القاهرة: سهام أبوزينة
ظلت مشكلة العشوائيات لسنوات طويلة أزمة تبحث عن حل، بعدما فشلت جميع الحكومات السابقة في إيجاد حلول لها. ومنذ اليوم الأول لتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئاسة الجمهورية، وضع الرجل ملف "العشوائيات والمناطق الخطرة" في مقدمة اهتماماته، وعمل على حل هذه الأزمة العصية بكل قوته، حتى تحققت الإنجازات وباتت أزمة العشوائيات تلفظ أنفاسها الأخيرة ليس في القاهرة فقط ولكن في جميع ربوع مصر، بعدما خصصت الحكومة حوالي 17 مليار جنيه لتطوير 351 منطقة عشوائية أنجزت غالبيتها ولم يتبقى منها سوى 100 منطقة "أملاك خاصة" لازالت محل تطوير، معلنة أن عام 2018 هو عام القضاء على العشوائيات.
"ومصر اليوم" يرصد خلال السطور التالية بعض هذه الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع:
"تل العقارب":
يعد مشروع تطوير منطقة تل العقارب الكائنة في حي السيدة زينب، من أهم المشروعات المنتظر الانتهاء منها خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث يتم تنفيذ المشروع على مساحة 6 أفدنة، وكان مقاماً في السابق على تل من الحجر الجيري وتم تسوية المنطقة وإزالة العشش والأكواخ والغرف المتجاورة، ليتم بناء 16 عمارة مكونة من دور أرضي و5 أدوار متكررة، ويبلغ عدد السكان حوالي 3500 نسمة ما بين 500 – 600 أسرة كانت تقطن المنطقة، يتم إنشاء 344 وحدة تجارية. وكما تم تغيير اسم المنطقة إلى "روضة السيدة زينب"، وسيتم إعادة الأهالي إليها وتسليمهم وحداتهم السكنية عوضًا عن العشش والغرف التي كانوا يقطنوها.
17 منطقة بالقاهرة:
في محافظة القاهرة تم الانتهاء من تطوير 17 منطقة عشوائية، شملت مناطق مربع شارع البترول وشارع الشيخ منصور بحي المرج، ومنطقتي عين شمس الجنوبية والشمالية بحي عين شمس، ومنطقة الإباحية بالخليفة، وعزبة أبو حشيش بحدائق القبة، ومنطقة أبو ليلة ومتفرعات أحمد خليل بالزاوية الحمراء، وسوق الوحايد ومناطق متفرقة بمنشأة ناصر، ومنطقة كوتسيكا بطره، ومنطقة جرجس العسال بشبرا، ومنطقتي عزبة نافع والخبيري بالمعادي، و2 منطقة بحي دار السلام هي خير الله وجزيرة دار السلام، وثلاث مناطق بنطاق حي أول السلام هي تقسيم مكة وسوق اسبيكو وسوق النيل، بالإضافة لمنطقة عزبة الهجانة شرق مدينة نصر.
13 منطقة في الجيزة:
وشملت المناطق التي تم تطويرها بمحافظة الجيزة 13 منطقة منها مربع ذكي مطر وعزبة الصعايدة وعزبة المطار بإمبابة بشمال الجيزة، ومنطقتي بحر البلد وعزبة المفتي بالوراق، ومنطقة أبو قتادة ببولاق الدكرور، ومنطقتي العجوزة القديمة وأرض اللواء بالعجوزة، ومنطقة الطالبية القديمة بالعمرانية، ومنطقة الرقعة جنوب الجيزة، ومناطق كفر نصار وعزبة جبريل وكفر العرب بالهرم.
16 منطقة في حلوان:
وشملت المناطق التي تم تطويرها بنطاق حي حلوان 16 منطقة شملت مدينة الهدي وركن حلوان وعزبة الوالدة وعرب الوالدة ومنشية عين حلوان وبين العزبتين ومنشية السلام خلف الحميات وعرب راشد الغربية وعرب أبودحروج.
"مثلث ماسبيرو":
انتهت محافظة القاهرة من إخلاء منطقة مثلث ماسبيرو بالكامل من السكان، كما انتهت تقريبا من أعمال الهدم، وما زالت عملية رفع مخلفات الهدم مستمرة.
وتنتهى أعمال تطوير بعد 3 سنوات، وهناك 840 أسرة اختارت العودة للمنطقة بعد التطوير، في مقابل 450 أسرة فضلت الحصول على وحدات بديلة في حي الأسمرات، و3005 أسر طلبت تعويضها ماديا، وتم الانتهاء من صرف تعويضات 2900 أسرة من هؤلاء. وتصل تكلفة بناء الوحدات السكنية في ماسبيرو إلى نحو مليار جنيه، وتم الاتفاق على تعويض شاغلي الوحدات التجارية من ورش ومحال بما بين 3 و 7 آلاف جنيه للمتر المربع، بالإضافة إلى 80 ألف جنيه دعما عن كل وحدة، وألف جنيه عن كل متر مربع للمخازن، وتم الانتهاء بالفعل من تعويض شاغلي 361 محلا، تمثل 40% من إجمالي الوحدات التجارية.
"غيط العنب":
كما شمل التطوير العشوائيات المتواجدة بالمحافظات كإنشاء مشروع بشاير الخير بمنطقة غيط العنب في محافظة الإسكندرية، يشمل منطقة إسكان تضم 34 عمارة بإجمالي 1632 وحدة سكنية شاملة المرافق والخدمات والمنشآت الحيوية.
"الأسمرات"
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، المرحلتين الأولى والثانية من المشروع في 30 مايو/أيار 2016، حيث أُقيمت المرحلة الأولى على مساحة 65 فدانا وتضم حوالي 6258 وحدة سكنية بتكلفة حوالي 850 مليون جنيه، بتمويل من موازنة المحافظة وصندوق تطوير العشوائيات، بخلاف القيمة الفعلية لثمن الأرض المقامة عليها، فيما أُقيمت المرحلة الثانية من المشروع بتمويل من صندوق "تحيا مصر" على مساحة 61 فدانا ملكية مشتركة مع القوات المسلحة، بقيمة تعاقدية 700 مليون جنيه، وتضم حوالي 4722 وحدة سكنية، بخلاف إنشاءات المباني الخدمية والمرافق.
ويجري إنشاء المرحلة الثالثة للمشروع "الأسمرات 3"، والتي تقام على مساحة 62 فدانا، بإجمالي عدد وحدات 7440 وحدة "أرضى + 9 أدوار متكررة"، بتكلفة متوقعة 950 مليون جنيه قابلة للزيادة، إلى جانب إنشاء مدرسة ثانوية للتعليم الصناعي، وعدد من الملاعب المفتوحة، والحدائق، وسوق تجاري، وساحات انتظار للسيارات.
"الرويسات":
ويتضمن مشروع الرويسات بمدينة شرم الشيخ إنشاء 70 عمارة سكنية، توفر 1120 وحدة سكنية لأهالي مناطق الرويسات، بتكلفة إجمالية قدرها 317 مليون جنيه. وكما يشمل التطوير منطقة الجبيل بمدينة طور سيناء، وسيتم بها إنشاء 62 منزلا، بتكلفة 28 مليون جنيه، ومشروع إزالة الخطورة عن منطقة المزينة بمدينة نويبع، من خلال إقامة سدود للحماية من أخطار السيول، كما يجرى البدء في إجراءات تطوير منطقة الترابين بمدينة نويبع.
"الصحابي"
ويستهدف مشروع تطوير منطقة الصحابي إنشاء عدد 12 عمارة سكنية توفر عدد 576 وحدة بتكلفة تبلغ حوالى 103,6 مليون جنيه، ويستفيد من المشروع حوالى 354 أسرة بإجمالى عدد سكان حوالى 2288 نسمة.
طفرة غير مسبوقة:
المهندس خالد صديق، المدير التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات، كشف في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم"، أن الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تسابق الزمن للقضاء على أزمة العشوائيات، قبل نهاية العام الجاري. وأكد أن الرئيس حريص على تطوير المناطق غير الآمنة تحديداً حرصًا على حياة المواطن المصري، موضحًا أن نحو نصف مساحة مصر بالكامل تقع ضمن المناطق العشوائية غير المخططة.
وصرح بأن المحافظات التى انتهت تقريبا من تطوير كافة المناطق غير الآمنة بها هي "بورسعيد والسويس ومرسي مطروح والبحر الأحمر"، وخلال أشهر ستنتهي عمليات تسكين الأسر التي تم نقلها من أماكنها الخطرة لمساكنها الجديدة بعد التطوير.
وقال الدكتور سامح العلايلي، عميد كلية التخطيط العمراني الأسبق بجامعة القاهرة، إن الحكومة لأول مرة تسعى بشكل فعلي لحل مشكلة العشوائيات والمناطق غير الآمنة جذريًا، بعكس الرؤى السابقة التي كانت تعتمد على حلول مؤقتة، لافتًا إلى ثقته فيما أعلنته الدولة العام الماضي عن القضاء على المناطق الخطرة بنهاية 2018.
ويؤكد "العلايلي" أن نقل المواطن من مكان لآخر لابد من توافر ثلاثة أشياء "سكن، عمل، خدمات متكاملة"، وهو ماتسعى الدولة لتحقيقه، بتوفير مساكن بديلة تتوافر بها جميع الخدمات اللازمة، لافتًا إلى أن مشروعات التطوير تمتد الى محافظات مصر كلها.
ويثمن الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية، واستشاري تطوير المناطق العشوائية، الجهود التي يبذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لحل مشكلة العشوائيات، وبشكل أدق عشوائيات المناطق شديدة الخطورة. ويرى "عرفة" أن المشروعات السكنية الكبرى التي يتم نقل سكان العشوائيات إليها، تم تجهيزها على أعلى مستوى، وتمثل طفرة فى تاريخ الإسكان الاجتماعي، وتعد خطوة ايجابية لتوفير حياة كريمة للمواطن المصري الذي عانى كثيرا من تلك المناطق.