المقابر الهرمية التي يمتلكها أثرياء ومشاهير العالم

اشتري الممثل الأميركي الشهير، نيكولاس كيدج، البالغ من العمر 46 عامًا لنفسه هرمًا، ليكون ضريحًا، يبدو أنه يخطط ليدفن فيه بعد موته.

نظريات وتكهنات كثيرة حول هذه الخطوة غير العادية، يعتقد البعض أنها إشارة إلى فيلمه الكنز الوطني، والبعض الآخر اعتقد أنها مكان ما لتخزين كميات هائلة من المال أو أنه يرمز لعضوية كيدج للمتنورين، مهما كان الجواب لم يعلق كيدج أبدا على ذلك، قال خبير المقبرة أن شراء كيدج يمكن أن يعني أن المزيد من الأضرحة على شكل هرم في طريقها إلي البناء.

نشرت المصور المعماري دوغلاس كاسيتر ستة كتب عن الرمزية والهندسة المعمارية للمقابر، وقال كاسيتر أن عمارة المقبرة تمر بموجة من الإتجاهات الجديدة والمختلفة والتي تشكل موضة، في أعقاب البدع المعمارية العامة مثل حركة النهضة المصرية، التي شهدت حركة بناء الأضرحة لأقارب المتوفى، والتي دفعت إنتاج الأهرامات كمقابر.

بدأت حركة بناء ضريح بوفاة الأمير ألبرت عام 1861. حيث استجابة الملكة فيكتوريا فورية لتخليد ذكرى زوجها فبدأت بناء هرم لألبرت ثم قام العديد من الناس بتقليد ذلك النهج خصوصا الأثرياء منهم. اشتهرت مصر ايضا بعد محاولة نابليون لغزو البلاد في مطلع القرن الـ19، لذلك تم تصميم الأضرحة بعد رؤية العمارة المصرية.

في الولايات المتحدة تم بناء معظم الأضرحة بين نهاية الحرب الأهلية عام 1865 والكساد العظيم عام 1923، والذي يطلق عليه  كاسيتر العصر الذهبي للأضرحة، كان من بين تلك الاضرحة الأهرامات، كان هناك نوع من التجدد بسبب أشياء مثل موقع  ancestry.com، كل الناس على نحو مفاجئ تريد البحث عن كل هذه الأشياء، وأنها ترغب في رحلة لرؤية المقابر".

وبعد ذلك، عندما يقوم شخص ما مثل نيكولاس كيدج ببناء ضريح  فمن الممكن أن تنتشر تلك الطريقة أكثر، في عام 2010، بني نجم هوليوود نيكولاس كيدج الهرم في نيو اورليانز سانت لويس مقبرة رقم 1، وهو أيضا مثوي لملكة الفودو الشهيرة ماري لافي. لم يكن السكان يحبون الهرم الذي يجري بناؤه في المقبرة واشتكى بعض وطالبوا بإزالة الأضرحة القديمة لإفساح المجال. ولكن يمكن أن يكون الهرم ما يقرب من جائزة عزاء لكيدج، الذي كان قد خسر عقارين في نيو أورليانز بسبب الرهن عام 2009.

بعد الرهن، قررت كيدج شراء نوع مختلف من العقارات في نيو اورليانز- أخر قطعتين لأشهر المقابر في المدينة –والتي يعتقد أن  دلفين دفن بها. مثوي كيدج المستقبلي يحمل لوحة مكتوب عليعا عبارة "كل شيء من واحد" باللغة اللاتينية. ويتميز أيضا ببقع أحمر الشفاه لأن الزوار يشعرون بأنهم مجبرون على تقبيل المكان الذي سيدفن نيكولاس كيج فيه عند وفاته. على الرغم من أن الممثل لم يعلق على سبب بناء القبر.  إلا أن هناك تكهنات عديدة، أولا أن الهرم إشارة إلى فيلمه 2004 الكنز الوطني.

ويقول آخرون أنه دليل على أن كيدج عضو للمتنورين، جمعية سرية، وربما أسطورية يأمنون بنظريات المؤامرة التي تلسيطرة على السياسة العالمية وهوليوود، ويعتقد أن المتنورين استخداموا الهرم للرمز الي بنية السلطة والتنوير، والبعض الآخر يعتقد أن ذلك الهرم لحفظ مال أو كنز كيدج داخل القبر، أيا كان السبب سوف يحقق كيدج رغبته في أن يكون في نيو اورليانز.

بعد أن أمضوا حياتهم في البحث عن الذهب في المكسيك، قرر الشركاء التجاريين أب/أغسطس سالبرج وتوماس كيورك بناء قبر هرمي لأنفسهم في باربرا مقبرة سانتا في ولاية كاليفورنيا عام 1902، سالبرج وكيورك يملكان منجم الذهب في ال اورو وفي عام 1902 اشتريا قطعة أرض لبناء قبر في المستقبل.

للأسف، مات سالبرج في 34، من عمره قبل سنة واحدة من الانتهاء من بناء الهرم، وبعد فترة وجيزة، دفنا صديق مقرب وواحد من إخوة سالبرج هناك. بحلول عام 1912 توفي كيورك وتم وضعه في هرم، وكان القصد أن زوجته نيلي، زوجها الجديد وابنة كيورك سيدفنان هناك، ولكن عام 1931 جاءت امرأة أخرى للمطالبة بمكان لزوجها المتوفى ولنفسها.

سمحت إدارة المقبرة لماري هاندري بوضع رفات زوجها في المقبرة مع التعهد بأنها ستعطي دليلا في غضون عام على أن لديه الحق في أن يدفن هناك. احتجت نيلي عندما لم تتمكن هاندري اثبات حق زوجها، اضطرت في أخذ رفاته ووضعها في قبو. ومكثت هناك لمدة سبع سنوات حتى تم حرقها في نهاية المطاف. مات نيلي عن عمر يناهز 30 عاما ودفنت في قبر زوجها الهرمي عام 1962.

في صحراء أريزونا، هناك طريق متعرج يؤدي الي تل يطل على مدينة فلورنسا. في الجزء العلوي يقف الهرم المرصوف بالحصى يطابق تقريبا لون المشهد من حوله. هذا هو بوستون بوت والهرم هو بداية ما كان من المفترض أن يكون المعبد الزرادشتي. يضم اليوم رفات بانيها، تشارلز د بوستون كان بوستون محام من ولاية كنتاكي تيتم في سن 12 عاما، ونشأ ليكون سياسيا، ومستكشف، ورجل أعمال وشاعر. وهو الأكثر شهرة والمعروف باسم "أبو أريزونا".

كما أنه كان غريب الأطوار بعض الشيء، عام 1868 حصل على رحلة لزيارة الصين والهند ومصر وأوروبا، ولكن بينما كان في الهند تحول الي الزرادشتية. الزرادشتية هي واحدة من أقدم الديانات في العالم، التي تأسست في إيران القديمة منذ 3500 سنة قبل النبي زرادشت. عبادة إله واحد، أهورا مازدا. على الرغم من أنها وصفت في بعض الأحيان بعبدة النار، يعتقد أن هذا الحريق يمثل حكمة الله ويعبدون أهورا مازدا في النار المعبد.  وهذا هو السبب، الذي دفع بوستون الى بناء الهرم عندما عاد الي ولاية اريزونا في فلورنسا، عام 1878.

بحلول الوقت الذي توفي فيه عام 1902، كان بوستون من الفقراء حتى انه دفن في قبر الفقير في فينيكس، على الرغم من رغبته في ان يدفن في هرمه الحبيب. بقيت رفاته في مقبرة فقيرة حتى عام 1925، بعد مرور 100 سنة من ولادته، نقل الي هرمه كوسيلة لتكريم عمله في تأسيس ولاية اريزونا، قيال انه تم استخراجها ودفن في هرمه.

كان الرجل الذي أعاد مراسم بناء قبر شارل بوستون هو جورج بوش هينت. كانت هينت أول حاكم للولاية الجديدة من ولاية أريزونا بداية من عام 1912. وشغل سبعة مدد وساعد في كتابة دستور الدولة. كان أحد القليلين من الرجل الأقوياء في ولاية ميسوري، ينحدر من عائلة ثرية، على الرغم من أنه فقد الكثير من ثرواتهم بعد الحرب الأهلية. عام 1878 كان عمره 19 حين هرب من المنزل وذهبت الي الغرب بحثا عن الذهب.

انتقل في نهاية المطاف الى ولاية اريزونا واستقر هناك عام 1881، شغل وظائف مختلفة لفترة من الوقت قبل أن يصبح صاحب متجر ناجح ومصرفي. قبل عام 1904 انتخب رئيسا لبلدية مدينة جلوب، أريزونا، وتزوج من زوجته هيلين ديوت إليسون. وبحلول عام 1912 كان أول - وأصبح في نهاية المطاف أطول - حاكم ولاية أريزونا. وجاءت سياسته مزيج من الحركات الشعبية والتقدمية، ودعم السياسات مثل حق الانتخاب وضريبة الدخل والتعليم الإلزامي للمرأة.

جاء جويل باركر ويتني إلى كاليفورنيا عندما كان عمره 17 عاما وهو مفلس، وبحلول الوقت الذي توفي فيه عن عمر يناهز ال 78 عام 1913، كان واحدا من أنجح رجال الأعمال من روكلين، كاليفورنيا، بعد أن جمع ثروته من الذهب والفضة والتعدين، والعقارات، والسكك الحديدية وتربية المواشي.

حتى مع كل هيبته، قال انه اختار أن يدفن في هرم الجرانيت بجانب ملعب للجولف ويتني أوكس. يبلغ طول هرمه الجرانيتي 15 قدم، طويل القامة في وسط الاتربة والصخور المكدسة ويشبه هذا الهرم على شكل فريد، أبيدوس، مصر، الذي تم اكتشافه في منتصف عام 1800.  ويعتقد أن رجل الأعمال سافر واستلهم بناء قبره بعد رؤية نموذج الهرم أبيدوس في معرض باريس عام 1867.

مثل كثير من معاصريه، كان يقول أن الأهرامات لها القوى الإلهية مثل الشفاء والتناسخ، وبعد وفاته عام 1913 في سن الـ78، تم وضع رفاته في القبر، اليوم يحتوي الهرم على بقايا من والديه، وبعض من إخوته والعديد من ذريته، وتستمر كل أيار/مايو عائلته في زيارة الموقع.