القاهره - مصراليوم
بمناسبة «أسبوع الوئام العالمي بين الأديان»، ينظم المتحف القبطي بالقاهرة، معرضاً أثرياً مؤقتاً تحت عنوان «رسالة سلام» لعرض مجموعة من المقتنيات النادرة، بعضها يعرض للمرة الأولى للجمهور، وتبرز التعايش والتمازج الثقافي بين الأديان والثقافات الحضارية المختلفة على أرض مصر عبر عصور متعاقبة. معرض «رسالة سلام» الذي ينظمه المتحف القبطي بالقاهرة، ويستمر حتى نهاية شهر فبراير (شباط) الحالي، يقدم نماذج أثرية متنوعة للتسامح والسلام والوئام والتعايش بين الأديان والحضارات المختلفة على أرض مصر.
من أبرز القطع المعروضة، غلاف توراة معدني، يُعرض لأول مرة على الجمهور، مكتوب عليه كتابات باللغة العبرية بداخله مخطوط من التوراة، وأيضاً مخطوط قراءات وعظات خاصة بالصوم الكبير، وصوم نينوي «نسبة للنبي يونس»، وصندوق إنجيل مصنوع من البرونز والفضة كان يستخدم لحفظ الكتاب المقدس بالكنائس والأديرة.
أسبوع الوئام العالمي بين الأديان هو حدث سنوي، يحتفل به خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير، وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان في قرارها رقم 65/5 الذي اتخذ في 20 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2010، وأشارت الجمعية العامة في قرارها إلى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بعدين مهمين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم، واعترافاً منها بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان، ولتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام والتعاون بين الناس، تشجع الجمعية العامة جميع الدول على دعم هذا الأسبوع لنشر رسالة الانسجام والوئام من خلال كنائس ومساجد ومعابد العالم، وغيرها من أماكن العبادة، على أساس طوعي، ووفقاً للقناعات والتقاليد الدينية الخاصة بهم.
وتقول جيهان عاطف، مدير عام المتحف القبطي لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعرض يقدم رسالة سلام للعالم عبر مجموعة متنوعة من القطع الأثرية تشكل نماذج تاريخية تراثية للوئام الذي شهدته مصر طوال تاريخها بين جميع الأديان، ونماذج للتعايش بين الشعوب، ويقدم أيضاً رسالة محبة»، مشيرة إلى أن «السلام والتعايش من أركان استقرار أي مجتمع، وتتنوع قطع المعرض لتبرز هذه القيم الإنسانية النبيلة عبر عصور مختلفة، منها العصر الفرعوني في الدولة المصرية القديمة، واليوناني والروماني والإسلامي والقبطي».
ومن بين القطع النادرة التي يحتويها المعرض أيضاً، نقش عليه زخارف مصورة مع كتابات عربية، وقطعة من آنية مزخرفة بكتابات بخط الثلث العربي، وأيضاً شاهد قبر عليه كتابات باللغة العربية باسم عائلة صليب يعود لعام 1293 الهجري.
وتضم المتاحف المصرية مقتنيات متنوعة تبرز التعايش بين الأديان خلال عصور تاريخية مختلفة، أبرزها متحف الفن الإسلامي، الذي يضم مجموعة من القطع التي تشكل نماذج لقيم إنسانية عديدة، ومن بين هذه القطع، جزء من إناء من الخزف، وهو أهم القطع الخزفية من العصر الأيوبي في العالم، ويصور السيدة العذراء والسيد المسيح، وأيضاً إناء خزفي له بريق معدني، يرجع إلى العصر الفاطمي، مزين برسم للسيد المسيح، وقطعة أخرى عبارة عن باب من الخشب مصفح بالفضة، يرجع إلى عصر أسرة محمد علي، وهو باب القبة الضريحية لمشهد السيدة زينب، عليه توقيع الصانع اليهودي يهودا أصلان، مما يعكس مدى التسامح والوئام بين الأديان الذي كانت تتميز به مصر خلال العصور السابقة، حسب آثاريين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
المتاحف المصرية تبرز كنوزاً نسائية ومُقتنيات تراثية في شهر المرأة
مجلة "الثقافة الجديدة" تستهل 2021 بالاحتفاء بالمتاحف المصرية