نواكشوط – محمد شينا
يعتبر الطوارق أبرز القبائل الصحراوية التي تسكن إقليم أزواد، الواقع على امتداد ما يعرف بـ "المثلث الصحراوي"، على الحدود المشتركة بين جمهورية مالي والجزائر والنيجر وليبيا وموريتانيا وتعيش آلاف الأسر الطوارقية على امتداد صحراء مالي المبهرة بلوحاتها الرملية الذهبية، التي رسمتها الرياح في تلك البقعة من العالم ومن أهم مدنهم مدينة تمبكتو الواقعة في المشال المالي، بالإضافة إلى كيدال
وأروان ويلمند وقد تمكن رجال الطوارق الملثمين من قهر الطبيعة الصحراوية الحارقة في إقليم أزواد، وخبروا مسالكها وفيافيها ومساراتها بدقة عالية، بعد أن جعلوا منها ميدانهم المفضل وتأقلموا مع شظف العيش فيها ويحافظ الطوارق منذ مئات السنين على زينتهم التقليدية، بحيث تختلف زينة الفتاة قبل الزواج عنها بعد الزواج، فيحق للفتاة بعد الزواج، أن تلبس الخلاخل وأسوار الفضة والعقيق وعقود الخرز، بينما يسمح بقليل من الزينة للفتيات غير المتزوجات، أما رجل الطوارق فيلبس فضفاضة (الدراعة)، وهي لباسًا تقليدية معروفة عند العديد من ساكنة الشمال الأفريقي،
كما لا يفارقه سلاحه الخاص، خصوصا الخنجر والعصا والسيف. لكن الأهم من ذلك كله لدى رجل الطوارق هو اللثام، بحيث يضع رجل الطوارق لثامًا يبلغ طوله 10 أمتار من القماش الأبيض أو الأسود يغطي به كامل وجهه ما عدا العينين، فهذا اللثام يقيه حر الشمس الحارقة ويثبت انتماءه الحقيقي للوطن وتمسكه بتقاليد المجتمع، التي لا يجوز الإخلال بها ويمنح شعب الطوارق الفتاة حق اختيار شريك حياتها شرط أن يكون من فتيان حيها وأبناء عمومتها وقريب من مستواها الطبقي، فبعد تعرف الشباب على شريكة حياتهم وانتهاء الخطبة، التي تعلن نتائجها حتمًا بحضور الوالدة إلى جانب الخطيبان. وتبدأ مراسيم عرس مملوء بالطقوس والعادات التي تعكس ثقافة مجتمع بدوي محافظ، فعلى أهل العريس دفع صداق من 7 جمال، عند الطبقات الغنية وشتان من الماعز عند الفقراء (الأتباع). ويستمر الحفل 3 أيام، تشهد العديد من المناوشات بين أصحاب العريس وأصحاب العروس في خيمة مخصصة لذلك، وتبلغ تلك المناوشات ذروتها عندما تكون هناك من محاولة من صويحبات العروس لإخفائها وخلال أيام العرس الـ 3، تنظم سباقات للهجن، قد لا تخلوا في بعض الأحيان من توتر بين المتسابقين، ويخصص أحد أصحاب العريس للقيام بإطلاق النار في الهواء كل 5 دقائق على مدى أيام الحفل ومن العادات التي يراها البعض غريبة، لدى مجتمع الطوارق، هي الحفلات التي تقام لمناسبة طلاق المرأة، بحيث يعتقدون أن تعدد الطلاق أمر يجب أن تفخر به النساء المطلقات، فالمطلقة عندهم "تحررت من أي التزام للزوج وباتت حرة في اختيار زوج جديد مرغوب".