لندن ـ ماريا طبراني
أُجري كشف طبي على زوج من المومياوات، التي كانت تملك أقدم سجاد في العالم، ويعتبر الكشف أول فحص طبي لها منذ 2200 عام، وألقى الكشف الطبي الضوء على حياتهم، كملوك سيبيريا في عصور ما قبل التاريخ. وتم دفن أفراد عائلة جبال التاي المالكة، والتي رسم على جلدها وشم، في الثلج في تل للدفن، ما حافظ على رفاتهم منذ آلاف السنين، حتى حفرها علماء الآثار السوفيتين في عهد ستالين.
وتستخدم حاليًا التكنولوجيا الحديثة، لمعرفة سبب بقاء زوج المومياوات طيلة تلك القرون، وتم تصوير الجثث بجهاز تصوير مقطعي، ويقوم علماء الأشعة، والأحياء والأنثروبولوجيا والآثار وآخرون، بدراسة تلك الصور لتحديد العناصر التي ساعدت على الحفاظ عليها. وحفظت بقايا المومياوات في متحف هيرميتاج في سانت بطرسبرغ منذ عام 1949، ويشتهر زوج المومياوات بالأوشام التي تغطي جسدهما، وأيضًا بأقدم سجادتين في العالم، والتي تحتوي صور بارزة على الحياة في الثقافة الباريزيكية في سيبيريا، قبل مئات السنين من ميلاد المسيح.
وتعرضت معظم الكنوز التي كانت تملأ قبرهما "مساحته 137 قدمًا" للسرقة، فيما بقي السجادتين، التي تعتبران أقدم من المومياوات والمنسوجة في القرن الخامس قبل الميلاد. ووجد علماء الآثار في القبر بعض آثار قنب الحشيش، الذي يرمز إلى الحياة الأبدية، ووجدوا آثار 9 خيول مسرجة تمت التضحية بهم وحفظهم داخل القبر.
وكشف عالم الآثار، سيرخي رودنكو، الذي قاد الاستكشاف عن بعض المعلومات التي تخص المومياوات، قائلًا "المومياوات تعودان إلى رجل وامرأة من عرق قوقازي، ويتميزان بالشعر الناعم والوجوه الطويلة". وأضاف "للرجل أنف أحدب متعرج ورأس محلوق، ماعدا الجزء الخلفي، وللمرأة رأس محلوق ماعدا الجزء الأعلى الذي يوجد به ضفيرة من الشعر"، وقال العالم إنه قد تم إزالة دماغهما، من خلال عملية ثقب في رأسيهما.
وأما السجادتين فتتميزان بالألوان الزاهية وبعض الخيوط الرائعة، وتظهر الرسومات عرش تجلس عليه، ملكة تحمل باقة من الزهور. ويبلغ طول إحدى السجادتين 15 قدمًا، فيما يصل طول الأخرى 21 قدمًا، ويعتقد أنهما كانت تعلقان على الحائط قبل أن يتم استخدامهما، كجزء في مراسم الدفن.
ويحتوي كتف الرجل على وشم لحصان وآخر لسنوري مفترس، ويحتوي ساعده الأيمن على بعض الأوشام للخيل والحيوانات المفترسة والطيور بما فيهم ديك الحلنج، وتحتوي رجليه على أوشام لبعض الحفريات. ولا يوجد أوشام على كتف المرأة ولكن سواعدها تحتوي على أوشام لطائر، يقتل أيل وأرقط يقتل أيل أيضا ونمران وحيوانات برية أخرى.