محلب يفتتح متحف قصر محمد علي

افتتح رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، مساء الأحد، متحف الأمير محمد علي في القاهرة، بعد أعمال ترميمه التي استغرقت نحو 10 سنوات، ليستعيد القصر الذي يعد تحفة معمارية وأثرية، في حضور الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، وعدد من الوزراء والمحافظين وسفراء الدول.
وبدأت وزارة الآثار عمليات ترميم الخاص بالقصر في عام 2005، الذي يقع في حي المنيل في جزيرة الروضة النيلية في القاهرة. وتحيط به حدائق مزهرة، ولا يزال يحتفظ بطرازه المتأثر بالعمارة المغاربية.
وكان القصر ملكا للأمير محمد علي الذي لازمه سوء الحظ في تولي مقاليد الحكم ملكا على عرش مصر، فقد كان وليا لعرش مصر قبل ميلاد الملك السابق فاروق وعاش زمنا يراوده الحلم لولا مجيء فاروق ليتولى الحكم بعد أبيه فؤاد الأول، ثم أزيح من ولاية العرش بعد أن تولى فاروق العرش وإنجابه ولي العهد الأمير أحمد فؤاد الثاني الذي تنازل له الأب عقب قيام ثورة 23 تموز/يوليو 1952. ثم ألغيت الملكية بعد ذلك وتم إعلان الجمهورية في مصر.
وأوضح وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطي، أن إعادة افتتاح المتحف أمام حركة الزيارة تعد خطوة جديدة نحو تحقيق خطة الوزارة الموسعة في مجال حماية التراث الأثري، وفتح المزيد من المزارات والمتاحف المصرية التي تجذب الجمهور المحلي والعالمي لزيارتها والتعرف على ما تحويه من معالم وكنوز هائلة تشهد على عبقرية الحضارة المصرية بمختلف عصورها.
وأشار وزير الآثار إلى أن المتحف يعد تحفة معمارية في حد ذاته، تنقل لزائريه طبيعة حياة الأمراء في تلك الحقبة من تاريخ مصر بمختلف تفاصيلها، كما يؤكد على اهتمامهم بشتى أشكال الفنون، داعيا الجمهور بمختلف فئاته العمرية والمجتمعية لزيارته للتعرف على ما يتضمنه من طرز معمارية فريدة، وما يستعرضه من مقتنيات أثرية وتحف نادرة حرص على جمعها الأمير من بلدان مختلفة ما دفعه إلى التوصية بتحويل مقر إقامته إلى متحف مفتوح بعد وفاته.
وتضمنت أعمال الترميم، إعادة تركيب السقف الأثري في سراي العرش إحدى أهم قاعات القصر، الذي كان قد سقط نتيجة لعوامل الزمن، واشتمل المشروع أيضا على إنشاء مبنى إداري جديد يضم معملا مجهزا لأعمال الترميم الدقيق، وقاعة للمحاضرات، وأخرى لعرض المنسوجات.
وأضاف وزير الآثار أن الأعمال اشتملت أيضا على أعمال تنظيف اللوحات والزخارف وترميم المقتنيات الأثرية التي يضمها المتحف من المنسوجات والأخشاب والخزف والمعادن المختلفة.
ويتكون المتحف من عدد من السرايا والقاعات التي حرص الأمير على الإشراف على تنفيذها بنفسه كما كان لكل منها غرض محدد، وهي قاعات الاستقبال والإقامة والعرش والقاعة الذهبية، بالإضافة إلى احتواء القصر على متحف خاص بناه الأمير محمد علي ليضم ما يحويه قصره من مقتنيات نادرة ترجع إلى الأسرة العلوية ككل، بالإضافة إلى متحف الصيد وحديقة القصر التي تعد متحفا نباتيا في حد ذاتها، نظرا لما تضمه من نباتات نادرة حرص الأمير على جلب عدد كبير منها من بلدان مختلفة مغايرة للبيئة والمناخ المصري.
وخلال الافتتاح تم عرض فيلم يوضح تاريخ القصر، منذ إنشائه، وما يحويه من مقتنيات، وقام رئيس الوزراء ومرافقوه بجولة في أنحاء المتحف.
وأشاد المهندس محلب بأعمال الترميم التي تمت للقصر المتحف مرة أخرى، وطلب من وزير الآثار استغلال الحديقة الرائعة للقصر الاستغلال الأمثل، لتكون مزارا سياحيا.