القاهرة ـ سعيد فرماوي
شهدت الأسواق المصرية مجدداً، أزمة نقص حادّ في الكميات المطروحة من قوارير الغاز، بسبب تهريبها إلى مزارع الدواجن لتلبية حاجاتها، بعدما أدى النقص فيها في ظلّ موجة الصقيع، إلى نفوق أعداد كبيرة من الدواجن. وانعكس ذلك على أسعار هذه الأخيرة التي ارتفعت إلى 25 جنيهاً للكيلوغرام في مقابل 12 جنيهاً قبل شهر.
وانتعشت السوق الموازية لقوارير الغاز، ليرتفع سعر القارورة إلى ما بين 70 و100 جنيه. وفجرت الأزمة حالة غضب شعبي وظهور الباعة الجوالين.
وأعلن الناطق باسم وزارة البترول المصرية حمدي عبدالعزيز، أن قطاع البترول "تعاقد على كميات إضافية من البوتاغاز، بهدف زيادة معدلات ضخّه إلى 100 في المئة من الخطة المعمول بها حالياً، يصل منها كبداية نحو 22 ألف طن خلال 72 ساعة المقبلة إلى ميناء الإسكندرية، فضلاً عن انتظام عمليات تسليم البوتاغاز المستورد من ميناء السويس".
وأوضح أن مصر "تستورد حالياً نحو 50 في المئة من حاجاتها من البوتاغاز من الخارج، وأُدخلت في الفترة الأخيرة بعض التعديلات على تسهيلات إنتاج المادة ومعامل التكرير، بهدف زيادة معدلات الإنتاج المحلي".
وأشار رئيس الإدارة المركزية للنقل والتسويق في وزارة البترول محمد عجيزة، إلى أن "سوء الأحوال الجوية خلال كانون الثاني/ يناير المنصرم والشهر الجاري، والتي استمرت لفترات طويلة، كان لها أثر سلبي في أرصدة البوتاغاز، وموانئ استيراده في مصر، وأيضاً في موانئ شحن الناقلات من حوض البحر المتوسط".
وتابع وزير البترول والثروة المعدنية المصري شريف إسماعيل، في زيارة تفقدية لمدينة السويس، مراحل تنفيذ المشروع الجديد في معمل تكرير السويس لتصنيع البترول لإنشاء وحدة جديدة لإنتاج البوتاغاز ومعالجته، بهدف الاستفادة من الكميات المنتجة في وحدات المعمل.
وتبلغ استثمارات الوحدة الجديدة 36 مليون دولار، وطاقتها الإنتاجية السنوية نحو 48 ألف طن من البوتاغاز، و80 ألف طن من مادة النافتا، و71 ألف طن غاز معالج.
وأكد اسماعيل "أهمية التزام البرنامج الزمني المخطط للانتهاء من تنفيذ المشروع". واستمع أيضاً إلى شرح عن مشروعي إنتاج الأسفلت باستثمارات 50 مليون دولار، ومجمع الزيوت باستثمارات 430 مليوناً. كما تفقد مشاريع شركة خطوط أنابيب البترول في السويس الجاري تنفيذها، وخطة التطوير.
وكان شهد إبرام عقد لاستيراد 9 شحنات من الغاز الطبيعي المسال لمدة سنتين بدءاً من حزيران (يونيو) المقبل، بين الشركة "المصرية القابضة للغازات الطبيعية" (إيغاس) وشركة "فيتول" السويسرية.
وأعلن رئيس "إيغاس" خالد عبدالبديع، أن العقد "يندرج في المناقصة التي طُرحت لتوفير جانب من حاجات محطات الكهرباء من الغاز الطبيعي، استعداداً لفصل الصيف".
ولفت إلى "التعاقد على استيراد 6 شحنات من الغاز المسال من مؤسسة "سوناطراك" الجزائرية خلال هذه السنة، و33 شحنة من شركة "ترافيغورا" العالمية لهذه السنة والعام المقبل، و7 شحنات من شركة "نوبل كلين فيولز".
وأشار إلى "استكمال التفاوض مع شركة "بريتش بتروليوم" حول عدد من النقاط الفنية والتعاقدية، لتوقيع العقد على استيراد 21 شحنة من الغاز الطبيعي المسال بعد فوزها في المناقصة التي طرحتها "إيغاس".