القاهرة ـ مصر اليوم
تستعد مصر لإعادة افتتاح قصر محمد علي في شبرا الخيمة (شمال القاهرة)، خلال الفترة القليلة المقبلة، بعد الانتهاء من مشروع ترميم وتطوير القصر، الذي بدأ في عام 2017 بتكلفة تقترب من مائتي مليون جنيه مصري، (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري) مُوّلت من خلال بروتوكول تعاون بين وزارة السياحة والآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بعد إعداد مركز هندسة الآثار والبيئة في جامعة القاهرة، بالتعاون مع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية في الوزارة، جميع الدراسات اللازمة لمشروع الترميم بهدف استعادة رونق القصر وإعادته إلى أصله.
وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، مساء أول من أمس، عن قرب افتتاح القصر، عبر حفل وصفته بأنّه سيكون «مذهلاً»، ونشرت فيديو ترويجياً لمقتنيات القصر الأثري ومحتوياته بعد ترميمه.وشهد القصر خلال الآونة الأخيرة عدة جولات وزيارات تفقدية لرئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، للوقوف على مستجدات مشروع تطوير القصر، التي كان آخرها منذ أسبوعين، حيث شملت جولة العناني تفقد مبنى قصر الفسقية والغرف التي يتكون منها. وشملت أعمال قصر الفسقية، ترميم الأرضيات والحوائط الرخامية، ورفع كفاءة البحيرة والجزيرة الوسطى، وترميم العناصر الأثرية بها، إلى جانب معالجة الأخشاب، والترميم والتدعيم الإنشائي للقباب والحنايا والأروقة، كما تضمنت الأعمال التنظيف الميكانيكي والكيميائي لمشتملات القصر والواجهات الخارجية.
ووفق العميد هشام سمير، مساعد وزير الآثار للشؤون الهندسية، فإنّ الأعمّال في الممشى السياحي المؤدي إلى القصر، نُفّذت بشكل شبه نهائي، وتتضمن بازارات، وغرف أمن وأمانات، وكراجاً للسيارات، ومشايات، وبرغولات خشبية، مشيراً في بيان صحافي أخيراً، إلى «أنه تم الانتهاء من إنشاء مرسى نيلي للمراكب على الكورنيش المقابل للقصر وكوبري مشاة لنقل السائحين من المرسى إلى القصر».
ويتفرد قصر محمد علي بالجمع بين الأسلوب الأوروبي في الزخارف وروح تخطيط العمارة الإسلامية، إذ ساعدت المساحة الشاسعة له على اختيار طراز معماري فريد، فيما نُفّذت رسوم وزخارف القصر بأسلوب الرسوم الإيطالية والفرنسية في القرن التاسع عشر، حيث استعان محمد علي بفنانين فرنسيين وإيطاليين ويونانيين وأرمن لزخرفة قصره.
وتعد سرايا الإقامة، أقدم منشآت القصر وأهمها، قبل أن تُلحق بها عدة مبانٍ خشبية لموظفي القصر والحراسة، بالإضافة إلى سرايا الفسقية، التي تتكون من حوض ماء كبير، يشبه البحيرة، يتوسطه نافورة، وتحيط بها 4 قاعات في الأركان هي قاعات الطعام والأسماء والعرش والبلياردو، كما يضمّ القصر سرايا الجبلاية التي شهدت إدخال نظام الإضاءة الحديثة، ضمن مشروع التطوير.
قصر محمد علي باشا، الذي تبلغ مساحته 26 فداناً، كان مقراً للحفلات واستقبال السفراء، خلال العقود الماضية، وقد بُني عام 1808 على يد المهندس المعماري ذو الفقار كتخدا. وفي عام 1821 أُضيفت إلى حديقته سرايا الفسقية.
وكان القصر يعاني من مشكلات هندسية وفنية أدت إلى سقوط إحدى الحنايا الركنية المطلة على حوض الماء، مع وجود تلف وتسريب في طبقات العزل الخاصة بالحوض وفي بلاطات الرخام بأرضية الفسقية، أدّى إلى تفكك رخام النافورة التي تتوسط حوض الفسقية، إضافةً إلى بعض مشكلات الصرف وغرف الفلاتر والطلمبات، ووجود فطريات على الأسطح المزخرفة، وتساقط طبقات الطلاء اللونية لسقف الأروقة، وشروخ وتشققات في بعض الحجرات.
وحسب الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، فقد أُعيد افتتاح قصر محمد علي بشبرا الخيمة، بعد الانتهاء من مشروع ترميمٍ نفّذته وزارة الثقافة، بتكلفة 50 مليون جنيه، وتضمن إزالة 52 مبنى لوزارة الزراعة، كانت تحتل جزءاً من حديقة القصر، إضافةً إلى أعمال ترميم إنشائي ومعماري وترميم للزخارف الموجودة في القصر. واستُخدم القصر بعد ذلك في عدد من الحفلات الرسمية والخاصة، وتعرض لمحاولة سرقة 9 من لوحاته عام 2009 استُردّت فيما بعد، وأُغلق القصر عام 2011، في أعقاب أحداث 25 يناير (كانون الثاني)؛ وفي عام 2015 سقط جزء من سقفه، نتيجة تأثره بانفجار في مبنى الأمن الوطني المجاور له بشبرا الخيمة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
تخفيض أسعار التصاريح السنوية لزيارة المتاحف الأثرية
وجوه الفيوم ملامح الموتى التي تنبض بالحياة وتثير الحيرة بين العلماء