معرض فني في القاهرة

رسم المعرض الفوتوغرافي «زوم 1» تفاصيل العوالم الخفية لبعض المعالم الأثرية بالقاهرة التاريخية. وعبر عن هذا العالم 15 فناناً شاباً من طلاب المعهد العالي للفنون التطبيقية بالتجمع الخامس، شرق العاصمة المصرية القاهرة. وضم المعرض أكثر من 30 صورة لعدد من المناطق الأثرية، منها: منطقة صحراء المماليك بحي منشية ناصر (جنوب شرقي القاهرة)، وبعض آثار حي القلعة (جنوب القاهرة) التي تضم عدداً كبيراً من المعالم الأثرية والمساجد التاريخية، منها مسجدا الرفاعي والسلطان حسن، وجامع ابن طولون، ومسجد قايتباي، وقصر محمد علي، وعدد كبير من الأسبلة والبنايات التاريخية.

ويأتي المعرض الذي استمر في الفترة من 1 إلى 3 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بالمتحف القبطي بمصر القديمة (جنوب القاهرة)، نتاج مشروع تنفذه إدارة الوعي الأثري بالقاهرة التاريخية بهدف تشجيع الفنانين الشباب على وضع المعالم الأثرية على خريطة اهتماماتهم الفنية، والتوثيق الفني للمناطق الأثرية التي تحتاج إلى تسليط مزيد من الأضواء عليها.

الدكتورة هبة عبد العزيز، مفتش الآثار بإدارة الوعي الأثري بالقاهرة التاريخية، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف من المشروع إعداد أجيال جديدة من الفنانين يهتمون بالآثار والمناطق الأثرية، وكذلك إبراز جماليات بعض الآثار والمناطق التراثية التي لا تتمتع بشهرة واسعة لدى الجمهور، بهدف تسليط الأضواء عليها، ووضعها على الخريطة السياحية والأثرية، كما يعد المشروع توثيقاً فنياً للمعالم الأثرية، إذ نحتفظ بهذه الصور لاستخدامها في الترويج السياحي».

أقرأ أيضًا:

كنوز منطقة "تل العمارنة" الأثرية تُبرز مكانتها الدينية عند الفراعنة

الجولات الميدانية التي قام بها الفنانون الشباب استمرت عدة أيام، في عدد من الأماكن الأثرية غير الشهيرة، وظهر في أعمالهم تأثير المعايشة والتجول في دهاليز وأجواء المعالم الأثرية، لتصبح التفاصيل الصغيرة بطلاً حاضراً في معظم الصور التي نقلت أجواء الأماكن وعبقها التاريخي برؤية فنية وظفت رحابة فنون العمارة لتصبح مكوناً رئيسياً في اللقطة الفنية، إذ تحولت الأضواء الطبيعية التي تنساب من أقبية بعض البنايات الأثرية لتنير ساحاتها بضوء الشمس إلى مكون رئيسي للصورة.

وأبرزت أعمال المعرض جوانب جديدة من تفاصيل جماليات المعالم الأثرية، وبدا التركيز على التفاصيل كأنه عملية تشريح فني لكل مكان أثرى، لتذوق جماليات مفرداته كل على حدة، ليتحول مقبض باب صغير في مسجد ابن طولون بحي القلعة إلى عالم متفرد من الجمال، أو تصبح ظلال الأعمدة، وليس الأعمدة نفسها، في قصر محمد علي لوحة فنية تغوص في عوالم جديدة من جماليات فن العمارة.

الفنان الفوتوغرافي طارق محمد الصغير، المشرف على المشروع، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «لوحات المعرض تتنوع بين اللقطات الواسعة للمعالم الأثرية كاملة، باستخدام زوايا تصوير مختلفة ورؤية فنية جديدة تبرز جمالياتها، وبين التركيز على تفاصيل صغيرة داخل الأماكن الأثرية تغوص في مساحات وطبقات جمالية عميقة، ليتحول مقبض باب صغير أو أحد الأعمدة داخل بناية أثرية ما إلى حالة فنية مستقلة بذاتها لها جمالياتها المتفردة»، مشيراً إلى أن «معظم الأعمال المشاركة وظفت جماليات فنون العمارة وتفردها في هذه الأماكن، لتصبح كياناً فنياً حياً يطل برأسه في معظم اللقطات، وشكل الضوء الطبيعي داخل ساحات بعض الأماكن أحد المكونات الرئيسية التي كان لها تأثير واضح في بلورة الرؤية الفنية التي مزجت بين الطبيعة الخاصة للأماكن الأثرية والأفكار الفنية التي تدفع الفنان إلى الاندماج داخل العالم الذي يطل من عدسته».

قد يهمك أيضا :  

"الآثار" تفتتح مقبرتين بعد الانتهاء من أعمال ترميمهما في الأقصر

"الآثار" المصرية تُواصِل إعادة ترميم وتأهيل قصر "محمد علي" في شبرا الخيمة