القطاع الزراعي والأمن الغذائي

صرَّح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف، الثلاثاء، بأنَّ الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقد اجتماعين مع مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" جوزيه جرازيانو دا سيلفا، والمدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي إرثرين كوزين.

وأوضح السيسي خلال لقائه مع مدير عام منظمة الفاو، أنَّ مصر تولي اهتمامًا خاصًا بالقطاع الزراعي كونه أحد المقومات الرئيسية لنمو الاقتصاد المصري، ومن ثم تتطلع لتحقيق التنمية الزراعية والأمن الغذائي، واللذين من شأنهما الارتقاء بمستوى المواطن المصري البسيط من خلال توفير المواد الغذائية السليمة والصحية بأسعار مناسبة.

ورحب بالتعاون القائم بين مصر والمنظمة، ولا سيما الدعم الذي تقدمه في وضع السياسات المتعلقة بتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية، داعيًا المنظمة للقيام بدور محوري في دعم عملية تنفيذ أولويات الإستراتيجية الزراعية المستدامة، بالإضافة إلى زيادة عدد المشاريع التي تنفذها في مصر مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في كل مجالات التنمية الزراعة والتغذيــة، ولاسيما برامج تطوير نظم الري والصرف، وبرنامج تحسين جودة المحاصيل، والتعاون في مجال الاستزراع السمكي.

ومن جانبه، أشاد مدير عام منظمة "الفاو" بالتعاون مع الحكومة المصرية، واستعرض المشاريع التي نفذتها المنظمة خلال الفترة الماضية في مجالات الصحة الحيوانية ومكافحة مرض أنفلونزا الطيور وتحسين التغذية، بالإضافة إلى إصلاح وتطوير نظم الري في إطار مبادرة المنظمة حول ندرة المياه في الشرق الأدنى.

وأكد مدير عام "الفاو" اعتزامه العمل على زيادة التعاون الفني مع مصر في المرحلة المقبلة وإيفاد الخبراء المعنيين لمتابعة المواضيع المختلفة مع الجانب المصري.

ومن جهة أخرى، طرح وزير التجارة الداخلية والتموين، فكرة إنشاء نظام للمعلومات السوقية للسلع والمحاصيل وربطه بالبورصات السلعية في مصر، سواء المزمع إنشاؤها محل الشون الترابية، أو في البورصة السلعية الدولية المرتبطة بالمشروع القومي لإنشاء المركز اللوجيستى العالمي لتخزين الحبوب والغلال والسلع الغذائية في دمياط، وذلك بهدف تمكين المُنْتِج الزراعي الصغير من الحصول على أفضل عائد نظير إنتاجه، من خلال نظام للتفاوض الجماعي يجعل شروط التجارة في صالحه على حساب الوسطاء،ويساعد هذا المشروع على تفعيل فكرة تداول الحبوب والغلال في المركز اللوجستي بدمياط، والتي تهدف إلى جعل مصر محوراً من الناحية المادية والتجارية لتجارة السلع الغذائية على المستويين الإقليمي والدولي.

وقد أبدى مدير عام "الفاو" اهتمامًا بهذا الموضوع، موضحًا أنَّه سيوفد بعثة إلى القاهرة لمناقشة التفاصيل مع المسؤولين المعنيين، كما أعرب عن ترحيبه ببدء تفعيل مذكرة التفاهم المعنية بإقامة تعاون ثلاثي بين مصر والمنظمة في إفريقيا، والتي تم التوقيع عليها على هامش القمة الإفريقية الأخيرة في مالابو.

وأضاف يوسف أنَّ السيسي أشاد خلال اجتماعه مع إرثرين كوزين، بالمشاريع التي يقوم برنامج الغذاء العالمي بتنفيذها في مصر، خصوصًا في ضوء تأثيرها الإيجابي والمباشر في مساعدة الفئات الأكثر اِحتياجًا، من النساء والأطفال، معربًا عن تطلع الحكومة المصرية لتعزيز التعاون مع البرنامج وزيادة الموارد المخصصة لمصر.

وأكد السيسي أنَّ موضوع توفير مساعدات الإغاثة للمصريين العائدين من ليبيا يُعد أحد أولويات الحكومة المصرية في هذه المرحلة، معربًا عن الأمل في بدء تنفيذ برنامج المساعدات الطارئ الذي ساهم مكتب البرنامج في القاهرة في إعداده بهدف تقديم المساعدات الغذائية للمصريين العائدين من ليبيا، ومحاولة إدماجهم في بعض المشروعات التي يقوم البرنامج بتنفيذها في مصر.

كما أشاد بالنجاحات التي حققها برنامج "الغذاء مقابل التعليم" وبدوره المهم في مكافحة ظاهرة التسرب من التعليم، معربًا عن التطلع للمضي قدمًا نحو تحقيق مزيد من التقدم في هذا البرنامج، ومؤكدًا أنَّ هدف الحكومة المصرية في هذا المجال هو إيصال المساعدات الغذائية لطلاب كل المدارس الحكومية.

وأوضح السفير علاء يوسف أنَّ المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي أشادت بالتعاون القائم مع الحكومة المصرية، مشيرة إلى اعتماد البرنامج على السوق المحلية المصرية في شراء السلع الغذائية التي يوزعها على اللاجئين السوريين. كما أشارت إلى اعتزام البرنامج زيادة عدد الأطفال المصريين المستفيدين برنامج "الغذاء مقابل التعليم" نظرًا إلى أهميته في مكافحة ظاهرة التهرب من التعليم.