القاهرة - مصر اليوم
تستعد مصر الفترة المقبلة، وبعد سنوات من التأخر بسبب الأحداث التي شهدتها البلاد عقب ثورة يناير 2011، لإبهار العالم مرة أخرى بعدد من مشاريع الآثار القوية وخاصة المتاحف، وذلك نتيجة للدعم الكبير الذي أولته القيادة السياسية والدولة لملف الآثار، وخاصة في الـ4 سنوات الأخيرة، ضمن توجهات الدولة بالاهتمام بالآثار بالتوازى مع إنشاء العاصمة الإدارية و مشروعها القومى للقضاء على العشوائيات.
وتدخل وزارة الآثار المصرية عام 2020 بخطة قوية لافتتاح عدد من مشروعات المتاحف الضخمة، والتي تعول عليها في إعادة السياحة الي سابق عهدها من الرواج والازدهار، خاصة أن هذه المشروعات تمثل عملية تحول تشهدها مصر في قطاع السياحة، وعلي رأسها المتحف المصري الكبير، والمقرر افتتاحه في الربع الأخير من 2020، ومنها متحف الحضارة ومتحف شرم الشيخ ومتحف الغردقة ومتحف العلمين ومتحف العاصمة الادارية الجديدة، والمتحف الاتونى ومتحف المركبات الملكية ببولاق والمتحف اليونانى الرومانى ومتحف كفر الشيخ ومتحف العريش، ونرصد أبرزها في التقرير التالي.
المتحف الكبير
علي رأسها المتحف المصرى الكبير الذي سيكون أكبر متحف فى العالم يضم حضارة واحدة هي الحضارة المصرية القديمة، وسيصبح أيقونة جديدة علي خريطة التراث العالمى ومصدر جذب سياحى كبير، خاصة أنه سيحتضن ضمن معروضاته مجموعة آثار الملك توت عنخ أمون كاملة وتصل إلي 5000 قطعة أثرية وذلك في قاعتين مساحتهما 7200 متر مربع
وبقدر أهمية المشروع تأتي الجدية والدقة في العمل الجاري به، حيث أنه حتي الآن تم نقل 49603 قطعة أثرية للمتحف، وتم ترميم وصيانة 46600 قطعة منها، ومن أهم القطع التي سيضمها المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني بالبهو العظيم، وتماثيل للملك تحتمس الثالث، وامنحتب الثالث بقاعات العرض الرئيسية، وخبيئة العساسيف التي تم اكتشافها في أكتوبر الماضي.
وبالأرقام تتعدي المساحة البنائية للمشروع 48 ألف متر مربع، ومنطقة العرض المتحفي مساحتها 168 ألف متر مربع، حيث يقام المتحف على مساحة تتعدى 500 الف متر مربع، والدرج العظيم تعرض علي اعتابه 87 قطعة ضخمة على مساحة تتعدى الـ 6000 متر مربع، وقاعات العرض عددها 12 قاعة بمساحة 18 الف متر مربع.
الحضارة المصرية
وهناك أيضًا متحف الحضارة المصرية في الفسطاط، حيث قال الدكتور أحمد الشربينى المشرف العام علي المتحف أنه جاري حاليًا وضع اللمسات الأخيرة لتجهيز القاعتين الجديدتين التي سيتم إفتتاحهما قريبا؛ وهما قاعة المومياوات الملكية والتي سوف تستقبل المومياوات الملكية في موكب مهيب خلال الشهور القليله القادمة من المتحف المصري بالتحرير لعرضها بمقرها الدائم داخل متحف الحضارة.
وقاعة العرض الرئيسية تصل مساحتها الي 2300 متر مربع وتتحدث عن أهم معالم الحضارة المصرية عبر العصور بداية من حضارات ماقبل التاريخ والحضارة الفرعونية واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية والحديث والمعاصر. و قد افتتحت الدكتورة ليرينا يوكوفا مدير عام اليونسكو السابق قاعة للعرض المؤقت بالمتحف عام 2017 تروي تاريخ أربعة حرف تراثية في مصر هي الحلي و الفخار و النسيج و الخشب.
شرم الشيخ
ومتحف شرم الشيخ المقرر إفتتاحه خلال الشهور القليلة القادمة، حيث أوضح العميد هشام سمير مساعد وزير الاثار للشؤون الهندسية و المشرف العام علي القاهرة التاريخية أن وزارة الآثار تقوم بتنفيذ المشروع بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية للمرحلة الأولى للمتحف، بالكامل و يتم الان وضع فتارين العرض و استقبال القطع الاثرية بالمتحف ليصبح بذلك أول متحف للآثار ومركز للحضارات ووجهة ثقافية وسياحية للمدينة.
وأضاف أن وزارة الآثار استأنفت العمل بالمتحف منذ شهر سبتمبر 2018، بعد توقف دام حوالى 8 سنوات، بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من أعمال التشطيبات المعمارية بقاعات العرض والكافيتريات والمحلات التجارية، التى يبلغ عددها 17 محلا إضافة إلى 11 محلا للحرف الأثرية والتراثية.
متحف الغردقة
متحف الغردقة المقرر افتتاحه اخر ديسمبر الجاري، والذي يعد أحد أبرز المشروعات، التي تنفذها وزارة الآثار لأول مرة، بالشراكة مع القطاع الخاص، الذي قام بتوفير مبني المتحف وعمل التشطيبات اللازمة له، وفقًا للاشتراطات التي اقرتها الوزارة، علي أن تتولي وزارة الاثار وحدها عملية الإدارة والإشراف علي المتحف.وأوضح مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، إن المتحف تم تصميمه طبقًا للمعايير العالمية للمتاحف، ويعمل سيناريو العرض بالمتحف، على إظهار الجمال والرفاهية فى الحضارة المصرية عبر العصور، حيث يشهد عرض قطع تجسد وسائل الراحة في المنازل وأثاثها وأدوات الزينة التي استخدمها المصري القديم من زينة شعر وملابس وكريمات وعطور وإكسسوارات.
العاصمة الجديدة
كما أن مدينة الثقافة والفنون في العاصمة الإدارية الجديدة تتضمن متحفا للآثار جاري العمل فيه حاليًا، حيث قال المهندس وعد الله ابو العلا رئيس قطاع المشروعات بالآثار أن جميع الأعمال الإنشائية تم الانتهاء منها، وجاري الانتهاء من اعمال الإضاءة والتشطيبات النهائية.
ومبنى المتحف دور واحد يضم قاعة عرض كبيرة تعرض مجموعة من القطع الأثرية منها تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، وقاعة ملحقة تضم جدران مقبرة توتو التي كانت تقع بمنطقة الديابات بسوهاج، وتم العثور عليها عام ٢٠١٨ اثناء عملية القبض على أحد العصابات اثناء محاولة الحفر خلسة فى المنطقة الواقعة خارج التل الآثرى بمنطقة الديابات، ثم قامت وزارة الآثار بأعمال التنقيب الأثرى والعلمي عن طريق بعثة أثرية مصرية، وأسفرت عن العثور على باقي اجزاء المقبرة بداخلها بقايا آدمية.
والعرض المتحفي الذي يروي تاريخ العواصم المصرية بداية من منف ثم طيبة والمنيا مرورا بالاسكندرية خلال العصر اليوناني والروماني وصولا إلى مدينة الفسطاط والقاهرة الفاطمية والقاهرة الخديوية، كما سيتم تخصيص فاترينة لكل عاصمة لتسليط الضوء على النواحى الإدارية متشملة الأختام والرسائل والصادر والوارد والتبادل التجاري قديمًا، إلى جانب عرض العديد من العملات التي توضح بداية ونهاية الحكم لكل فترة، عن طريق عرض مجموعة مختلفة من القطع الأثرية التي تعكس ثراء تاريخ مصر الحضاري والثقاف
قد يهمك أيضًا:
"الآثار"تؤكد أن واقعة الصور العارية لسائحة في الهرم والكرنك "قديمة"
وفد من السفارة الأميركية يتفقد مشروع إعادة اكتشاف أصول مدينة إسنا