أسعار النفط

ارتفعت أسعار النفط الثلاثاء، لكنها ما زالت تواجه ضغوطاً من مخاوف في شأن تباطؤ الطلب وارتفاع إنتاج الخام في الولايات المتحدة، ما يزعزع ثقة المستثمرين بقدرة "أوبك" على إعادة السوق إلى التوازن.

وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج "برنت" 20 سنتاً إلى 49.54 دولار للبرميل، بما يفوق أدنى مستوى خلال الجلسة والذي بلغ 49.18 دولار. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 21 سنتاً إلى 46.64 دولار للبرميل.

ومن المنتظر أن توفر البيانات الأسبوعية الأميركية الخاصة بإنتاج الخام والمخزونات، علاوة على التقارير الشهرية المعنية بالعرض والطلب والصادرة عن "أوبك" وإدارة معلومات الطاقة الأميركية هذا الأسبوع، صورة تفصيلية في شأن مدى سرعة انخفاض المخزونات العالمية.

وغذّى ارتفاع مخزونات البنزين الأميركية بعض المخاوف في شأن الطلب في الولايات المتحدة، إذ بلغت توقعات إنفاق المستهلكين أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات الشهر الماضي وهبطت مبيعات السيارات على أساس سنوي لمدة أربعة أشهر على التوالي.

وعلى رغم التزام منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بتعهداتها بخفض الإنتاج، زادت الإمدادات الأميركية بأكثر من عشرة في المئة منذ منتصف 2016 إلى 9.3 مليون برميل يومياً مقتربة من مستويات إنتاج روسيا والمملكة العربية السعودية. ويشير "بنك أوف أميركا ميريل لينش" إلى أن انخفاض أسعار النفط يرجع أيضاً إلى تباطؤ الطلب.

إلى ذلك، أكدت وزارة الطاقة الجزائرية في بيان الثلاثاء، أن وزير الطاقة نور الدين بوطرفة سيزور بغداد في العاشر والحادي عشر من الجاري، لإجراء محادثات مع نظيره العراقي بخصوص قضايا تتعلق بـ "أوبك"، في الوقت الذي يدرس فيه منتجو النفط تمديد اتفاق عالمي لخفض الإنتاج.

وأفاد مصدر في وزارة الطاقة الجزائرية، بأن بلاده تؤيد جهود تمديد اتفاق خفض الإنتاج المبرم بين "أوبك" والدول غير الأعضاء في المنظمة لمدة تسعة أشهر أو أكثر، للمساعدة في دعم أسعار النفط العالمية. وقال إن "كل زيادة ولو بدولار واحد تصب في مصلحة الجزائر، لذا سنمضي في السعي نحو دفع الأسعار للارتفاع".

وتأتي هذه التصريحات في وقت ارتفع الإنتاج الليبي من الخام. إذ قال مصدر ليبي في قطاع النفط لوكالة "رويترز" الثلاثاء، إن إنتاج البلاد من الخام ارتفع مقترباً من 800 ألف برميل يومياً مع زيادة البلد العضو في "أوبك" الإمدادات من حقلي الشرارة والفيل النفطيين اللذين عادا للإنتاج أخيراً.

وببلوغ الإنتاج الليبي 792 ألف برميل يومياً، يصبح إنتاج ليبيا الأعلى منذ 2014 ويزيد نحو 30 ألف برميل يومياً عن الأسبوع الماضي. واستأنف حقلا الشرارة والفيل، اللذان تبلغ طاقتهما الإنتاجية معاً نحو 360 ألف برميل يومياً، الإنتاج في نهاية نيسان/أبريل بعد توقف احتجاجات أغلقت خطوط الأنابيب التي تربطهما بموانئ التصدير.

ومن شأن زيادة إنتاج ليبيا من النفط تعقيد الجهود التي تبذلها "أوبك" لكبح تخمة المعروض من الخام في الأسواق العالمية. واتفقت "أوبك" مع روسيا ومنتجين آخرين على خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الأول من العام. وليبيا ونيجيريا هما الوحيدتان اللتان حصلتا على إعفاء من اتفاق خفض الإنتاج. وحينما جرى التوصل إلى الاتفاق، كانت ليبيا تنتج نحو 600 ألف برميل يومياً.

وعاد حقل البيضاء الواقع في شرق ليبيا إلى الإنتاج الثلاثاء، بعد توقف إمداداته لأربع سنوات، ويضخ حالياً عشرة آلاف برميل يومياً، وفقاً لما قاله ناطق باسم "شركة الخليج العربي للنفط" "أجوكو" ما يساهم أيضاً في زيادة إنتاج البلد.