الحضارة الفرعونية القديمة

تمكن الشاب المصري إبراهيم صلاح من صناعة تمثال "حورس" إله الشمس عند قدماء المصريين، بارتفاع يصل إلى 6 أمتار ونصف، مستغلا أكثر من نصف طن من الحديد القديم، ومستغرقا نحو أربعين يوما في صنع التمثال.

الشاب المصري من عشاق الحضارة الفرعونية القديمة، وأراد أن يصنع مجسمات تحاكي تماثيل أجداده الفراعنة، لكن بأسلوب مختلف، حتى يجذب الأنظار نحو فكرة استغلال الخردة وبقايا الحديد بشكل إيجابي، بدلا من أن تصبح عبئا اقتصاديا على بلاده.

يقول إبراهيم (28 عاما) إنه يرى في الخردة ثروة كبيرة، لذلك فهو يؤمن بأهمية إعادة تدويرها بشكل فني، بدلا من أن تلقى في الصحراء أو أن تلقى أي مصير آخر.

في بداية مشواره كان يعمل نحاتا عاديا، يستخدم المواد المعتادة مثل الجبس، لكن إبراهيم قرر أن يجد لنفسه مسارا مختلفا، يتمكن به من صنع مسيرة متميزة في مجال النحت والتصميم.

تمثال حورس ليس أول أعماله، بل سبقها عدة أعمال أخرى، تشترك جميعا في كونها مستمدة من الحضارة المصرية القديمة، مثل تمثال قط باستيت الفرعوني الذي صنعه بارتفاع 6 أمتار، وكذلك قناع توت عنخ آمون، وبعض المجسمات الصغيرة الأخرى.

وعلى مدى أربعين يوما، كان إبراهيم – القاطن في محافظة الجيزة شمالي القاهرة – يبحث عن الحديد غير المرغوب فيه لدى ورش الحدادة، وقضى ساعات طويلة من البحث والجمع، حتى تمكن من تجميع الكمية المطلوبة لصنع تمثال حورس.

يحرص النحات المصري على زيارة المتاحف الفرعونية باستمرار، فهي تُلهمه الأفكار، وتمنحه خبرة إضافية في مجال النحت وصناعة التماثيل العملاقة، يوضح: "أحب أن أشاهد التماثيل الفرعونية، لأنني أتعلم منها وتمنحني تغذية بصرية تفيدني عند العمل على تماثيل الخردة".

يمتلك إبراهيم حلما كبيرا، يتمثل في أن تنتشر الأعمال الفنية الشبابية في ميادين مصر، خاصة تلك المصنّعة من الخردة بكافة أشكالها، فبالإضافة إلى كونها أعمالا تمنح الشباب ثقة في أنفسهم وطاقة إبداعية أكبر، فإن الدولة حينها قد تتخلص من كميات كبيرة من الخردة دون أي مجهود أو تكلفة، وبشكل يحافظ على البيئة، ويمنح لمسة جمالية لمختلف الميادين.

ومن أجل نشر فكرته، لجأ الشاب إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وينشر صور تماثيله من أجل تشجيع الفنانين شباب على إعادة تدوير أي مواد قديمة لديهم، وعرضها على مواقع التواصل أيضا، حتى يراها المسؤولون.

قد يهمك أيضا

“توت عنخ آمون” يحطّم الأرقام القياسية لعدد الزائرين مرتين خلال نصف قرن

نقل تمثالي "رمسيس الثاني" و"حورس" إلى المتحف المصري