تاريخية للجرافيتي على جدار برلين في ألمانيا، جسدت معاناة ألمانيا قبل الوحدة، بدأنا نشعر أنه من الضروري أن نجسد ثورتنا بفن الجرافيتي".
وأضافت أنه استطاع أن يشكل فريقا من الأصدقاء ويدرس طرق رسم الجرافيتي، فبدأ شراء الأدوات المناسبة لتوثيق مراحل الثورة المصرية.
وواصل: "في بداية الأمر اعتقد البعض أننا عشوائيون ونريد أن نخرب المظهر العام، لكن بمرور الوقت تفاعل معنا الجميع وبدأ فن الجرافيتي أن يعبر عن ذاته جزء من الثورة المصرية".
بعد مرور أكثر من 6 أعوام تغير المظهر العام لميدان التحرير وقامت محافظة القاهرة بإزالة رسومات الجرافيتي، وغاب رسامو الجرافيتي عن المشهد.
ويفسر فادي أسعد أحد الرسامين ذلك بأنهم لم يجدوا دعما من المسؤولين في وزارة الثقافة المصرية على مدار الأعوام الماضية، مشيرا إلى أن الشباب بدؤوا يشعرون لأن فنهم غير مرغوب فيه في الشارع مما أصاب البعض بحالة من الإحباط.
ويرى الدكتور ياسر شحاتة، الفنان التشكيلي والمؤرخ الفني أن الشباب المصري استطاع أن يقوم بعمل نقلة في الفن التشكيلي من خلال هذا النوع من الفن الذي اعتمد على التلقائية والنضج الفني من بدايته.
وقال في تصريحات لـ"مصر اليوم" إنه من الضروري أن تقوم الدولة المصرية بتشجيع الشباب على القيام بهذا الفن في جميع شوارع مصر عي غرار أوروبا.
وتابع: "هذا الفن كان جزءا من الثورة المصرية والشباب وثق فيه كل المراحل الحاسمة للثورة المصرية".
وهو ما أكده الناقد الفني والفنان التشكيلي عز الدين نجيب، أنه من الضروري أن يجد هذا الفن فرصة للتعبير عن ذاته لافتا إلى أن الحركات التشكيلية العالمية واجهت حروبا في بدايتها مثل المدرسة التأثيرية وغيرها لكن من ناحية أخرى تفاعل الجميع مع هذا الفن وأصبح لهذه الاتجاهات مكانة كبرى في المجتمعات الغربية.