وزير الثقافة المصري الدكتور " محمد صابر عرب "

أكدّ وزير الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب،  أن المصريين في ثورة "30 يونيو" لم يحرّروا وطنهم وإرادتهم فقط، بل إنهم حرروا الأزهر الشريف من المحاولات التي كانت تحاك به وبشيخه بغرض النيل منهما، مشيراً إلى أنه كان هناك فصيل يتربص بالأزهر وبشيخه خلال النظام السابق، وفقًا لقوله.وأوضح أنّ أكثر ما أثار هذا الفصيل هو ما كان يلاقيه شيخ الأزهر من استقبال حافل في أي دولة يسافر إليها، جعلته يخشى من ارتفاع شعبية الأزهر، حتى إنه في إحدى هذه الزيارات وقبل أن تطأ قدم شيخ الأزهر أرض المطار جاءه اتصال يخبره بتسمم الطلاب داخل المدينة الجامعيّة.
وأشار عرب، خلال الندوة المنعقدة في القاعة الرئيسيّة في معرض الكتاب، لمناقشة كتاب" الأزهر جامعاً وجامعة" للدكتور عبد العزيز الشناوي، إلى وجود اجتماعات مكثفة تعقد منذ شهرين بين وزارة الثقافة والتربية والتعليم والأوقاف والأزهر، لبحث مشروع تطوير التعليم وتقديم تجربة جديدة ترتقي بالعلم في مصر.
وأوضح أنّ سبب ما يعانيه الوطن الآن من أفكار متطرفة ترسخت في عقول العديد من الشباب هو انهيار المؤسسة التعليميّة، حتى صار التعليم مجرد محاضرات وامتحانات واختفى منه الجانب الفني والثقافي والإبداعي والرياضي، فكان من السهل على مروجي الأفكار المتشددة ملأ الفراغ الذي تركته هذه الجوانب في عقول الشباب.
ولفت إلى أنه قديماً وقت أن كان التعليم تصاحبه مواد الفن التشكيلي والموسيقى والرياضة والثقافة لم نكن نسمع عن وجود "الإخوان" أو "السلفيين" داخل المدارس أو الجامعات، ولذلك فلابد من تطوير التعليم كمؤسسة لاستيعاب الطلبة وحمايتهم من الانزلاق وراء هذه التيارات المتطرفة.
ونفى أنّ تكون الحكومة المصرية قد تدخلت لتحجيم دور مشاركة كل من دولة قطر وتركيا في معرض الكتاب، أو عملت على مصادرة أيّ كتب خاصة بهذه الدول، بسبب الأوضاع السياسية المضطربة بينهم.
وأوضح أنّ قطر هي التي اكتفت بما عرضته من كتب، ولم تشارك في المعرض بقوة، وهو ما تكرر بالنسبة لتركيا.
وأعرب عن عدم قلقه بشأن ضعف الإقبال على المعرض في اليومين السابقين، نتيجة للأحداث السياسية، مؤكدًا أن الإقبال كان قوياً من اليوم الأول للمعرض ورغم تأثره خلال أحداث ثورة "يناير"ن إلا انه عاد بقوة في هذا اليوم ومن المتوقع أن يزداد في الأيام المقبلة، وخصوصًا أنّ المعرض مستمر حتى السادس من شباط/فبراير، والشعب المصري بطبيعته لا يعرف الخوف وقد أكد ذلك بنزوله الكثيف إلى الميادين رغم التهديدات والأعمال "الإرهابيّة" التي شهدتها البلاد.
وفيما يخص اختيار الكويت ضيفة شرف المعرض، أوضح عرب، أنّ العلاقة الثقافية بين مصر والكويت أقوى وأكبر بكثير حتى من العلاقات السياسية بينهما، حيث أن مصر ساهمت بشكل كبير في تأسيس كافة مؤسسات الكويت حتى الجامعات، وكان من الطبيعي أن تكون الكويت هي ضيفة شرف المعرض، وخصوصًا بعد موقفها المساند لمصر في الأحداث الأخيرة.
وأكدّ  أنّ المعرض مؤمن بشكل كامل، منتقداً الأحاديث بشأن غلق المعرض أو إلغاء الفعاليات، مطالباً المواطنين بعدم الالتفات لهذه الشائعات والحضور بصحبة أسرهم وذويهم للاستمتاع بالمعرض.
وأكدّ الكاتب الصحافي حلمي النمنم أنه لابد من الفصل بين الدور الوطني للأزهر الشريف والدور السياسي، لأن الأزهر لا يجب أن يكون له دور سياسي، متعجباً ممن يخلط بين دور الأزهر الوطني، ويطالبه بأن يتخذ أدواراً سياسية.
وأوضح أنّ الأزهر لعب أدواراً وطنية على مدار التاريخ منها حماية الثقافة واللغة العربية من "التتريك"(التحول للغة التركيّة)، وذكر أنه في عصرنا الحالي جمع شيخ الأزهر الأطياف السياسيّة والمجتمعية كافة من نساء وأقباط وشباب عقب ثورة "يناير" لإشراكهم في كتابة وثيقة الأزهر.