فيينا ـ سليم الحلو
سلطت شبكة "بلومبرغ" الأميركية، الضوء على توصل أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول الماضي، "أوبك" إلى اتفاق في المحادثات التي أجريت في فيينا يوم الخميس حول حجم الإنتاج الذي يرغبون في خفضه خلال الأشهر المقبلة، لإعادة التوازن مجددا إلى سوق النفط العالمي.
وذكرت "بلومبرغ" أن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، قال للصحفين ممازحاً قبل بدء المحادثات، إنه "ليس من السهل أن يكون مرتاحاً لها"، ومع ذلك ، فإن الصفقة التي أعلن عنها خالد الفالح لتخفيض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً ، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط يوم الجمعة ، استندت إلى تحمل المملكة العربية السعودية "نصيب الأسد" من التخفيضات، كما أنها اعتمدت على روسيا للتوسط بين السعودية وإيران، للوصول إلى صيغة موحدة بين الأعضاء في "أوبك" والمنتجين من خارجها.
وقال الفالح: إن "الأسعار المنخفضة ليست في الواقع جيدة بالنسبة للاقتصاد الأميركي"، مؤكدًا أنه يعي حقيقة أن "منتجي النفط والغاز في الولايات المتحدة ربما يتنفسون الصعداء لأننا نقدم بعض اليقين والرؤية لعام ٢٠١٩".
وكان الفالح قد أكد خلال بداية اجتماعات "أوبك" الخميس الماضي، أن واشنطن "ليست مُخولة بأن تُملي على أوبك ماذا تفعل"، مؤكدًا أنه "لا يحتاج إلى إذن أحد لخفض الإنتاج".
وأشارت "بلومبرغ" إلى تدوينة لترامب على "تويتر" يوم الأربعاء ، حث فيها أوبك على عدم خفض إنتاج النفط العام المقبل، حتى لا تصعد الأسعار في وقت تتجه فيه المنظمة وحلفاؤها إلى إقرار خفض بنحو مليون برميل.
وبالنسبة للفالح ، فإن الرغبة في خفض الإنتاج تمثل تحولا اقتصاديا. وفي خطاب ألقاه العام الماضي في "هيوستن" الأميركية ، أكد أن بلاده لن تتخلى عن حصتها في السوق إلى الولايات المتحدة. وقال إن المملكة تدعم التدخل في السوق لمعالجة "الانحرافات قصيرة الأجل" وليس "الاختلالات الهيكلية طويلة الأجل".
كما يعلم الفالح بالتأكيد ، فإن الولايات المتحدة أصبحت مصدرا صافيا للنفط لأول مرة في سبعة عقود ، مع ارتفاع إنتاج أغسطس/آب بأسرع معدل خلال قرن.
وقال مايك روثمان رئيس شركة "كورنرستون أناليتيكس": "منذ ثلاثة عقود من اجتماعات أوبك تقيم المملكة السعودية المصلحة الذاتية الاقتصادية لها، وتمنحها الأولوية على أي شيء آخر".
وأشارت "بلومبرغ" الى أن نتائج المحادثات الماراثونية في فيينا، تُظهر كيف تمكنت منظمة "أوبك" من خفض الإنتاج دون النظر إلى اعتبارات سياسية أخرى، بما في ذلك رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مواصلة الوتيرة المرتفعة لإنتاج النفط، مشيرة إلى أن المملكة لم تسمح لأسعار النفط بالهبوط وإلحاق أضرار بالموازنة السعودية التي تتطلب أسعار النفط فوق مستوى 70 دولاراً للبرميل في عام 2019.
النهضة النفطية الأميركية
وأشارت شبكة "بلومبرغ" إلى أن الولايات المتحدة صدَّرت الأسبوع الماضي كميات من النفط الخام والوقود أكبر مما استوردتها، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه "أوبك" اجتماعاتها للتوصل إلى قرار بخصوص خفض الإنتاج لموازنة الارتفاع التاريخي في الإمدادات الأميركية. وعند الجمع بين كل واردات وصادرات الخام والمنتجات المكررة، تكون الولايات المتحدة قد سجلت صادرات صافية قدرها 211 ألف برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، وهي المرة الأولى من نوعها وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
لكن وزير الطاقة السعودي أكد يوم الجمعة أن "أوبك" قد تتسامح مع نمو النفط الصخري. وقال الفالح إن " ترامب يريد أن تنمو صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة. نحن ليست لدينا مشكلة في ذلك، ونأمل أن ننجح معاً ، وليس واحد على حساب الآخر. ''
وقالت "بلومبيرغ" أن كلمات الوزير السعودي ضمنيًا كانت تفترض بأن خفض الإنتاج هذا الأسبوع قد يكون مؤقتًا، ولكن الحقيقة هي أن السوق بحاجة إلى كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لزيادة الإنتاج لتعويض انخفاض الناتج من إيران ، بسبب العقوبات الاقتصادية ، ومن فنزويلا ، بسبب الاضطرابات السياسية.