القاهرة - رضوى عاشور
حول قضية "التعليم والهوية" اقيم في معرض الكتاب أمس السبت ندوة لمناقشة اثر التعليم في التأثير على النشأ وترسيخ مفهوم الهوية بهم حيث تحدث الدكتور محمد السكران استاذ التربية في جامعة القاهرة عن موقع مصر والبيئة والمناخ والكثير من خصائص الوطن التي تصب في إناء الوطن فضلا عن الخصائص
الثقافية المرتبطة بالمقومات المادية الوسطية وهي الهوية قبل أن يحدث لها انتكاسة
واعتبر السكران أن مصر عربية بالفعل، فرعونية بالاسم، عربية بالحاضر والمستقبل فرعونية بالماضي وهي محور كل المناورات التي ترغب في العروبة.
وأضاف بأن مصر تزخر بعشرات المقومات الثقافية ومنها التدين والتسامح والاعتدال ويبقى السؤال ماذا حدث لكل هذه المقومات بخصائصها؟.
واستطرد: عن هذا حدث ولا حرج فالموقع تفسخ والزراعة تم تجريفها والوسطية اصبحت مجرد وقوف على الحياد دون قرار.
وأضاف: الإسلام دين العقل والعلم أصبح مسرحا للخزعبلات والخرافات وتم استغلاله استغلالا سيئا وتمزقت العروبة وحلت الاقليمية والارتباط بالقوى الاخرى، بينما وامتلكت أمريكا 99% من اللعبة.
وتابع السكران يقول: أن الهوية تعرضت لانتكاسة فمصر مسلمة دون أن تكون في حاجة للأممية الاسلامية ولاداعي أن نخلع مصر من عروبتها واسلاميتها.
وفي ما يتعلق بالتعليم فالتربية بمفهومها الشامل كان لها دورها الخطير في وضع هذه الهوية في أزمات فرأينا المدارس والجامعات الخاصة التي تؤثر على الهوية بينما التعليم والعلم والثقافة ثلاثية التقدم.
وأشار إلى منظومات كارثية لحقت بالتعليم في الأونة الأخيرة وعليه أن يهتم ويتناول المقومات المادية للشخصية المصرية موقعا وزراعة وسكنا وسكانا والجوانب الثقافية الدين والعروبة والاسلام وهي بحاجة الى اعادة تنظيم ووضع استراتيحيات لا تتعلق بوزير معين، نريد تعليما للمستقبل من أجل بناء مصر المستقبل ونثق في ذلك لانها مصر التاريخ والحضارة والاستنارة .
ولم يتفق الدكتور كمال مغيث الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية مع مفهوم السكران لثوابت الهوية، ورأى أنها مزيج مركب ومعقد وثري وقال: على هذا الاساس لست من الذين يرون أن الدين مكون أساسي من مكونات الهوية كما ادعى السلفيين في كتابة الدستور.
فهذا الكلام ينطبق على سوريا والسودان والمغرب ولا يمكن ان نعتبر الامريكان ودول أوروبا شعب واحد لانهم يتكلمون الإنجليزية ويدينون بالمسيحية.
وهنا نتحدث عن خمسة أنواع من الهوية المصرية وما يقال عن الدين يقال عن اللغة ويجب البحث عن سمات في الشخصية المصرية مثل الإيمان بالعدل والمساواة وأحاول الرجوع للأصل المكون الرئيسي الايمان بالعدل والمساواة.
وأضاف: في الهند على سبيل المثال رغم انها حضارة لا تقل عن المصرية في جذورها الضاربة في القدم كان الهنود يحرقون المرأة بعد رحيل زوجها
ويلتقط الدكتور مصطفى رجب استاذ التربية بجامعة عين شمس الخيط قائلا" التعليم لا يعكس الهوية المصرية على الاطلاق.
وتابع: يوجد من 5 الى 6 الاف قرية ليس فيها اي نوع من المدارس وحسب احصائتا الادارىة لا يجدون مدرسة و 200 الف طفل كل سنة في سبتمبر يذهبون الى الشارع والجريمة وسكنى المقابر والشذوذ ويضاف اليهم 350 الف يتسربون من الابتدائي والاعدادي وعندما كنت رئيسا لمحو الامية كانت الميزانية لا تستطيع النهوض بمحو امية 450 الف سنويا
وختم بالقول: لقد أصبح العدد 550 الف كل عام وهو فوق طاقة محو الامية والتعليم لا يحقق العدل الاجتماعي ماذنب الطفل في قرية نائية ان يمشي 3 كيلول ليجد مكانا في مدرسة العدالة الاجتماعية غابت عن التعليم ولم تغب عن تصريحات المسؤولين.