واشنطن ـ يوسف مكي
كسرت منظمة أوبك "الدول المصدرة للبترول" حالة الجمود الخاصة بالقيود على إنتاج النفط، واتفقت مع حلفائها على خفض الإنتاج أكثر من المتوقع، بعد يومين من المفاوضات المتقطعة في فيينا.
وذكر موقع "بلومبرغ" الأميركي أن المنظمة وشركائها وافقوا على تقليل إنتاج 1.2 مليون برميل من السوق يوميا، وتتحمل أوبك وحدها 800 ألف برميل، وتبين أن إيران هي الفائز في هذه المحادثات المثيرة للجدل، فقد حصلت على إعفاء من التخفيضات؛ لأنها تعاني من آثار العقوبات الأميركية.
وارتفع سعر النفط الخام بما يصل إلى 5.8% في لندن، مما يزيد من احتمال أن يؤدي الاتفاق إلى غضب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والذي حث المجموعة على مواصلة الإنتاج ولكن خفض الأسعار في المقابل.
وجاءت هذه المفاجآة في أعقاب سلسلة من الاجتماعات الثائية التي عقدتها روسيا، الدولة غير العضو في أوبك، والتي برزت كوسيط رئيسي بين الدولتين المتنافستين السعودية وإيران.
وتتعرض أوبك لضغوط متزايدة من القوى التي تعيد رسم خريطة النفط العالمية، مما يجعلها أكثر اعتمادا على دعم روسيا، في الوقت الذي تخضع فيه أيضا لمعارضة شديدة من ترامب.
وتعتبر الصفقة النهائية مفاجأة، حيث ركزت المناقشات في وقت سابق على خفض الإنتاج المقترح من أوبك وحلفائها بنحو مليون برميل في اليوم، مع خفض أوبك إنتاج 650 ألف برميل من الإجمالي، بحسب المندوبين.
وقال هاري تشلونغويريان رئيس قسم استراتيجية أسواق السلع في مؤسسة " بي إن بي باريباس BNP Paribas" في هذا السياق، "بالنظر إلى مدى التوقعات الخاصة بخفض الإنتاج، جاءت هذه النتائج بمثابة مفاجأة سارة".
وسيستخدم المنتجون مستويات الإنتاج هذه في أكتوبر/ تشرين الأول، كخط أساس للتخفيضات وسيتم مراجعة الاتفاقية في أبريل/ نيسان.
واقترحت روسيا مساهمة تعادل خفض 2% من إنتاج ذلك الشهر، وفقا لأحد المندوبين، الذي قال إن الأرقام لا تزال قيد المناقشة.
وسيعادل هذا الخفض 228 ألف برميل في اليوم، وفقا لحسابات بلومبيرغ، وهي نسبة أعلى من المستوى الأولي، والذي كان 150 ألف برميل في اليوم.
وشهدت أوبك تغيرا كبيرا منذ عام 2016، عندما أنهت روسيا والمملكة العربية السعودية عدائهما التاريخي، وبدأتا في إدارة السوق معا، وكانت هذه الخطوة بمثابة تأكيد موسكو لقوتها وسيطرتها على السوق.
وقال ستيفان برينكوك محلل في مؤسسة PVM النفطية في لندن "أوبك أو على وجه التحديد السعودية، كانت المسؤولة عن عالم النفط لنحو 60 عاما، ولكن يبدو هذه الأيام أنها غير قادرة على اتخاذ قرار دون مباركة روسيا، ناهيك عن المخاطرة بغضب الرئيس الأميركي".
وتحاول السعودية، أكبر منتج للنفط، منذ الشهر الماضي، السير على خيط رفيع حيث خفض إنتاج النفط وكذلك استرضاء الرئيس الأميركي، والذي وبخ أوبك عدة مرات على موقع تويتر.
وبينما اجتمع الوزراء يوم الأربعاء، قال ترامب على "تويتر"، "لا يريد العالم ولا يحتاج رؤية أسعار نفط أعلى!"، وبينما كان ترامب يبدي رأيه بشأن اتفاق أوبك، ارتفع مزيج برنت بنسبة 4.8%، ليصل إلى 62.93 دولار للبرميل، في الساعة 3:22 مساء بتوقيت لندن.