المخرجة اللبنانية موريال أبو الروس

بهدف تسليط الضوء على قدرات المرأة العربية، تقيم جمعية «فيمايل» و«دوائر»، بالشراكة مع منظمة «اليونيسكو»، المؤتمر الإقليمي «تعزيز المساواة وكسر الصور النمطية حول النساء ودورهن في قطاع صناعة الأفلام». وذلك، اليوم، 21 فبراير (شباط)، في فندق «راديسون بلو مارتينيز» بمنطقة عين المريسة في بيروت.

ويشارك في فعاليات المؤتمر ممثلون وممثلات عن منظمات المجتمع المدني وناشطون وخبراء ووسائل إعلام ونساء عاملات في صناعة الأفلام. ويتناول سبل تطوير استراتيجيات تساعد على تحسين وضع النساء في القطاع. ومن البلدان المشاركة فيه ليبيا والمغرب والجزائر وتونس ومصر والأردن، إضافة إلى لبنان.

ويُعدّ هذا المؤتمر الأول من نوعه في لبنان، ويجري بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ويلقي الضوء على نساء يعملن وراء الكاميرا، في مجالات الإخراج والمونتاج والسيناريو والإنتاج وغيرها.

وتقول مريم الخضري منسقة المشروعات في الجمعية المنظمة إن هذا المؤتمر يشكل القسم الثاني من مشروع استهل في قسمه الأول بتنفيذ دليل رقمي. ويتضمن بروفايل «نساء عربيات يعملن في مجال صناعة الأفلام»: «لدينا في العالم العربي كمّ لا يُستهان به من النساء العربيات اللاتي يعملن في هذا القطاع، ومن بينهن نحو 120 مخرجة. ومن خلال هذا المؤتمر سنعمل على تمكين قدرات نسائية لتعزيز المساواة بينها وبين الرجال العاملين أيضاً في صناعة الأفلام». وتشير الخضري في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ هذا الدّليل يفتح صفحاته أمام أي امرأة عربية تعمل في قطاع الأفلام، ليتعرف إليها أكبر عدد من الناس في المنطقة العربية.

وتتابع: «لقد دعونا مخرجات من لبنان، مثل موريال أبو الروس، وعزة كامل من مصر، وفاطمة زعموم من الجزائر ليقدمن شهادات حيّة، ويكنّ مثالاً يُقتدى به بين النساء في مجال مهن تصبّ في صناعة الأفلام».

والمعروف أنّ جمعية «فيمايل» تأسست في عام 2012، على يد عليا عواضة وحياة مرشاد، بهدف تعزيز المساواة والعمل على تأمين حقوقهن الاجتماعية والإنسانية. ويُركّز أيضاً على النساء العاملات في مجال الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي. وكانت قد أطلقت مبادرة «شريكة ولكن» في عام 2015، تعرض قضايا النساء في العالم العربي ضمن تقارير مصورة.

وتشير المخرجة اللبنانية موريال أبو الروس، العاملة أيضاً في مجال الإنتاج السينمائي، وتعدّ أول امرأة عربية عملت مديرة تصوير، إلى أنّ هذا المؤتمر كناية عن بقعة ضوء يعرف عن المرأة العربية بشكل عام واللبنانية بشكل خاص، اللواتي يعملن في قطاع الأفلام. وستلقي أبو الروس خلال المؤتمر كلمة تروي فيها تجربتها في هذا المجال، مستذكرة بداياتها وأهمّ المحطات التي صادفتها خلال 20 سنة من العمل المستمر.

وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إنني أعمل في مجال تصوير الأعمال السينمائية منذ مدة طويلة، وأرغب في نقل تجربتي هذه إلى الحضور في المؤتمر. وسأعمل من خلال مشاركتي هذه على تشجيع النساء أصحاب مواهب لتصب في قطاع السينما، كي لا يتردّدن في الانخراط، بهذه المهنة إذا كنّ شغوفات بها».

ووقعت موريال أبو الروس، على إخراج العديد من الأفلام في لبنان وخارجه، وأحدث أعمالها المصورة مسلسل «زيارة» الذي يعرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وهو كناية عن حلقات مصورة قصيرة تسلّط الضوء على تجارب إنسانية بعين سينمائية.

وتعلق أبو الروس في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «المرأة نصف المجتمع ومكوّن أساس فيه، وتتمتع بقدرات عملية عالية لا تقلّ أهمية عن تلك التي يتمتع بها الرجال فكرياً وحتى جسدياً. فأنا شخصياً لا أتعب من حمل كاميرتي والتنقل بها بين مناطق لبنانية كثيرة لتصوير (زيارة)، الذي يلاقي النجاح المطلوب. وأعتقد أنّ قدرات الإبداع تساهم في التمتع بقدرات لدى النساء توازي تلك الموجودة لدى الرجال. والأهم هو أن تُشجّع المرأة بشكل عام على ممارسة العمل الذي تحب بعيداً عن نوعيته».

وعمّا إذا كانت ترى النساء في عالم صناعة السينما مغبونات تردّ: «لا أعتقد أنّ هناك مغبونات، ولكن هناك مواهب مقصّرة تجاه نفسها، ولا تدرك طعم النجاح الذي يمكن أن تنجزه من خلال ممارستها عملاً تحبه وتحلم به. وأنا شخصياً لاقيت الدّعم والتشجيع من أهلي ومحيطي عندما علموا برغبتي دخول قطاع التصوير السينمائي. وأعرف المئات غيري اللاتي يعملن في مجالات الإخراج والسينوغرافيا والمونتاج وغيرها. وكلّ ما يلزمنا هو دعم من الدّولة اللبنانية من أجل تغيير قوانين مجحفة بحق المرأة عامة. وفي استطاعتنا ومن خلال قانون مدني موحد أن نتجاوز التردد الذي قد تبديه المرأة تجاه مشكلة معينة تواجهها. ويمكن إيجاد حلّ لها بسهولة لو تأمنت جهة قانونية تدعمها وتحميها».

وقـــــــــد يهمك أيــــــضًأ :

مهرجان “رجال الطِّيب” يحتفل بتراث عسير السعودية وسط أجواء فنّية مميّزة

"بوردو" الفرنسية أكبر موقع للتراث العالمي الحضري تخطف قلوب السيّاح