دبي – مصر اليوم
تمكن ظافر جلود، عضو اتحاد الأدباء العراقيين، في كتاب "سنوات من الإبداع" الصادر عن ندوة الثقافة والعلوم، من توثيق قصص نجاح نحو 42 فناناً، ممن عرفهم الجمهور وسجلوا حضوراً باهياً وتركوا انطباعاً طيباً عند شرائح مختلفة، فضلاً عن شهرتهم التي طافت حيز المكان الذي يعيشون فيه إلى أبعد من ذلك باتجاه أوسع، وأبرزهم إبراهيم جمعة وميحد حمد وسميرة أحمد.
رؤية خاصة
الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات تقترب من القصص وحكايات سيرة مبدعين خليجيين، ويمثل رؤية خاصة حول فكرة الإبداع وما تحمله من عناء والتزام عند المبدع، وما تتيحه لصاحبها من تراكم للتجارب التي هي مخاض تفاعلي بين المنتج الحاصل في لغة تواصل عبر الحوار في صوره ولغته البصرية العالية، إزاء المكان والحياة والناس.
ويطرح الكتاب مفهوم الإبداع حول السيرة والتأريخ، وحول فكرة النجومية كذلك، وهي مقاربة مع المنهج التوثيقي للكتابة عن المنجز الحضاري، مثلما تكون الكتابة للتأريخ نحو تأصيل الإبداع.
تحت المجهر
ويضع الكتاب نحو 42 فناناً تحت المجهر في فن تأريخ السيرة، وهي الكتابة التي حاول من خلالها ظافر جلود أن يغور في عمق الشخصيات للوصول إلى نقطة البدء قدر المستطاع، ما يمكنه من قراءة تاريخها الإنساني وعلاقاتها بالآخرين، المخرج، المنتج، المكان، الصورة، وكذلك البيئة التي نشأت فيها، وأي حديث عن منجز شخص الفنان الإنسان، وهو الأمر الذي سيقود في نهاية المطاف إلى معرفة المنجز والمتلقي معاً، والأسباب التي جعلت من هذا الفنان مبدعاً، أو مختلفاً بأي شكل من الأشكال عن أقرانه، هذا بالطبع، إلى جانب الموهبة التي منحه الخالق إياها.
ثورة الإبداع
ويتضح من خلال الاطلاع على الكتاب الصداقات الطويلة التي تجمع بين جلود وكثير من المبدعين الذين تناولهم في كتابه ومنهم: إبراهيم جمعة، صوت الموسيقى الخليجية، وميحد حمد، أحد رواد الأغنية الإماراتية، وعبدالله الوسمي، المغني الشاب الذي حقق شهرة لافتة، وسميرة أحمد، الرائدة المسرحية، وناجي الحاي، المخرج المسرحي، وغيرهم الكثيرون، كما يُلاحظ العوامل المشتركة التي تجمع بين هؤلاء المبدعين ومنها الترحال والتنقل والسفر بحثاً عن الأعمال الفنية والإنسانية التي أكدت أن الإبداع ثورة، كما أن الثورة إبداع.
المؤلف
ظافر جلود صحافي وناقد مسرحي وقاص عراقي، تخرج من كلية الفنون الجميلة فرع الإخراج المسرحي ببغداد، ومن معهد الفنون الجميلة قسم المسرح كذلك، عمل في أغلب الصحف والمجلات العراقية منذ عام 1978، وأخرج مسرحيات عدة ومنها: «مارا - صاد» للكاتب الألماني بيتر فايس، ومسرحية «الرجل الذي صار كلباً» من ترجمة قاسم محمد، كما يضم رصيده الأدبي نحو 4 كتب