القاهرة - مصر اليوم
أجرى باحثون مصريون وبريطانيين مسحًا باستخدام الردار على مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون من الخارج، وذلك بحثا عن غرفة سرية يعتقدون أن الملكة نفرتيتي دفنت بها، بناء على نيكولاس العالم البريطاني، صاحب نظرية وجود مقبرة نفرتيتي خلف مقبرة توت عنخ آمون.
وتم المسح الرداري على المقبرة لمدة 3 أيام، تحت إشراف وزارة الآثار، وسوف يتم خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة عن نتيجة قراءات المسح الراداري، من وجود غرفة خلف مقبرة الملك توت عنخ آمون من عدمه.
ويقول الباحثين أن أعمال البحث مفتوحة للعلم، ولا يمكن أن تتوقف الدراسات للبحث عن التاريخ المصري القديم، مؤكدين أنه سيتم خلال 3 أسابيع من قراءة ما أوضحه المسح الرداري.
وتعد الملكة نفرتيتي، هي زوجة الملك أخناتون، فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة الملك الذهبي توت عنخ أمون، إذ تعتبر واحدة من أقوى سيدات مصر القديمة، عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها أخناتون، وساعدت توت عنخ أمون على تولى المُلك، واشتهرت نفرتيتي بالتمثال النصفي لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيري، والمعروض الآن في متحف برلين الوطني بألمانيا.
جدير بالذكر أن البريطاني نيكولاس أوضح من خلال بحثه أنه بني نظريته بعد دراسة طويلة استمرت سنوات عديدة زار خلالها مختلف مقابر الملوك والملكات وقيادات العصر الفرعوني القديم، وكانت لديه ثقة تامة بوجود كشف آثري خلف مقبرة توت عنخ آمون، ولهذا تمت عملية المسح الراداري، لافتا إلى أنه من خلال البحث أثبت أن مقبرته كانت مجهزة لامرأة وليس لـرجل، ومن خلال عدد من الصور التي تم التقاطها عام 2014 منحنا مجموعة من المعلومات على الجداران من الأعلى إلى الأسفل، وهذا ما جعلني أهتم بالأمر.
وأضاف ريفز، من خلال البحث والتجارب أيضا وجدنا بابا خلف مقبرة توت عنخ آمون، كما توجد حجرة جانبية جديدة تم اكتشافها عن طريق مهندسين وكانت مجهزة لدفن ملكي ولو تم تحويل الخطوط الملونة بالأصفر داخل المقبرة إلى معلومات نجد أن مقبرة توت تفتقد إلى حجرتين موضحة بنجمة ونجمتين وكل هذه الشواهد تثبت أن خلف المقبرة حجرة جانبية.
ولكن في 6 مايو/ أيار 2018، بعد عدة أشهر من الدراسات، أثبتت نتائج الأبحاث الجيوفيزيقية التي أجرتها البعثة العلمية بجامعة البوليتيكنيك بتورينو بإيطاليا عدم وجود أية غرف خلف جدران مقبرة الملك توت غنخ آمون.
قد أشار في التقرير العلمي الذي تم تسليمه إلى اللجنة الدائمة للآثار المصرية بوزارة الآثار أن الدراسات الخاصة بقراءات المسح الراداري الأفقي و الرأسي، الذي قامت به البعثة داخل المقبرة أثبتت عدم وجود أية غرف أو حتى دلائل على وجود أية أعتاب أو حلوق لأبواب غرف مما يتعارض مع النظرية التي افترضت وجود ممرات أو غرف ملاصقة أو داخل حجرة الدفن الخاصة بالملك توت عنخ آمون.
يذكر أن تفاوت نتائج الدراسات الخاصة بقراءات أجهزة الرادار GPR التي أجرتها بعثة علمية يابانية وأخرى أمريكية خلال عامي ٢٠١٥ و ٢٠١٦ للوقوف على صحة النظرية التي أطلقها عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز عام ٢٠١٥ عن وجود غرفة دفن الملكة نفرتيتي خلف حجرة الدفن الخاصة بالملك توت عنخ آمون، كانت قد أثارت جدلا واسعا بين علماء الآثار في مصر والعالم و الذين انقسموا بين مؤيدين و معارضين، الأمر الذي دفع الوزارة إلى مناقشة الأمر برمته خلال المؤتمر العالمي الثاني للملك توت عنخ آمون في مايو ٢٠١٦ و الذي حضره نخبة رفيعة من علماء الآثار في مصر والعالم و الذين بدورهم أقروا القيام بعمل مسح راداري ثالث ذو تقنية علمية متقدمة مختلفة لحسم الجدل العلمي في الموضوع و التأكد من صحة النظرية من عدمه قبل اتخاذ أية إجراءات عملية في هذا الشأن.
قد يهمك أيضًا:
رئيس الحكومة المصرية يتابع أعمال لجنة حصر التصرفات في الساحل الشمالي