الفن التشكيلي

مع ما يُخيّم على الأجواء من قتامة بفعل فيروس "كورونا المستجد"؛ يظل كثير من البشر في حالة بحث عن الأمل، وهم مشحونون بالتفاؤل، من أجل التخفيف من وطأة المعاناة، وبهذه الشحنة، يبحث 32 فنانًا تشكيليًا مصريًا، عن ملامح التفاؤل، في المعرض الافتراضي "دعوة للتفاؤل"، الذي يحمل رسالة من أهداف الفن التشكيلي تتمثل في خلق حالة من الطاقة الإيجابية.

 

عن المعرض، تقول منظمته الدكتورة نيرمين شمس، مديرة غاليري "لمسات" بالقاهرة، "يحفز معرض (دعوة للتفاؤل) دور الفن التشكيلي في نشر البهجة والسعادة، خصوصًا في أوقات الأزمات، وتحفيز المتلقي عبر عرض مجموعة من الأعمال الفنية تدعو للإمتاع، حيث نجدها مفعمة بجمال الألوان التي تعمل على نشر التفاؤل، أو من خلال الرؤى الفنية للموضوعات والتكوينات المختلفة، لذا فكل الأعمال تمدنا بالأمل في ظل الظروف الراهنة، وتجعل التفاؤل ظاهرًا في أعمال المعرض كالنور في نهاية النفق".

 

مع التجول بين أعمال المعرض، نجد بالفعل العديد من الأفكار والرؤى والتناغمات اللونية والمدارس المختلفة، التي تصر أن تنقل المتلقي إلى حالة من الأمل، وتعمل مجتمعة على تحقيق مقولة وليم شكسبير، إن "الإصرار على التفاؤل قد يصنع ما كان مستحيلًا".

 

بالتمعن في أعمال الفنانة فاطمة الزهراء فؤاد، نجد فعليًا أن أبواب الأمل والتفاؤل لا تزال مفتوحة، بل إنها تفتح أبوابًا جديدة، في ظل هروبها إلى مشاهد الطبيعة الحية، وسط ما يحياه العالم من ظروف استثنائية، فعبر رؤيتها في كيفية مزج الألوان الساخنة، يجد المتلقي بالنظر إليها متنفسًا يخرج به من قتامة المشهد المحيط مع التماهي في كل تفاصيلها.

 

وبأعمال مستلهمة من الطبيعة الأم، تأتي مشاركة الفنانة الدكتورة سحر درغام، التي تعبر عن الطبيعة "التي خلقنا ملتحمين بها، وشيئًا فشيئًا، انفصلنا عنها بسبب حياتنا المدنية"، مُنتجة مزيجًا من التكوينات الحرة في المساحة، عبر مجموعة مكررة من النباتات، ألا وهي ورقة الشجر، تلعب وتطير وتثبت على أرضية العمل الفني.

 

وتقول: "مشاركتي بالمعرض تأتي إيمانًا بأهمية حمل راية التفاؤل في ظرف عالمي استثنائي، يموج فيه العالم بموجات من الضيق والكرب والألم، لذا حاولت أن أبعث بأعمالي قدرًا من السعادة في قلوب المتلقين، مستخدمة مجموعة لونية تميل إلى الألوان الساخنة المليئة بالحيوية، وتتخللها ألوان معينة باردة لتحقيق التوازن". أما الرسم والتلوين على الزجاج الملون، فهو ما لجأت إليه الفنانة نها محمد خليل، التي تنتج أعمالًا فنية يمكن توظيفها كقطع ديكورية، حيث تعتمد على الرسم على الزجاج الذي يتخلله الضوء بعد ذلك، ما يعطي إحساسًا بالبهجة والتفاؤل.

 

وبأفكار تدور حول قدرة الإنسان على تحطيم جدران الخوف، والوصول لأمل جديد، تأتي مشاركة الفنانة رنا نادر، تقول: "ما بين اليأس والأمل، هناك باب يمكن فتحه للخروج إلى التفاؤل، وهي الفكرة التي أعبر عنها في 3 لوحات، مستخدمة أسلوب التجسيم الإسمنتي، أو صنع مجسمات بالإسمنت، مع التنفيذ النهائي بألوان الزيت".

 

عبر مفردات الليل والقمر والجسر والشجر، تحاول الفنانة مروة عفت، في إحدى لوحاتها، أن تعطي أملًا في الحياة، فالجسر الممتد بلا نهاية هو الطريق الذي يمشيه الإنسان دون أن يعرف إلى أين سوف يصل، وظلمة الليل هي ما يعيشه من عثرات تطل بين حين وآخر، أما القمر فهو الرمز الذي يُهتدى به في هذه الظلمة، بينما يأتي الشجر على جانبي الجسر كرمز للأمل.

 

بدورها؛ تحاول الفنانة أمل أحمد مصطفى، عبر 5 لوحات، أن تقدم أعمالًا بخامات منوعة غير تقليدية، مثل الأزرار والخيوط وأوراق المجلات القديمة، تستخدمها في تكوينات كولاجية، تعبر بها عن الرغبة في الحياة، وإصرار الإنسان على مقاومة المرض.

قد يهمك أيضًا:

افتتاح المعرض الفني "بحبك يا بلدي" داخل متحف المنصورة القومي

انطلاق المعرض الفني " بين السماء والأرض " في بيروت