القاهرة ـ سهام أبوزينة
أشاد عدد من خبراء الاقتصاد الزراعي، باستيراد الصين للتمور المصرية، موضحين أن ذلك خطوة إيجابية تعزز تنافسية منتجات مصر الزراعية عالميًا، وتمهد لفتح أسواق جديدة، كما سيتم ربط الإنتاج بالتصدير. وقال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة القاهرة، إن الصين سوق واعدة، لأنها سوق استهلاكية كبيرة، ومصر من الدول التي لها ميزة تنافسية في تصدير المنتجات الزراعية خاصة الفواكه والخضروات، بالإضافة إلى التمور بالأسواق العالمية، موضحًا أن مصر تسعى إلى فتح أسواق جديدة للتمور في ظل المنافسة من جانب الدول المجاورة، وبعض دول الخليج.
السوق الصينية تستوعب كميات كبيرة من التمور
وأضاف صيام، أن السوق الصينية من الأسواق التي تستوعب كميات كبرى من التمور، مشيرًا إلى أن التعامل مع السوق الصينية، يمثل ربطًا بين الإنتاج والتصدير في ظل التوسع المستهدف في زراعة التمور، ما يعني تسويق المنتجات بشكل إيجابي، وكذا تشجيع المنتجين على الإنتاج، كما أن وجود مستورد لهذا المنتج مثل السوق الصينية يضمن مناطق تسويق خارجية، ما يساهم في زيادة أرباح المنتجين، واستمرار الإنتاج لوجود سوق محلية تستوعب المنتجات بالإضافة إلى السوق الدولية.
وقال الدكتور عبدالحكيم نور الدين، خبير الاقتصاد الزراعي، لـ"مصر اليوم" إن فتح أسواق جديدة، خطوة هامة جدًا للصادرات الزراعية المصرية، ومصر من كبار المنتجين للتمور، وبالتالي لديها فرصة للتصدير والمنافسة الدولية، كما أن التصدير إلى الصين سيكون أسهل إذا ما تم مقارنتها مع دول الخليج أو أوروبا، فمواصفات السوق الصينية لن تكون مثل مواصفات الدول سالفة الذكر، ولكن السعر قد يكون أقل.
وأضاف نور الدين، أن فتح التعامل مع السوق الصينية، بمثابة فرصة للتوسع والتصدير إلى أسواق آسيوية أخرى، مشيرًا إلى أن الصين سوق ضخمة جدًا، وستساعد على زيادة الصادرات المصرية، لافتًا إلى أن التصدير إلى الصين قد يبعدنا عن المنافسة مع أسواق أخرى مثل تونس والعراق، والتي تصدر لدول الخليج، فضلاً عن أن هذه الخطوة تعزز من قدرة المنتجات الزراعية المصرية على المنافسة في الأسواق العالمية.
يذكر أنه بدأ وفد صيني من مسؤولي الحجر الزراعي الصيني زيارة رسمية للقاء نظرائهم في الحجر الزراعي المصري، اليوم الإثنين، لتفقد مزارع النخيل وإنتاج التمور، للبدء في فتح أسواق التمور الصينية أمام المنتجات المصرية لأول مرة.
مضاعفة صادرات التمور لتصل لـ180 مليون دولار
ووفقًا لخطة مصر لتطوير قطاع النخيل والتمور، وحسبما جاء بموقع "المصري اليوم" الإلكتروني، تستهدف رفع التصدير من 38 ألف طن حاليًا إلى 120 ألف طن سنوياً خلال السنوات الـ5 المقبلة، ومضاعفة صادرات التمور لتصل لـ180 مليون دولار بدلا من 40 مليون دولار حاليًا.
وأعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن إجمالي كميات المنتجات الزراعية المصدرة للخارج خلال الفترة من الأول من يناير/كانون الثاني وحتى 30 أغسطس/آب الماضيين بلغ 3 ملايين و701 ألف طن من 12 محصولاً تصديريًا ضمت الموالح والبطاطا والبصل والفراولة والفاصوليا والفلفل والخيار والرمان والباذنجان والمانغو والجوافة والعنب، وتعهدت الوزارة بتنفيذ خطط متواصلة لفتح الأسواق الدولية المختلفة خلال السنوات المقبلة.
وأوضحت الوزارة، في تقرير رسمي، أن صادرات مصر من الموالح احتلت المركز الأول بإجمالي مليون و527 ألف طن، تلتها البطاطا في المركز الثاني بإجمالي 756 ألفا و876 طنا، ثم البصل بإجمالي 252 ألفا و275 طنًا، والعنب بإجمالي 133 ألف طن، ثم الفراولة بإجمالي 25 ألفا و715 طنًا.
صادرات مصر من الرمان تحتل المركز العاشر
واحتلت صادرات مصر من المانغو المركز السادس في الصادرات بإجمالي 19 ألفا و875 طنا، تلتها الفاصوليا بإجمالي 13 الفا و891 طنا، ثم الفلفل بإجمالي كمية بلغت 12 ألفا و379 طنا، والجوافة بإجمالي 12 ألفا و316 طنًا، كما احتلت صادرات مصر من الرمان المركز العاشر بإجمالي 7 آلاف و166 طنا، تلتها في المركز الحادي العشر صادرات مصر من الخيار بإجمالي 3873 طنًا، في حين احتلت صادرات مصر من الباذنجان المركز الثاني عشر بإجمالي 1024 طنًا.
ووزارة التجارة والصناعة، أعلنت في شهر أبريل/نيسان الماضي، أن صادرات التمور المصرية حققت خلال الربع الأول من العام الجاري نموًا كبيرًا بنسبة زيادة بلغت حوالي 70% حيث بلغت 30 ألف طن بقيمة 29.4 مليون دولار مقارنة بـ 17.8 ألف طن خلال نفس الفترة من عام 2017، محققةً بذلك نسبة 88% من اجمالي صادرات التمور المصرية عام 2017 بالكامل.
وأشارت الوزارة في بيان لها، وقتها، أن متوسط سعر الطن قد ارتفع خلال الربع الأول من العام إلى 980 دولار للطن مقارنةً بنحو 824 دولار للطن خلال نفس الفترة من العام الماضي، موضحة أنه تم تصدير التمور المصرية إلى أسواق 42 دولة مختلفة يأتي على رأسها إندونيسيا والمغرب وماليزيا وبنغلاديش وتايلاند، كما تم فتح أسواق جديدة بأفريقيا آسيا وأوروبا، لافتة إلى أن مصر تحتل المرتبة الأولى على المستوى العالمي من حيث الإنتاج بنسبة 18% من الإنتاج العالمي للتمور، والأولى على مستوى الوطن العربي بنسبة بلغت 23%.