حي الأزهر

يعتبر حي الأزهر من الأحياء التي لها ساهمت في كتابة تاريخ مصر  الحديث خاصة مع دخول الحملة الفرنسية، ودخول نابليون بونابرت الأزهر مع جنوده  بالخيول وخروج الشعب المصري  في ثورة القاهرة الأولى والثانية  في مواجهته، من هنا وضع الأزهر كحي مؤثر في التاريخ، حيث يشمل هذا الحي العريق عدة شوارع مهمة وهي الغورية وهو زقاقا كبيرا وفي الخلف سوق الأزهر للخضار وشارع الباطنية

ثقافة الأزهر
وأكد  ورثة أكبر مكتبة إسلامية في مصر وهي مكتبة صبيح، أحمد صبيح، حو ثقافة الأزهر واعتباره قلعة علمية كبيرة كانت ومازالت نبعا للإسلام لكل من يريد المعرفة والعلم والتاريخ الإسلامي، أن "الأزهر ومحيطه تغير تغييرا شاملا ، فمثلا تقدم العلم ودخول الانترنت مصر وإنتشاره جعل الباحثيين لا يذهبون إلى مكتبة بل يبحثون عن مراجعهم عن طريق البحث الالكتروني وهذا كان له الأثر الكبير على المكتبات الكبيرة الأمر الذي جعل الكثيرون أصحاب هذه المكتبات يفكرون في تحويل نشاطهم الثقافي إلى نشاط تجاري، ومن هنا تغير محيط الأزهر فبدلا من المثقفين أصبح زائري المنطقة مستهلكين فقط للسلع التي تباع من أقمشة وأكسسوارت فرعونية مقلدة" ..
 
العراقة
وأوضح صاحب أحد محلات بيع  الأقمشة، الأستاذ جمال صبحي ، أن الأزهر منذ أن أنشئ في الدولة الفاطمية  وهو لا يرى اختلافا فهو سوق للأقمشة وخاصة المتعلقة بتجهيز العروس وتجهيز الحجاج وعمل الستائر ومفروشات المنزل ككل ، مضيفًا: "يحيط سوق الأقمشة بعد محلات الجملة والتي تبيع لعب الأطفال والعبايات الخاصة بالسيدات والعبايات التركية"

سوق العطارة
وكشف الحاج صابر عبد الحي وهو صاحب أحد محلات العطارة أن منطقة الأزهر أشتهر بها سوق العطارة لأن الطب الأسلامي خرج من هذه المنطقة وقديما كان الناس يتداوون بالأعشاب والعطارة من هنا كان قديما هذه التجارة منتشرة ومربحة أما الآن فلم يبقى من البائعين القدامي سوى قليلين لأنها لم تعد مربحة مثل سابق .وأضاف أن هناك عدة أنواع من العطارة باهظة الثمن مثل التي تستخدم في البشرة وعلاج الحساسية وعلاج الحروق مؤكدا أن هناك أعشابا من الممكن أن تشفي من كل الأمراض دون أن تترك أثرا ضارا على صحة المريض مشيرا أن هناك بعض أطباء الصيدلة يأتون إليه لشراء بعض هذة الاعشاب لعمل أبحاث عليها
 
الحضارة  المعاصرة
وأشار الباحث في التاريخ المعاصر أيمن سيد أحمد، أن الأزهر مر بالكثير من المراحل التاريخية العظيمة التي أثرت في ثقافته حاليا بدءا من دخول الدولة الفاطمية مصر وإنشاء مسجد الأزهر وإرتباط المصريين به ثم دخول الدولة الأيوبية وأعتبار صلاح الدين جامع الأزهر هو منبر القرارات التي سيلقيها على مصر عندما كان واليا عليها، ثم إنتشار المماليك داخل مصر وظهور المحتسب وهو فارض الضرائب على التجار وقيام المظاهرات وهروب المحتسب من مصر متخفيا في ملابس السيدات ثم الحملة الفرنسية و قيام الدولة العثمانية، جميع هذه الأحداث هي ساهمت في تكوين الفكر الثقافي لسكان الأزهر

وأمد سيد أحمد أنه وبرغم التغيرات التي تحدث بأستمرار على هذه المنطقة إلا أن الحي نفسه هو الذي يلفظ الداخلين عليه ويلفظ كل من يحاول تغيير صورته المعتاده وهذا واقعًا عمليًا وليس كلاما مرسلا فمثلا منطقة الباطنية كانت توجد في عصر المماليك وسميت بهذا الأسم لأنها من الأعلى على شكل بطن تحتضن الجميع في أحشائها، وكان المماليك قديما يهربون من الخدمة داخل هذا الحي للأستراحة وتدخين التبغ ومن هنا أنتشرت المنطقة بالتدخين وعندما انتشرت بعض المخدرات في بداية القرن الماضي مع دخول الأنجليز مصر انتشرت بدورها داخل الباطنية وأصبحت مركزًا للمخدرات ورغم ذلك أستطاع الحي وأهله وعراقته أن يقضي على تجار المخدرات الذين أندسوا مع أهل الحي الأصليين

وأضاف سيد أحمد أن  هناك بعض أصحاب المحلات يقومون بتغيير تجارتهم عدة أعوام ثم يعودون مرة أخرى تجارتهم القديمة وهذا دليل واضح على أن حي الأزهر يبقى على هئيته الأولي رغم اختلاف العصو