خام نفط برنت

تمَّ تداول خام "برنت" الاثنين، بالقرب من أعلى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014، بدعم من مخاوف بشأن الإمدادات قبل فرض عقوبات أميركية على إيران في الرابع من نوفمبر المقبل. فقد ارتفع خام القياس العالمي 16 سنتا إلى 82.89 دولار للبرميل بحلول الساعة 08:52 بتوقيت غرينتش بعدما لامس أعلى مستوى في نحو أربع سنوات عند 83.32 دولار.

وزاد الخام الأميركي الخفيف أربعة سنتات مسجلا 73.29 دولار للبرميل. ونقلت رويترز عن أوليفييه جاكوب المحلل لدى "بتروماتركس" القول: إن المملكة العربية السعودية تلمح إلى أنها لا تملك الكثير من الطاقة الاحتياطية الفورية، أو أنها ليست لديها الرغبة الفعلية في استخدامها بشكل استباقي".

وأشار المستثمرون إلى أنهم يتوقعون ارتفاع الأسعار، حيث زاد الإقبال على الخيارات التي تعطي لأصحابها حق شراء خام برنت مقابل 90  دولارا للبرميل بنهاية أكتوبر/تشرين الأول.

وقال محللون إن ارتفاع أسعار النفط وقوة الدولار التي ظهرت آثارها على عملات عدد من كبار مستوردي النفط، قد يلحقان الضرر بنمو الطلب على الخام في العام المقبل.

لكن التركيز ما زال منصبا على العقوبات الأميركية على قطاع الطاقة الإيراني، والتي ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وتهدف إلى وقف صادرات النفط في ثالث أكبر منتج للخام بمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك".

 ولمح عدد من كبار المشترين في الهند والصين إلى أنهم سيخفضون مشترياتهم من النفط الإيراني. وقالت "سينوبك" الصينية إنها خفضت إلى النصف شحناتها من النفط الإيراني في سبتمبر/أيلول الماضي.

وتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يوم السبت بشأن سبل الحفاظ على إمدادات كافية.

 لكن ستيفن إينيس رئيس قسم التداول في آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا للوساطة في العقود الآجلة في سنغافورة قال إنه في ظل توقعات خروج نحو 1.5 مليون برميل يوميا من النفط الإيراني من السوق في الرابع من نوفمبر المقبل، فإن الأسعار قد تقفز، وسيكون سعر 100 دولار للبرميل المتوقع هدفا منطقيا في حقيقة الأمر إذا تشكك المستثمرون في قدرة السعودية على الرد بما يكفي من الإنتاج الإضافي.

على صعيد متصل، قال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي يوم الأحد إن العراق يخطط لزيادة إنتاج النفط الخام الخفيف وصادراته إلى مليون برميل يوميا في 2019، في إطار استراتيجيته لتعزيز إيرادات الدولة.

وقال مصدر مطلع بقطاع النفط العراقي إن النفط الخام الخفيف هو خام جديد بدرجة كثافة تتراوح بين 34 و43 تقريبا على مقياس معهد البترول الأميركي، بينما سيصبح اسم خام البصرة الخفيف الذي يصدره العراق حاليا خام البصرة المتوسط.

وقالت وزارة النفط العراقية في بيان أمس الاثنين، إن متوسط صادرات النفط من موانئ جنوب البلاد المطلة على الخليج بلغ 3.560 مليون برميل يوميا في سبتمبر/أيلول، بانخفاض طفيف عن متوسط أغسطس/آب. وكانت صادرات العراق في آب الماضي 3.583 مليون برميل يوميا.

وقال مسؤولون عراقيون إن السبب في الانخفاض الطفيف للشحنات في سبتمبر هو أعمال صيانة فنية ضرورية جرت في منشآت تصدير في الجنوب في أوائل سبتمبر، وكذلك بسبب الطقس السيئ.

وقال مسؤول نفطي مطلع على عمليات التصدير: "كان الطقس سيئا في الخليج مما قلص الشحنات في 18 - 19 سبتمبر". وأوضحت الوزارة في بيان إن جميع الكميات التي جرى شحنها في سبتمبر جاءت من الحقول الجنوبية. وإن متوسط سعر البيع في سبتمبر بلغ 74.091 دولار للبرميل، مما حقق إيرادات بنحو 7.9 مليار دولار.

وزادت صادرات العراق من النفط الخام في الأشهر الأخيرة مع انخفاض إمدادات إيران، ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، والتي تواجه عقوبات أعادت الولايات المتحدة فرضها عليها. والعراق يُعتبر ثاني أكبر منتج في أوبك بعد السعودية، ويضخ نحو 4.6 مليون برميل يوميا.

ويجري تصدير معظم النفط العراقي عبر الموانئ الجنوبية، وتمثل هذه الصادرات أكثر من 95 في المائة من إيرادات البلد العضو في "أوبك".