"العودة إلى حمص" يفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي أجنبي

نال الفيلم السوري "العودة إلى حمص"، جائزة لجنة التحكيم الكبرى لأفضل فيلم تسجيلي دولي في المسابقة الرسمية لمهرجان "سندانس" السينمائي في مدينة يوتا الأميركية. ويتناول الفيلم، الذي أخرجه السوري طلال ديركي، فكرة البداية السلمية للاحتجاجات في سوريا، وظروف تحولها إلى العمل المسلح، ويتناول الحياة اليومية لشخصياته في مدينة حمص، وفي مقدمتهم "مغني الثورة" عبد الباسط الساروت، حيث المظاهرات السلمية، وسط الغناء والرقص في وجه الدبابات، حتى اللحظات التي اضطر فيها غالبيتهم إلى حمل السلاح، وصولاً إلى لحظة حصار حمص.
ويعيش الفيلم، الذي أنتجه عروة النيربية (بروآكشن فيلم)، وصوره ديركي ونيربية، إضافة إلى قحطان حسون وأسامة الحمصي، يعيش مع شخصياته في كل تفاصيل حياتهم وتحولاتها، ليقدم صورة تجربة الثورة السورية، وحمص بشكل خاص.
وأهدى طلال ديركي جائزته إلى المحاصرين في مدينة حمص، وقال المخرج، في حفل توزيع جوائزه، إنه يهدي الجائزة إلى "المحرومين من الطعام والدواء، والصامدين برغم كل شيء، بينما يقترب الحصار من يومه رقم ٦٠٠".
 وكان ديركي لفت، في حوار سابق إلى أن العمل كان، طوال فترة التصوير، مهدداً بالتوقف، كما كانت حياة الشخوص مهددة بالاعتقال أو الموت، وكذلك حياة طاقم العمل، مشيراً إلى أن المنتج نيربية اعتقل على خلفية الفيلم.
وعُرِض "العودة إلى حمص"، للمرة الأولى عالمياً، في ليلة افتتاح مهرجان امستردام التسجيلي الدولي (ايدفا) في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ويعد الفيلم إنتاجًا سوريًا  ألمانيًا مشترك، حصل على دعم مؤسسات ثقافية وإعلامية، وشارك في إنتاجه، إلى جانب عروة نيربية، المنتج الألماني هانز روبرت آيزنهاور، وكذلك ديانا الجيرودي كمنتج مشارك.
وقال نيربية، في بيان صحافي، إن هذه الجائزة تعني أن السوريين ليسوا وحيدين إلى الدرجة التي يبدو عليها الأمر، فالمهرجان المعروف بمناهضته للسياسات الأميركية عموماً، ساهم في تعريف الجمهور الأميركي على حكاية استثنائية من سورية.
وأشار منتج الفيلم إلى أن المحطات المقبلة للعرض تتضمن مهرجان "غوتيبورغ" في السويد، "ثيسالونيكي" في اليونان، "عالم واحد" في التشيك، "هيومن رايتس ووتش" في لندن، "حقوق الإنسان" في جنيف وباريس، "أسطنبول" الدولي، ومهرجان "كراكوف" في بولونيا، وغيرها.
وبعيدًا عن سينما هوليود وجوائزه، أسس روبرت ريدفورد مهرجان سندانس السينمائي في العام 1981، ليكرم الأفلام المستقلة، وفي كل عام يتم اختيار مجموعة من الأفلام لمنحها جوائز المهرجان.
وفي باقي جوائز المهرجان أحرز فيلم "ويبلاش" الذي يتناول علاقة خلافية بين عازف درامز شاب وأستاذه الجائزة الكبرى للأفلام الراوئية الأميركية وبجائزة الجمهور .
وقال مخرج "ويبلاش" داميان شازيل الذي فاز العام الماضي في "سانداس" بجائزة على فيلم قصير بشأن الموضوع نفسه "لم يكن إنجاز الفيلم سهلا ولاسيما التمويل".
أما الجائزة الكبرى لأفضل فيلم وثائقي أميركي فكانت من نصيب ريتش هيل، لترايسي دروز تراغوس واندرو دروز باليرمو الذي يتناول قصة ثلاثة صبيان فقراء في مدينة صغيرة في ولاية ميسوري.
ومن جهته، فاز التشيلي اليخندرو فرنانديث الميندراس بالجائزة الكبرى للأفلام الروائية عن فيلم التشويق "ماتار آ اون اومبري (قتل رجل).
وإلى جانب "ويبلاش" كانت جوائز الجمهور أيضا من نصيب الفيلم الدرامي الأثيوبي "ديفريت" فضلا عن الأفلام الوثائقية "الايف انسايد: ايه ستوري اوف ميوزيك اند ميموري" حول التأثير الإيجابي للموسيقى على المرضى الذي يعانون من مرض الزهايمر و"ذي غرين برنس" وهي القصة الحقيقية لفلسطيني تجسس على حركة "حماس" على مدى عشر سنوات لحساب إسرائيل.
ويستمر مهرجان ساندانس حتى اليوم الأحد في بارك سيتي في جبال يوتاه (شمال الولايات المتحدة)، وقد أسس روبرت ريدفورد هذا المهرجان الذي عرض في دورته الحالية أكثر من 120 فيلمًا طويلا.