الآثار السورية

أصدرت هيئة "الموسوعة العربية" المجلد الأول من موسوعة الآثار السورية، وهي الأولى من نوعها، في إطار خطة الدولة للحفاظ على الإرث الثقافي السوري القديم وتوثيقه ونشره ليكون في متناول جميع المهتمين وحفظه لهذا الجيل والأجيال القادمة.

وذكر مدير آثار ريف دمشق، محمود حمود، أن إصدار موسوعة الآثار يأتي كرد على الحرب التي تتعرض سورية منذ أربع سنوات، معتبرًا أن التراث السوري له هوية عالمية بامتياز وبالتالي لا تقع مسؤولية حمايته على الدولة والشعب السوري فقط بل هي مسؤولية العالم المتمدن المتحضر ممثلًا في المنظمات الدولية وحكوماته.

ويتضمن المجلد مئات المواقع الأثرية التي تبدأ بحرف الألف ويعود تاريخها إلى مختلف العصور ويتم عرضها بشكل علمي ومنهجي دقيق، ومكثف، مرفق بالمخططات والصور التوضيحية والخرائط، التي تساعد القارئ على فهم حقيقة حضارة بلاده وإسهاماتها في بناء الحضارة الإنسانية.

وأشار حمود  إلى أن الموسوعة  تضم كذلك كافة المواقع الأثرية الموجودة في سورية الحوض الطبيعي والحضاري، أي بلاد الشام، وبعض المواقع في مناطق أخرى، كان لها صلة أو علاقة أو تأثير على تاريخ سورية، كبلاد الرافدين ومصر والأناضول وقبرص، بإعتبارها كانت كلها تنتمي إلى حوض حضاري وثقافي واحد.

وبيّن حمود أن المجلد الأول من الموسوعة أُنجز بجهود مجموعة من الباحثين السوريين الأكاديميين والخبراء المتخصصين في الآثار والتاريخ وثمة باحثون عرب يساهمون في الكتابة للموسوعة من العراق والأردن ولبنان ومن فلسطين الحبيبة، إضافة إلى التواصل مع باحثين أجانب عملوا في سورية ضمن بعثات التنقيب وأغلبهم كانوا رؤساء لها.

كما تستعرض  الموسوعة ما تكتنزه هذه المواقع من مكتشفات ثابتة ومنقولة، بما فيها المباني والتحصينات والفنون والمنحوتات والنصوص الكتابية واللقى المختلفة، علاوة على القلاع والجوامع والمساجد والمدارس والأسواق والخانات والمباني الإسلامية ذات الوظائف المتعددة، إضافة إلى الأساطير والقصص والملاحم والمهن والحرف التراثية وكل ما أنتجته الأرض السورية من قيم ومنتجات روحية ومادية عبر العصور المتعاقبة.

وتتناول الموسوعة أيضًا أهم الأعلام الذين ساهموا في اكتشاف الآثار السورية وتوثيقها.