ميلانو - ليليان ضاهر
كشف الباحثون أخيرًا عن لوح من الحجر الرملي يبلغ من العمر 2500 عام، يعتقد أنه يعود إلى زمن الأتروريون ومكتوب بلغة قديمة منقرضة، ويعتقد علماء الآثار أن ذلك اللوح يمكن أن يكشف المزيد عن دين الجماعة بل ربما يكشف عن اسم إله أو اثنين لديهم.
وتعتبر حضارة شعب الأتروري من الحضارات الغامضة في إيطاليا، وعلى الرغم من العثور على عدد من القطع الأثرية التي تعود إلى الوقت الذي عاشوا فيه، ولكن القليل من المعلومات عنهم معروفة حتى الآن.
ويعود النص اللوحي الرملي إلى القرن السادس قبل الميلاد، ووجد في معقد للأترورية، وهي حضارة عاشت في إيطاليا القديمة من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الثاني قبل الميلاد، ويزن 22 كيلو غرام بطول 1.2 مترًا وعرض 0.6 مترًا، وعليه نحو 70 حرفًا مقروءًا وعلامة ترقيم ومن المرجح أن يحتوي النص على كلمات من اللغة التي ضاعت ولم يسبق لها مثيل من قبل، وقد عثر عليه في أساسات المعبد الضخم الذي يعود إلى هذه الحضارة ودفن لأكثر من 2500 عام، وسيتمكن العلماء من معرفة الكثير من المعلومات عن الثقافة المفقودة للشعب الأتروري من خلاله.
وأوضح عالم الآثار الباحث الرئيسي في المشروع البروفيسور غريغوري أردن "من المحتمل أن تكون الكلمات المنقوشة على اللوح نص ديني، وسيكون من الجميل لو استطعنا فكّ معتقدات الناس في تلك الفترة والتعرف على تقاليدهم وديانتهم"، وأشار الباحثون إلى أن العثور على قطعة أثرية دينية جديدة مثل هذا أثر نادر الحدوث، وعادة ما تكون معظم اكتشافات الفترة الأترورية مواد جنائزية.
وتابع البروفيسور أردن أنه يمكن أن يعرض اللوح رموزًا عن السلطة ويمكن أن يكشف عن اسم إله أو الهة كانت تعبد في ذلك الوقت، وسيحلل ويدرس النص خبراء في الخبير في اللغة الأترورية ريكس والاس أستاذ علم الكلاسيكيات في جامعة ماساتشوستس أمهرست، وأضاف "نحن نعرق كيف يعمل البروفيسور والاس وما هي قواعده، ولكننا نأمل بأن يكشف هذا اللوح المزيد من القضايا حول الديانات في ذلك الوقت".
ويمكن أن يتصل اللوح بالحياة المقدسة في وقت مبكر في منطقة وادي موجيلو الواقع شمال شرق فلورنسا في إيطاليا، ويقع موقع يوجيو كولا شمال أتروريا وتأتي معظم النقوش منه، واسترسل "نأمل بأن نشق طريقنا في اللغة الأترورية، فالنقوش نادرة وخاصة وتعود لزمن بعيد جدًا، لذلك فهي في الغالب كلمات لم نشاهدها من قبل، فهي ليست نصوص جنائزية، وبعض الكلمات نادرة للأرتروريون الذين يميلون لاستخدام مسائل الإعلام القابلة للتلف مثل القماش والكتان وأقراص الشمع".
وهذا الشاهد الحجري، بحسب أردن، دليل على وجود طائفة دينية دائمة تكتب على الصخور وربما عاشت في وقت مبكر من نهاية العصر القديم بين 525 و480 قبل الميلاد، ويمكن أن توضح تغيرات عميقة في المدنية والهيكل الاجتماعي الحادث في ذلك الوقت، ولصرف النظر عن المنطقة الشهيرة في بيرجي التي تشتهر بلوحات الذهب فهناك القليل من المقدسات الأترورية، والتي لا تعرف الكثير عن تلك الحضارة.
وتسفر دراسة الأسماء على الألواح بيانات غنية عن المجتمع حيث النبلاء والعوام وحتى العبيد لديهم ووعود وهدايا، وفي الأشهر القلية المقبلة سيتم معالجة الشاهد في مختبرات الآثار في فلورنسا برقابة خبراء من كلية الهندسة المعمارية في جامعة المدينة، ومن المحتمل أن يكون الحجر الرملي محلي الصنع ومتآكل بشكل كبير، ويتميز بحمرة من أحد الجوانب بسبب حرق محتمل في العصور القديمة.
واكتشف الموقع الأثري موجيلو قبل عقدين من الزمن وهو يعود إلى الفترة الأترورية ويكشف عبادتهم ومعتقداتهم وهدايا الآلهة وبعض الاكتشافات المتعلقة بالحياة اليومية من النخب وغير النخب، وكذلك ورش العمل والأفران والفخار والمنازل، والمجوهرات مثل الذهب والقطع النقدية، وتساعد هذه الثروة من المواد على توثيق نشاط الطقوس من القرن السابع قبل الميلاد وحتى القرن الثاني قبل الميلاد.