القاهرة ـ محمد الشناوي
أصدرت الكاتبة رجاء بكرية، المجموعة القصصية الجديدة "الباهرة"، عن دار "الجندي للطباعة والنشر"، لتكشف عن ارتطام نساء الباهرة بواقعهن الاجتماعي والسياسي، الذي يؤدي إلى نزف نفسي حاد، ويولد القهر.
و"الباهرة"، هي الإصدار الخامس لرجاء بكريّة بعد "مزامير لأيلول"، و"عواء ذاكرة"، و"الصّندوقة"، و"امرأة الرّسالة". ونجحت الكاتبة في الفوز بجائزة الأدب النسوي لنساء حوض البحر المتوسّط في مارسيليا عام 1995، عن قصة "الصندوقة".
محاور السّرد تُحكمها أصوات نساء يعشن الحبّ والحرب، حيث الاحتضان والاحتقان على حدّ القبولِ شأنَ الرّفض. متمرّدات، قاهرات ومقهورات في ذات الوقت. نموذج تقليدي لحكاية المرأة الأزليّة عموما في علاقتها المركّبة بالرّجل، والمختلّة حينا آخر، بين الحق المفروض بامتلاكها ومصادرة حريّاتها، وحقّها المفترض في مقاومته. لكن حين تضاف لمحاور الصّراع الاجتماعي مقاومتها دفاعا عن هويّتها كفلسطينيّة في دولة محكومة للإحتلال يأخذ حضورها منحى آشدّ عنفا وقهرا، فدولة اليهود تشرعن احتكار حق المواطنة ليهوديّتها على حساب هويّة تاريخيّة تستلب بلا آخر في فلسطين الـ 48 شأنها في الـ 67.
وتبدو "الباهرة" كوجه نسائي محوري النّموذج الأعمق وجعا بين سائر الوجوه النسائيّة المتداخلة في النّصوص، والحدث. وتعرض الكاتبة من خلالها لعلاقة مزدوجة بين امرأة تُقاتل على حقّها بامتلاك أنوثتها، وحضورها الاجتماعي أمام سلطة الرّجل، وبين هويّتها القوميّة أمام سلطة الحاكم، وبطشه.