الكاتب والمفكر المصري الكبير جلال أمين

توفي مساء اليوم الثلاثاء، الكاتب والمفكر المصري الكبير جلال أمين، عن عمر يناهز 83 عامًا، بعد صراع مع المرض.

وشُيّع جثمان الفقيد من مسجد الإمام الشافعي، بحضور زوجته وابنيه وابنته ولفيف من أصدقائه وتلاميذه، حيث كانت زوجته أكدت في وقت سابق أنه يمر بحالة صحية حرجة.

وكان الراحل جلال أمين من مواليد 1935، صدر له العديد من المؤلفات، ومنها كتاب "وصف مصر في نهاية القرن العشرين"، ويقدم هذا الكتاب تصويرا بارعا لما آل إليه المجتمع في نهاية القرن العشرين، في الاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام.

ويُعد كتاب "ماذا حدث للمصريين؟" من أشهر كتبه والذي يشرح التغير الاجتماعي والثقافي فى حياة المصريين خلال الفترة من 1945 إلى 1995.

كما نشر سيرته الذاتية بعنوان "ماذا علمتني الحياة؟".

ويُعد جلال أستاذ اقتصاد بالجامعة الأمريكية وأحد أعلام الفكر الاقتصادي في مصر والمنطقة العربية، وهو ابن المفكر الإسلامي الراحل أحمد أمين، صاحب "موسوعة فجر الإسلام وضحى الإسلام".

كما نعى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، برئاسة حبيب الصايغ، المفكر المصري الكبير الدكتور جلال أمين «1935- 25 سبتمبر 2018»، الذي وافته المنية، الثلاثاء، عن عمر يناهز 85 عامًا.

وأرسل الأمين العام للاتحاد العام برقية عزاء إلى الشاعر والناقد الكبير الدكتور علاء عبدالهادي، رئيس اتحاد كتاب مصر، وإلى مجلس إدارة الاتحاد، ومن خلالهم إلى الأدباء والكتاب والمثقفين في مصر والوطن العربي، مؤكدًا أن الثقافة العربية خسرت واحدًا من أهم المفكرين الذين سخَّروا علمهم وأفكارهم لفهم الواقع وتحليله واستخلاص النتائج منه لقراءة المستقبل.

وأكد «الصايغ» أن الدكتور جلال أمين من أهم المثقفين العرب، اتسمت مشاركاته في المحافل الثقافية بالحضور القوي، كما أثرت كتبه المتعددة، ومقالاته التي حرص على كتابتها بانتظام، في الأجيال المتعاقبة من الباحثين والمثقفين والقراء، كما يعد أحد أهم أساتذة الاقتصاد والسياسة، حيث امتلك رؤية عميقة أثناء تحليله للتاريخ المعاصر، وراقب سلوك الناس العاديين وتقلباتها خلال نصف القرن الأخير، ببصيرة نافذة، وقدرة فريدة على الرصد والتحليل.

وذكر أن كتابه «عصر الجماهير الغفيرة- أحد أبدع الكتب التي رصدت تطور المجتمع المصري منذ نهاية عصر الملكية، مرورًا بالتغيرات الاجتماعية والديموغرافية التي أحدثتها ثورة يوليو 1952، حتى نهاية القرن العشرين، وقد واصل هذا الرصد العلمي الدقيق والشيق عبر كتابه»ماذا حدث للمصريين«، تاركًا وثيقة ثقافية مهمة للأجيال القادمة لتعرف ما الذي حدث لمصر والوطن العربي في تلك الحقبة.

كما أشار «الصايغ» إلى أن الدكتور جلال أمين هو ابن الدكتور أحمد أمين، أحد أهم مثقفي النهضة المصرية والعربية الحديثة، هذا الجيل الفريد الذي ظهر في بداية القرن العشرين مرافقًا لثورة 1919 التي نادت بقيام الدولة المدنية المستقلة، ونتج عنها أول دستور عربي هو دستور 1923، مع حركة مراجعة فكرية كبرى للموروث الثقافي والديني، كما أنشأ نهضة في الصحافة والرواية والشعر والمسرح والسينما والفنون والآداب بشكل عام، لهذا ليس غريبًا أن يكون الدكتور جلال أمين امتدادًا لهذا الجيل العظيم من المفكرين الذين نشأ بينهم.

والدكتور جلال أمين تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955، التي كان يتخرج منها السياسيون ورجال الدولة في ذلك الوقت، وحصل على الماجستير والدكتوراة من جامعة لندن، وشغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق جامعة عين شمس من عام 1965 إلى 1974، ثم عمل مستشارًا اقتصاديًّا لدولة الكويت من 1974 إلى 1978، ثم أستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عامي 1978 و1979، وأستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة من 1979 حتى وفاته، وكان يكتب مقالًا أسبوعيًّا بجريدة الشروق المصرية.

وأصدر الدكتور جلال أمين عددًا من الكتب التي لاقت إقبالًا لافتًا، في السياسة والاجتماع والاقتصاد، منها: وصف مصر في نهاية القرن العشرين، عولمة القهر، عصر الجماهير الغفيرة، عصر التشهير بالعرب والمسلمين، خرافة التقدم والتأخر، ماذا حدث للمصريين، مصر والمصريون في عهد مبارك، كشف الأقنعة عن نظريات التنمية الاقتصادية، شخصيات لها تاريخ، فلسفة علم الاقتصاد: بحث في تحيزات الاقتصاديين وفي الأسس غير العلمية لعلم الاقتصاد، العولمة، العرب ونكبة الكويت، كما أصدر كتابين في السيرة الذاتية: ماذا علمتني الحياة، ورحيق العمر.