السويس -احمد حسن
تُعد آلة السمسمية الموسيقية تراثًا شعبيًا يتصف به أهالي مدن القناة وخاصة مدينة السويس في أفراحهم واحتفالاتهم، وركنًا مهمًا من حكايات المقاومة الشعبية فترة الاحتلال وما تلاه من حروب حتى في احتفالات المناسبات الرسمية ويعلو صوت الآله فى جميع القاعات، فالسمسمية آلة وترية مصرية قديمة كانت ومازالت تصنع في السويس في شكلها نفسه المعروف قديمًا صاحب الخمس أوتار، حيث يتبع عند العزف عليها السلم الموسيقي الخماسي المتبع عند العزف على آله الطنبوره القديمة التي تتكون أجزائها من" الحمال - السناد - الشمسية - القرص - صندوق الصوت - الحوايات – الأوتار "والتي تصنع أوتارها الخمسة من السلك الصلب .
وآلة السمسمية السويسية القديمة هي نفسها آلة الكناره أوالقيثارة الفرعونية القديمة التي تصنع أوتارها من أمعاء الحيوانات وتكون عبارة عن علبه خشبية وقصعة سلحفاة أو طبق صاج مشدود عليه جلد رقيق ولها زراعان متباعدان يسميا المداد يربطمها زراع ثالث يتم ربطه بخيوط قوية ثم تطورت بعد ذلك حتى أصبحت السسمسية التقليدية التي نراها حاليًا .
ودخلت آلة السمسمية إلى السويس عن طريق أهل الحبشة الذين مروا في المدينة عبر قوافل الحجاج التي كانت تمر عن طريق الحج القديم وكانوا يصطحبون معهم آلة الطنبوره من أجل الترفيه عن أنفسهم وهي الآلة التي أخذها عنهم السوايسة وراحوا يطورونها ويصغرونها حتى أصبحت السمسمية السويسية الحالية.
ولأن أهل السويس هم أول من عزفوا علي أوتار السمسمية كان لابد أن يكون لهم حق المحافظة على تراثها، فمنذ شق قناة السويس بعشرات الأعوام، أُقيمت في السويس حفلات ما عرف بالضمة التي كانت تبدأ مع غروب الشمس بعزف منفرد على آلة السمسمية .
وكان هذا العزف بمثابة تجميع لجمهور الضمة بغرض المشاركة في حلقات العزف ثم تبدأ الآلات الأخرى المشاركة في العزف إلى أن تبدأ المجاملات والسلامات حيث يجامل المدعوين أصحاب "الضمة "بالرقص التمثيلي المستوحى من حرف أهل السويس المختلفة مثل صيد السمك ورمي الشباك ورقصه البمبوطية على السفن والتجديف بالقوارب.