جانب من الحدث

افتتح عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الأربعاء، النسخة الخامسة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب.

وأعلن رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري في كلمة افتتاح المعرض في قاعة الاحتفالات في مركز إكسبو الشارقة أن 1681 دار نشر عربية وأجنبية من 60 دولة تشارك في المعرض، كما أعلن إطلاق أكبر جائزة مخصصة للترجمة "ترجمان" قيمة الجائزة 2 مليون درهم.

ووقّع حاكم الشارقة على النسخة الأولى من كتابه الجديد: صراع القوى والتجارة في الخليج(1620 - 1820) في معرض الشارقة الدولي للكتاب. وكرّم الدكتور سلطان القاسمي الشخصية الثقافية لهذا العام وهو وزير الثقافة اللبناني الأسبق الدكتور غسان سلامة.

ويتضمن المعرض العديد من الفعاليات والبرامج المتنوعة، والتي يتجاوز عددها الإجمالي 1417 فعالية يحضرها ويشارك في تقديمها 235 ضيفًا، ومن أبرزها "المقهى الثقافي" الذي يشهد تنظيم أكثر من 33 فعالية بينها 16 أمسية شعرية، و"ركن التواقيع" الذي سيوقع فيه نحو 200 كاتب وشاعر أحدث إصداراتهم، و"برنامج الطفل"، الحافل بالعروض الترفيهية والتعليمية والمعرفية، وفعالية "ركن الطهي" التي تستضيف نخبة من أشهر الطهاة على مستوى العالم، إضافة إلى "محطة التواصل الاجتماعي" حيث يلتقي زوار المعرض مع مشاهير ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشهد المعرض، إقامة الدورة الثالثة من المؤتمر المشترك بين معرض الشارقة الدولي للكتاب وجمعية المكتبات الأمريكية، خلال الفترة من 8 وحتى 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، والذي يتضمن العديد من الفعاليات، والجلسات، والورش التدرييبة، التي تتناول مجموعة من المواضيع المهمة لأمناء المكتبات الأكاديمية، والعامة، والمدرسية، والحكومية، والتجارية، ومن بينها الاتجاهات الجديدة في علم المكتبات، والتقنيات والمحتوى الرقمي، ومساحات الابتكار، والخدمات، والتسويق، وترسيخ قيمة المكتبة، وتطوير الكوادر والقيادات، والترويج لحب القراءة.

ويفتح المعرض أبوابه أمام الزوّار يوميًا، من الساعة التاسعة صباحًا وحتى العاشرة ليلًا، ويوم الجمعة من الرابعة عصرًا وحتى العاشرة ليلًا، وستتواصل أنشطته وفعالياته على مدار 11 يومًا، بمشاركة مئات الشخصيات الثقافية والإعلامية والفنية، إلى جانب الممثلين والعارضين والطهاة ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي. وستحظى مشاركات دور النشر بالاهتمام الأبرز من الزوّار، حيث سيوفر الناشرون أكثر من 1.5 مليون عنوان للقراء، بالعديد من اللغات، بينها العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والروسية، والهندية، والأردو.

ويروي معرض الشارقة الدولي للكتاب منذ تأسيسه وحتى اليوم، مسيرة تنمية كبيرة من النهوض، والتطور، والنمو، تشهد عليها التحولات التي خاضها منذ انطلاق دورته الأولى في العام 1982، وصولاً إلى دورته الخامسة والثلاثين التي تفتتح اليوم الأربعاء.

ولم يتوقف المعرض طوال العقود الثلاثة والنصف الماضية، عن استحداث المبادرات، وتوسيع مساحات عرض دور النشر المشاركة، واستقطاب الأسماء الإبداعية العربية والعالمية، وتعميق رؤيته ليتحول من معرض سنوي للكتاب إلى مشروع ثقافي متكامل يحوّل الشارقة، والإمارات إلى مركزٍ للفعل المعرفي والثقافي في المنطقة والعالم.

وتقدم المعرض بخطى متسارعة بين معارض الكتب الدولية، ليحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم في بيع وشراء الحقوق، ويتحضر ليكون في المرتبة الأولى، فاتحاً الباب على مشاريع ورؤى جديدة تتشكل على أرض الواقع في المساحة التي سينتقل إليها خلال الفترة المقبلة، حيث يسعى للوصول بمساحته قريباً إلى 60 ألف متر مربع، أي ما يتجاوز ضعف مساحة الحالية المقدرة بــ25 ألف متر مربع.

ويشهد المعرض في دورته الخامسة والثلاثين مشاركة أكثر من 1681 دار نشر من 60 دولة عربية وأجنبية، تعرض أكثر من 1.5 مليون عنوان، ويقام تحت شعار "اقرأ أكثر" متخذاً من صورة قلم الرصاص رمزاً لهذه الدورة، ويستضيف منظمة "اليونيسكو" ضيف شرف لهذه الدورة.

وخاض المعرض مشواره التنويري والمعرفي بخطوات ثابتة، وضع دعائمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة، حيث ظل مؤمناً أن المشاريع الثقافية لا يمكن لها أن تحقق حضورها وفاعليتها، إلا بالتراكم، والجهد، والدأب، ولا يمكن أن تحصد نتائجها إن لم تربي أجيالاً من القراء، والمثقفين.

وكان التاسع والعشرين من يناير 1982 هو اليوم الذي رأى فيه المعرض النور لأول مرة، حيث افتتحه صاحب السمو حاكم الشارقة، حاملاً شعار "اقرأ أنت في الشارقة"، وواصل بعدها مشروعه المعرفي الذي بات علامة فارقة في المشهد الثقافي العربي، حولت وجهت الكتاب والناشرين إلى المنطقة، وتكاملت مع غيرها من المشاريع لتصبح الشارقة عاصمة للثقافة الإنسانية والعربية في مختلف المستويات.