المدن الجديدة سوف تستوعب أكثر من 25 مليون نسمة

كشف عدد من خبراء التخطيط العمراني أن قيام الحكومة ببناء 20 مدينة جديدة من مدن الجيل الرابع سيعمل على تحسين جودة الحياة، وزيادة الرقعة السكنية، واستيعاب الزيادة السكانية في البلاد، يأتي ذلك في الوقت الذي تتولى فيه هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التابعة لوزارة الإسكان، إقامة 20 مدينة جديدة من مدن الجيل الرابع، وذلك على مساحة إجمالية تبلغ نحو 580 ألف فدان.

وحسب التحليل الذي نشرته وكالة "شينجوا"، تتميز مدن الجيل الرابع بكونها مدنا متكاملة من حيث توافر الخدمات، واستخدام تقنيات متقدمة في البنية التحتية والمرافق، ومراعاة النواحي البيئية، وفي هذا الإطار قال خبير التخطيط العمراني الدكتور سيف الدين فرج، إن مصر تحتاج إلى إنشاء هذه المدن التي سيستخدم فيها أحدث التقنيات، مضيفا أن المصريين لا يشغلون سوى 7% من مساحة مصر، وإنشاء 20 مدينة من الجيل الرابع بداية جيدة.

وتابع فرج أن مصر تعاني من الكثافة السكانية العالية، لا سيما في محافظات مثل القاهرة والإسكندرية والجيزة، حيث التعداد السكاني بها كبير جدا، ولا بد من تخفيف الكثافة السكانية في هذه المحافظات وغيرها مما تعاني من نفس الأمر من خلال إنشاء مدن جديدة بناء على قواعد اقتصادية، تجذب السكان وتعيد توزيعهم على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أن إنشاء هذه المدن من شأنه تحسين جودة حياة المصريين، لأن الكثافة السكانية المرتفعة تؤدي إلى التلوث والزحام، وكل هذا سوف نتخلص منه في المدن الجديدة.

وقال الدكتور محمد عبدالباقي أستاذ التخطيط العمراني في جامعة عين شمس، إن قرار وزارة الإسكان بناء 20 مدينة جديدة من الجيل الرابع "جيد جدًا"، موضحا أن إنشاء هذه المدن سوف يؤدي إلى زيادة الرقعة العمرانية لمصر، وبالتالي سوف تمتص جزءًا من الزيادة السكانية، التي تفوق معدلاتها معدلات ما تقوم به الدولة من مشاريع.

وأوضح أستاذ التخطيط العمراني أن المدن الجديدة من الجيل الرابع فرصة جيدة لتطبيق أفكار عمرانية يصعب تطبيقها على العمران القائم، وهذه الفرصة يجب استغلالها من خلال حسن إعداد مخططات تنفيذها، وتعظيم استخدام الطاقة الشمسية بها، داعيًا إلى توفير كل الخدمات وسبل الراحة بالمدن الجديدة لكي يذهب المواطنون، لا سيما الشباب الذين يمثلون نسبة كبيرة في المجتمع المصري، للإقامة فيها، وأشار إلى أن الدراسات التي أجرتها الحكومة أوضحت أن هذه المدن الجديدة سوف تستوعب أكثر من 25 مليون نسمة، مؤكدًا أن بناءها سيُحسن جودة الحياة في مصر، وهو أمر سوف يشعر به المواطن في المستقبل.

وقال النائب محمود عثمان عضو لجنة الإسكان في البرلمان، إن مصر بحاجة إلى مثل هذه المدن من أجل القضاء على العشوائيات، التي تعد من أخطر الأمور التي تهدد البلاد، موضحًا أن بناء 20 مدينة أمر في غاية الأهمية، وبخاصة أن هذه المدن سوف تبنى على مساحة كبيرة تتجاوز الـ580 ألف فدان.

وأشار "عثمان" إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يعطي اهتماما كبيرا بمدن الجيل الرابع، إيمانًا منه بدور تلك المدن في توفير فرص حياة أفضل، ومجابهة النمو غير المخطط فى مصر، وتوفير فرص للسكن والاستثمار والعمل، منوها أن هذه المدن سوف تكون مراكز تنموية، لتحفيز التنمية على مستوى مصر، وإحداث نوع من التوازن وعدالة التنمية، في إطار مبادئ المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية في مصر حتى العام 2052، موضحًا أن هذه المدن ستحدث زيادة في معدل النمو الاقتصادي، من خلال ربط شبكة مراكز التنمية بالمناطق الإنتاجية، وتوفير الخدمات التقنية المتكاملة للمواطنين.

يذكر أن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، تستهدف زيادة الرقعة العمرانية في مصر من 7% في الفترة الحالية إلى 14% بحلول 2050، وحسب تصريح سابق لرئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي، فإن مصر ليس لديها خيار سوى مضاعفة الرقعة المعمورة، لكي تستوعب الزيادة السكانية الكبيرة.

وتشمل قائمة هذه المدن تحت الإنشاء، مدن "العاصمة الإدارية الجديدة" و"تجمع جنوب القاهرة الجديدة" في محافظة القاهرة، و"6 أكتوبر الجديدة" و"حدائق أكتوبر" و"امتداد الشيخ زايد" و"سفنكس الجديدة" و"الوراق الجديدة" في محافظة الجيزة، ومدن "العبور الجديدة" بمحافظة القليوبية، و"العلمين الجديدة" في محافظة مطروح، و"المنصورة الجديدة" في الدقهلية، و"امتداد النوبارية الجديدة" بالبحيرة، و"سلام" و"غرب بورسعيد" في محافظة بورسعيد، كما تشمل أيضًا مدن "بئر العبد الجديدة" بشمال سيناء، و"الفشن الجديدة" في بني سويف، و"ملوى الجديدة" بالمنيا، و"غرب أسيوط" بمحافظة أسيوط، و"غرب قنا" بمحافظة قنا، و"الأقصر الجديدة" بمحافظة الأقصر، و"توشكى" بأسوان.

ويتجاوز عدد سكان مصر حاليا 100 مليون نسمة، لتصبح في المركز الـ13 عالميا في تعداد السكان، حسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.