الكاتبة عزة عزت

تحوّلت مناقشة كتاب "الرئيس الذي نريده والرئيس الذي نستحقه"، للكاتبة عزة عزت إلى مشادة كلامية بين الكاتب حلمي النمنم، والكاتبة، إثر انتقاد النمنم للكتاب، خلال الندوة التي عقدت، الأربعاء، في معرض القاهرة للكتاب. ورفض النمنم وصف الكاتبة عزت الرئيس الأسبق مبارك بـ"الفرعون"، معتبراً أنّ "أهم ما كان يميز الفراعنة هو الحفاظ على حدود الوطن، وعلى السيادة المصرية، وليس الإستبداد فقط"، مشيراً إلى أنّ "اعتبار مبارك فرعون هو انتقاص من حجم الفراعنة، الذين كانوا، على الرغم من طغيانهم واستبدادهم، حريصين على الدولة المصرية وسيادتها".
وانتقد كذلك وصف الشعب المصري بأن أفته النفاق، لافتًا إلى أنه "لم يكن المصريين منافقين للحكام، منذ عهد الفلاح الفصيح، وإلا فمن الذي خرج في ثورة 1919، وفي ثورة 17 و18 يناير في عهد السادات"، مؤكّدًا أنه "لا يمكن أن نعتبر أنّ الشعب الذي أسقط خمس حكام من عام 1801، وحتى 1805، وجاء بمحمد علي حاكماً لمصر، رغم أنف السلطان العثماني، هو شعب منافق، فليست الصحف القومية هي الصحف التي تتحدث بلسان حال المصريين، وليس كل الكتاب والصحافيين أسامة سرايا".
وأضاف "كتاب عزة عزت يصوّر مبارك وكأنه شخص مظلوم، قاده إلى هذا المصير الحاشية التي تحيط به، والمنافقين الذين بالغوا في تمجيده، حتى صنعوا منه نصف إله".
من جانبها، أكّدت مؤلفة الكتاب عزة عزت أنها "اعتبرت أنّ الشعب المصري سيتغير في اختيار حكامه، بعد ثورة 25 يناير، ويبحث عن حاكم ليس إلا موظف كبير، يحسن إدارة الأمور، ويعزل بعد أربعة أو ثماني أعوام، ومن السهل محاكمته، حتى بزغ نجم المشير السيسي، ليعيد الشعب ثانية إلى اختيار الرئيس صاحب الكاريزما والزعامة".
وحذّرت عزت المشير السيسي من الحاشية المنافقة، معتبرة أنَّ "مثل هؤلاء لا يزيدون الحاكم إلا أعباءً، حيث يعطون انطباعاً للشعب بأن هذا الشخص معه عصا سحرية، تحل مشاكلهم بمجرد انتخابه، فيكون على هذا الحاكم عبء تنفيذ السقف العالي لتطلعات الشعب، والتي تسبب فيها هؤلاء المنافقون".
وبدوره، اعتبر الكاتب والناقد أحمد بهاء الدين شعبان أنَّ "ثورة الشعب المصري لم تبدأ في 25 كانون الثاني/يناير 2011، وإنما كان هذا التاريخ تتويجاً لمسيرة من النضال، قادها أجيال وراء أجيال، حتى سلم الراية لشباب يناير"، رافضاً الأحاديث التي تصف الشباب بأنهم "هم فقط مفجري الثورة، وأنَّ الأجيال الماضية كانت أجيالاً ضعيفة ومستكينة، وهي ما تسببت فيما وصل له الحال"، مشيراً إلى أنَّ "من الأجيال السابقة من هم معارضين في عهد عبد الناصر وأنور السادات ومبارك، وقت أن كانت الكلمة تكلف الشخص حياته في الكثير من الأحيان".
واتفق بهاء الدين مع الكاتبة في حديثها عن المنافقين، مبيّنًا أنَّ "هذه الفئة المتلونة، والمتحولة وفقاً لأي نظام، متواجدة بالفعل، فتراها بزبيبة ولحية إذا كان الحاكم إسلامي، وترفع صور عبد الناصر إذا جاء حاكم ناصري، وتتمسح في نظام أوباما إذا كان الحاكم ليبرالي"، محذراً أيَّ رئيس يأتي للبلاد من هذه الفئة، التي أسماها بـ"العصابة".
ورأى أنَّ "الشعب المصري سيواجه مشاكل كبيرة في الانتخابات البرلمانية، ومن سيصل إلى البرلمان لن يكون من يريده الشعب، ولكن من يملك الأموال، التي تتدفق الأن بكثرة على أحزاب بعينها، من طرف دول النفط العربي، والاتحاد الأوروبي"، حسب تعبيره.
وفي سياق منفصل، شهد معرض القاهرة للكتاب، الأربعاء، تشديدات أمنية غير مسبوقة، حيث انتشرت مدرعات الجيش أمام البوابات الرئيسة، واستقبلت الجمهور بالأغاني الوطنية، وتوزيع أعلام مصر.