وزير الصناعة والتجارة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة منير فخري عبد النور

أكّد وزير الصناعة والتجارة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة منير فخري عبد النور، أنَّ مصر تسعى، سعيًا حثيثًا لتحقيق شراكة حقيقية بين بلدان القارة الأفريقيّة، لاسيّما في ضوء توافر الإمكانات والقدرات اللازمة لتحقيق التكامل الاقتصادي، بين مختلف التكتلات الاقتصادية داخل القارة السمراء، وبما ينعكس بالايجاب على شعوب القارة.
جاء ذلك أثناء كلمة الوزير في افتتاح منتدى الأعمال المصري ـ الكيني، الذي عقد في العاصمة الكينية نيروبي، بمشاركة وزير الخارجيّة المصري سامح شكري، ووزير الخارجية والتجارة الدولية الكينية أمينة محمد، وبحضور أكثر من 200 رجل أعمال من الجانبين.
 وأشار عبدالنور إلى أنَّ "اندماج أكبر 3 تكتلات أفريقية، هي السادك والكوميسا وتجمع شرق أفريقيا، في كيان واحد، في الأشهر القليلة المقبلة، يسهم بلا شك في فتح الأسواق الأفريقية، ورفع القيود والعوائق التجارية أمام منتجات الدول أعضاء هذه التكتلات".
وأبرز أنَّ "المرحلة المقبلة تتطلب منح القطاع الخاص الأفريقي دورًا أكبر للمساهمة في إحداث التنمية المستدامة داخل بلدان القارة، وهو الأمر الذي يتطلب الدخول في شراكات صناعية واستثمارية مشتركة، بغية إتاحة المزيد من فرص العمل لشعوبنا".
وأضاف عبدالنور أنَّ "مصر وكينيا ترتبطان بعلاقات اقتصادية قوية، وهو الأمر الذي يجب استثماره وتنميته، ليس فقط لزيادة حركة التجارة البينية المصرية الكينية، ولكن للتعاون سويًا في الانطلاق بصادرات البلدين إلى أسواق الدول المجاورة، لاسيّما أنَّ كينيا تمثل المدخل الرئيس لدول شرق أفريقيا".
وشدّد وزير التجارة المصري على "أهمية التنسيق بين المسؤولين في البلدين، بغية تسهيل حركة التجارة، ومنح المزيد من التيسيرات والأفضلية لرجال القطاع الخاص من البلدين، لزيادة انسياب وتدفق المنتجات إلى السوقين المصري والكيني، والاستفادة من موقع البلدين، وشبكة الاتفاقات التجارية مع مختلف الدول والتكتلات الخارجية، لزيادة صادراتهم إلى هذه الأسواق".
ومن جانبها، أكّدت وزير الخارجية والتجارة الدولية الكينية أمينة محمد أهمية انعقاد هذا المنتدى، بحضور المسؤولين من البلدين، وكذا مشاركة هذا العدد الكبير من رجال الأعمال، وهو الامر الذي يؤكد أنَّ هناك رغبة لزيادة التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين الشقيقين.
 ولفتت إلى أنَّ "هذا المنتدى يسهم في فتح قنوات اتصال جديدة بين رجال القطاع الخاص، وهو الأمر الذي سيسهم في مضاعفة حجم العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة".
 وأعلنت أنَّ بلادها ستقدم التسهيلات كافة للمستثمرين المصريين، لإقامة شراكات مع نظرائهم في كينيا، لافتة إلى أنَّ "بلادها في حاجة إلى الاستثمارات المصرية، لاسيما في قطاعات الطاقة والزراعة، وغيرها من القطاعات الحيوية".
 وعلى صعيد آخر، عقد منير فخري عبد النور، الذي يزور كينيا للمشاركة في اجتماعات الدورة السادسة للجنة المشتركة المصرية الكينية، عددًا من اللقاءات مع كبار المسؤولين في الحكومة الكينية، تضمنت جلسة مباحثات موسعة مع أمينة محمد، تناولت أهمية تعميق وتوسيع العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
 وكشف الوزير أنه "تم توقيع اتفاق تجاري إطاري بين البلدين، بهدف إنشاء لجنة تجارية مشتركة، تعمل على زيادة حركة التجارة البينية، وإزالة العقبات التي تواجه حركة التجارة، على أنَّ تجتمع كل 6 أشهر برئاسة وزيري التجارة في البلدين".
 واتفق الوزيران على "ضرورة تشكيل مجلس أعمال مشترك بين الجانبين، مكون من عشرة أعضاء من كل دولة، على أن يضم ممثلي القطاعات الاقتصادية المختلفة".
 وأشار إلى أنَّ "وزير الخارجية والتجارة الدولية الكينية ستشارك في الاجتماع الذي دعت إليه مصر، ١٨ كانون الثاني/يناير الجاري، بمشاركة ٥ وزراء أفارقة، لبحث توحيد المواقف الأفريقية في مفاوضات منظمة التجارة العالمية، وبالتحديد في ملفات التنمية وتحرير التجارة وتخزين السلع الغذائية، وأيضًا للتشاور في شأن جدول أعمال اجتماع وزراء تجارة ٣١ دولة، على هامش منتدى دافوس، في ٢٤ كانون الثاني الجاري في سويسرا، هذا فضلاً عن التنسيق والترتيب للمؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية، الذي يعقد في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، في نيروبي".
 وبحث عبد النور مع وزير التصنيع وتنمية المشاريع الكيني أدان محمد سبل التعاون بين الجانبين في مجال التصنيع المشترك، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وكذا مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة.
 وأكّد وزير التصنيع الكيني أنَّ "بلاده تعتز بعلاقاتها الوطيدة مع مصر، التي تمتلك رصيدًا كبيرًا لدى شعوب القارة السمراء، لمساندتها معظم الدول الأفريقية في الحصول على التحرر من الاحتلال"، مشيرًا إلى أنَّ "المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التعاون المشترك، لاسيّما في المجالات الصناعية، مع الاستفادة من الخبرة المصرية الكبيرة في هذا المجال".
 إلى ذلك، شملت مباحثات عبد النور في العاصمة الكينية نيروبي، لقاء مع وزير التجارة الداخلية والسياحة وشؤون شرق أفريقيا فيليس كاندي، استعراض فيه موقف البلدين تجاه إندماج التكتلات الأفريقية الثلاث، وأهمية التنسيق المشترك للإسراع في إنهاء هذا الملف، في أقرب وقت ممكن، وكذا دعم التعاون المشترك بين البلدين في المجال السياحي، وتبادل الوفود والترويج للسياحة المصرية، عبر البوابة الكينية.
 وفي هذا الصدد، أعلنت الوزير الكينيّة أنها ستزور مصر، في الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك بدعوة من وزير السياحة المصري، لبحث تنمية التعاون المشترك في المجال السياحي.