اغلاق ابواب متحف النوبة

أغلق العاملون في متحف النوبة أبوابه، لرفض وزارة الآثار صرف البدلات والحوافز، في الوقت الذي بلغت فيه مديونية "الآثار" لوزارة المال 800 مليون جنيه، فيما تحتاج إلى 56 مليونًا و700 ألف جنيه مرتبات شهريّة للعاملين. وقد توقّف العمل في 12 متحفًا على مستوى الجمهوريّة، من بينها متاحف الحضارة وسوهاج والمنيا والغردقة، بسبب عجز التمويل، فيما توقّف العمل في ترميم 24 موقعًا أثريًّا في مختلف أنحاء الجمهوريّة، حيث فاجأ وزير الآثار العاملين بها بتوجيه التمويل إلى المتحف الكبير.
وقد تم إطلاق حملة تبرّعات المتحف المصريّ الكبير، التي نظّمتها وزارة الآثار بالتعاون مع وزارة السياحة، والتي يتم بمقتضاها تخصيص دولار من كل سائح يزور مصر، بهدف استكمال مشروع بناء المتحف، وبعد سلسلة التبرّعات والقروض البنكيّة التي اقترضتها وزارة الآثار من إيطاليا واليابان وواشنطن والمجتمع المدنيّ، والتي تُقدّر بـ480 مليون دولار، أعلنت الوزارة عن مقترح إضافيّ للتبرعات من خلال شركات الطيران، لتوفير المبالغ الماليّة اللازمة لاستكمال المتحف، على أن تقدّم شركات الطيران لركابها على متن طائرتهم تعريفًا بالمشروع على من يرغب من روّادها التبرّع لصالح مشروع المتحف، والذي يعاني من سرقة مقتنياته، رغم عدم فتحه للجمهور أو استكمال بنائه حتى الآن.
وأكّد وزير الأثار محمد إبراهيم، أنه منذ نيسان/أبريل 2013، تم إطلاق دعوة لحملة تبرّعات دوليّة، وهي الدعوة التي قوبلت باستجابة الكثيرين ممن عشقوا التراث المصريّ حول العالم، سواء من أفراد أو مؤسسات، وكان في مقدمتهم "البنك الأهلي" الذي خصّص 1.5 مليون دولار، بالإضافة إلى إعلانه التبرّع بـ3.5 مليون دولار تُخصّص لصالح تمويل مشروع مكتبة المتحف، كما أعلن "بنك مصر" عن تبرّعه بمبلغ 12 مليون جنيهًا مصريًّا تُخصّص للتجهيزات الخاصة في مدرسة الطفل في المتحف الكبير.
وكشف إبراهيم، أن عائلة رجل الأعمال نجيب ساويرس كان لها السبق في التبرّع بمبلغ 5 ملايين جنيه لصالح مشروع المتحف، مؤكدًا رغبة جهات المجتمع كافة في تنفيذ هذا المشروع الوطنيّ، بالإضافة إلى بدء تفعيل بروتوكول التعاون الموقّع بين وزارتي الآثار والسياحة وغرفة المنشآت السياحيّة، والذي يتم بمقتضاه تحصيل دولار عن كل ليلة يقضيها نزلاء في مختلف الفنادق في أنحاء الجمهوريّة كافة، بصفة اختياريّة، وبحد أقصى سبع دولارات، اعتبارًا من اليوم الخميس، ذلك إلى جانب تبرع وزارة السياحة بمبلغ خمسة مليون جنيه، تُخصّص لصالح مشروع المتحف قبل نهاية العام الجاري، بالإضافة إلى 25 مليون جنيه أخرى تُسدّد على خمس سنوات بواقع 5 مليون جنيه كل عام، مشيرًا إلى أنه جاري الانتهاء من تحصيل قرض من حكومة اليابان بمبلغ 450 مليون دولار لاستكمال مباني المتحف، وأنه تم اتخاذ الإجراءات القانونيّة اللازمة من أجل الانتهاء من فتح حساب بنكيّ يحمل اسم المتحف اليونانيّ، يُخصّص لمساهمات الجانب الإيطاليّ في مشروع تطوير وإعادة تأهيل المتحف اليونانيّ الرومانيّ، والتي تُقدّر بـمليوني يورو و6 ملاين دولار، إلى جانب 4.4 مليون دولار تُخصّص لصالح مشروع نقل إحدى مقابر "تل المسخوطة" في محافظة الشرقيّة إلى المتحف المصريّ الكبير، لتدخل ضمن سيناريو العرض المتحفيّ عند افتتاح المتحف عام 2015، و 4 مليون جنيه تُخصّص لفتارين العرض الخاصة في متحف ملوي، بما يُناسب أحدث سبل العرض المتحفيّ وتأمين المعروضات.