جيف بيزوس مؤسس موقع أمازون

 زادت ثروة أغنى أغنياء العالم بنحو تريليون دولار خلال عام 2017، وأظهر مؤشر “بلومبيرغ” لأغنى 500 شخص في العالم التوسع في ثرواتهم بنسبة بلغت 23 في المائة خلال العام الجاري، حيث ارتفعت من 4.4 تريليون دولار إلى 5.3 تريليون دولار، وفقا لآخر قياس أعلن لمؤشر “بلومبيرغ” أمس بعد نهاية تداولات البورصات العالمية يوم الثلاثاء 26 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وفي حين نجح 440 مليارديرا في اكتساب 1.05 تريليون دولار خلال العام، فقد شهد 58 مليارديرا تقلصا في ثرواتهم بإجمالي 46 مليار دولار.

وأضاف مؤسس موقع أمازون، جيف بيزوس، مكاسب أكثر من 34 مليارا بفضل زيادة سعر سهم “أمازون” خلال العام الجاري، ليصبح بذلك حسب تقييم “بلومبيرغ” أغنى رجل في العالم بثروة قدرت بنحو 99.6 مليار دولار، متخطيا “القائد التقليدي” لأغنياء العالم بيل غيتس، مؤسس “مايكروسوفت”. وطرد مؤسس “أمازون”، بيل غيتس، مؤسس “مايكروسوفت” من مكانه بصفته أغنى شخص في العالم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ليحتل غيتس المرتبة الثانية بقيمة ثروة 91.3 مليار دولار، بعدما تبرع بجزء كبير من ثروته للجمعيات الخيرية، بما في ذلك تعهده بمبلغ 4.6 مليار دولار إلى مؤسسة بيل وميلندا غيتس في أغسطس (آب) الماضي.

وأظهر مؤشر بلومبيرغ لأغنياء العالم الـ500 أن المليارديرات الذين جاءوا في “المراتب الأخيرة” شهدوا “عاما ممتازا”، بسبب المكاسب القوية في أسواق الأسهم العالمية التي جعلت أغنياء العالم أكثر “غنى” في الوقت الذي كان فيه متوسط الأسر في بريطانيا على سبيل المثال يعاني من انخفاض الأجور الحقيقية، وأضاف مؤسس مجموعة “إيفرغراند” الصينية، هوي كاي يان، إلى ثروته 25.9 مليار دولار، بما نسبته 350 في المائة مقارنة بالعام الماضي، ليحتل المنصب الثاني على المؤشر من حيث المكسب السنوي بعد بيزوس.

وتخطى عدد المليارديرات الآسيويين الولايات المتحدة للمرة الأولى وفقا لتقرير “برايس وتر هاوس”، بعد أن أضاف الملياردير ماهو أتنغ، المؤسس المشارك لخدمة الرسائل “تينسنت” القابضة، لثروته 41 مليار دولار، ليصبح ثاني أغنى شخص في آسيا بعد مؤسس “إيفرغراند”. لكن الولايات المتحدة ظلت صاحبة المكسب الأكبر لدولة واحدة على مؤشر “بلومبيرغ”، حيث أضافت 315 مليار دولار إلى ثروات أغنيائها بزيادة قدرها 18 في المائة.

وأضافت الصين، التي يقدر عدد سكانها بنحو 1.4 مليار نسمة، 177 مليار دولار كمكاسب لثروات أغنيائها في عام 2017، أي بزيادة قدرها 65 في المائة، وهي بذلك أكبر نسبة مكاسب بالثروات لدولة واحدة خلال العام، من إجمالي 49 دولة بالمؤشر، أما على صعيد التراجعات، فقد تراجعت ثروة جورج سورس رجل الصفقات والمعروف بأنه أفلس بنك إنجلترا بسبب مبيعاته قصيرة الأجل، بعد تبرعه بجزء من ثروته قدر بنحو 18 مليار دولار، لتتراجع ثروته إلى 8 مليارات دولار، ليحتل المرتبة رقم 195 على مؤشر “بلومبيرغ” للأغنياء.

ووضع أغنى 27 شخصا في روسيا الألم الاقتصادي الذي أعقب ضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جزر القرم خلفهم، وأضافوا 29 مليار دولار إلى ما مجموعه 275 مليار دولار العام الماضي، ليتجاوزوا القيمة الصافية الجماعية التي كانت عليها الثروات قبل فرض العقوبات الاقتصادية. وتلون العام براية التكنولوجيا، حيث بلغ عدد المليارديرات في قطاع التكنولوجيا 57 مليار دولار، بزيادة قدرها 262 مليار دولار، أي بنسبة 35 في المائة، وحصل المؤسس المشارك لـ”فيسبوك” مارك زوكربيرغ على رابع أكبر زيادة على المؤشر، مضيفا إلى ثروته 22.6 مليار دولار، أو ما يوازي 45 في المائة، ويذكر أن زوكربيرغ قدم خططا لبيع 18 في المائة من حصته في عملاق وسائل التواصل الاجتماعي للمؤسسات الخيرية، لتقدر ثروته خلال العام بنحو 72.6 مليار دولار، ومن الأمور المدهشة التي أظهرها المؤشر، اكتشاف 67 مليار دولار كانت “مخفاة” في عام 2017، بين قيم ربحية لصناديق تداول أو تجارة لملياردير روسي في الأسماك، أو عملاق عقاري في الولايات المتحدة، أو مطور لقطاع طاقة الرياح في البرازيل.

وأثارت ربحية “البيتكوين” شهية عدد من المليارديرات، خصوصا بعد ارتفاع قيمتها إلى 16 ألف دولار يوم الثلاثاء الماضي، مقابل 1140 دولارا في الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي، وجاءت القفزة في سعر “البيتكوين” مع تحذيرات قوية من صانعي السياسات النقدية الأبرز عالميا، خشية حدوث فقاعة أخرى من “الأصول شديدة المضاربة”، ومع ارتفاع الثروة إلى مستويات قياسية، فربما يتعلم مليارديرات العالم درسا سريعا، وهو أن “المليار دولار لم تعد قادرة على شراء ما كان بإمكانه قبل سنوات”، خصوصا مع ارتفاع أسعار المساكن الفاخرة في أفخم المناطق الأميركية والأوروبية بمتوسط 300 مليون دولار، وارتفاع تكاليف الطلاق بمتوسط مليار دولار.