الدكتور أحمد الطيب

استقبل شيخ الأزهر الشريف، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الاثنين، رئيس الوزراء العراقي، الدكتور حيدر العبادى، والوفد المرافق له، في مشيخة الأزهر، حيث أبدى الطيب استعداد الأزهر لعقد مؤتمر يجتمع فيه علماء السنة والشيعة العرب لتدارك ما بينهما من خلاف يمزق الأمة الإسلامية، ويحول دون التفاهم والحوار بين المذهبين، مؤكدًا أن الأمة الإسلامية مستهدفة، وأن هناك بعض القوى الإقليمية والدولية تحاول خلق صراعات طائفية ومذهبية في الدول العربية والإسلامية تخدم أعداء الأمة ومصالحها الشخصية.

وأضاف الطيب أن الأزهر الشريف هو مرجع أهل السنة في العالم كله، ويسعى دائمًا من خلال رسالته الوسطية وفكره المعتدل إلى جمع كلمة المسلمين في جميع أنحاء العالم، مؤكدًا أنه لن يسمح لأعداء الإسلام بالنيل من هذه الأمة أو المساس بوحدتها ورسالتها الخالدة.

وجدد شيخ الأزهر مطالبته المراجع الشيعية بضرورة إصدار الفتاوى التي تحرم سفك الدماء والطعن في الصحابة الكرام، وأن تتبنى الحكومة العراقية إصدار قانون يجرم هذه الأفعال، وأكد أن الأزهر يقف إلى جانب الشعب العراقي بجميع أطيافه ومكوناته كي يعود إلى مكانه الصحيح بين بلدان العالم وشعوبها بعد أن يتخلص من براثن التطرف والهمجية.

وطالب الطيب الحكومة العراقية بضرورة إيقاف إطلاق النار وأعمال العنف المتبادل التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء، وغلق أبواب الاحتقان والتوتر التي تؤجج الصراع الطائفي، والعمل على إلغاء التهميش والإقصاء ضد أى طائفة، وضرورة مشاركة جميع مكونات وأطياف الشعب في جميع المجالات، والعمل على عودة النازحين والمهجرين من جميع المحافظات إلى مدنهم، تمهيدا لإجراء مصالحة وطنية، كما أكد زيارته لبغداد قريبًا.

وأكد الدكتور حيدر العبادي، أن مصر والعراق لهما عمق في الحضارة الإنسانية والإسلامية، وهذا يؤسس للقيام بدور فعال في صد المشروع الخبيث الذي أدى إلى اقتتال المسلمين وتشرذمهم- على حد تعبيره. وأضاف العبادي أن العاصمة العراقية ستستضيف خلال الفترة المقبلة لقاءات مصرية عراقية مشتركة على مستوى عال لبحث التعاون في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية، موضحًا أن هناك طموحًا لتدشين علاقات تكافلية مع مصر فا شتى المجالات.

وأطلق العبادي، خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المصرية، مبادرة بين الأزهر والحوزة العلمية الشيعية في النجف لدعم الاعتدال والوسطية.