الرئيس عبد الفتاح السيسي

 زار الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الثلاثاء ، محافظة دمياط لافتتاح عدد من المشاريع في مجالات الصحة والإسكان والصناعة ، من بينها وضع حجر الأساس للمرحلة الأولى لمدينة الأثاث في دمياط ، والمستشفى العسكري في دمياط الجديدة ، ومستشفى الطوارئ في كفر سعد ، والمرحلة الأولى لمشروع إسكان دار مصر للإسكان المتوسط.

وافتتح الرئيس في إطار الزيارة عبر الفيديو كونفرانس عددًا من المشاريع الأخرى في قطاعي الصحة والسكان ، في عدد من المحافظات ، في حضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وعدد من السادة الوزراء وكبار المسؤولين.

وقدم محمد عرفان ، رئيس هيئة الرقابة الإدارية ، في بداية اللقاء تقريرًا حول جهود اللجنة المشتركة لمتابعة المشاريع القومية، والإجراءات التي تم اتخاذها من خلال التنسيق مع الجهات المعنية لمراعاة وتلافي الملاحظات والتوصيات التي تم رصدها بشأن تلك المشاريع.

وطالب الرئيس بضرورة التنسيق مع الحكومة للتأكد من الانتهاء من المشاريع الجاري تنفيذها ، فضلًا عن المشاريع التي توقفت منذ أعوام لأسباب مختلفة، بحيث يتم الانتهاء من تلك المشاريع كافة في نهاية العام الجاري.

 وأكد الرئيس ضرورة مراعاة إنشاء مراكز خدمة على الطرق السريعة تتضمن نقطة إسعاف وشرطة ومحطة وقود، موجهًا بعدم الشروع فى إنشاء طرق جديدة بدون مراعاة هذا الأمر ، وفيما يخص مسألة معالجة النفايات الناتجة عن المنشآت الطبية، فقد وجه الرئيس بتشكيل لجنة من الجهات المعنية لمتابعة تنفيذ المعايير الخاصة بمعالجة تلك النفايات ، موجهًا بتوفير قروض ميسرة بفائدة لا تزيد عن 5 % إلى أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة الراغبين فى العمل في مدينة الأثاث في دمياط.

وقدم الدكتور أحمد عماد الدين راضي ، وزير الصحة والسكان ، عرضًا تضمن جهود الوزارة ومحاور عملها للارتقاء بالخدمات الطبية والعلاجية المقدمة إلى المواطنين، والتي تضمنت منظومة لعلاج فيروس سي نجحت في القضاء على قوائم الانتظار التي تضمنت 350 ألف مريض في شهر أغسطس/أب من العام الماضي وعلاج 1.055 مليون مريض ، من خلال زيادة مراكز العلاج والاعتماد على الدواء المصري الذي قلل تكلفة العلاج بنسبة 85,5% موفرًا على الدولة نحو 6 مليارات جنيه.

وأشار وزير الصحة إلى أنه يجرى حاليًا تنفيذ مسح طبي لاكتشاف الحالات المريضة بالفيروس، فضلًا عن تبني إجراءات لمكافحة انتشار العدوى ، كما استعرض وزير الصحة الافتتاحات الجديدة في مختلف المحافظات ، والتي تشمل مستشفى العزازي للصحة النفسية في محافظة الشرقية، ومبنى معهد القلب القومي في محافظة الجيزة، وفرع معهد القلب القومي الجديد في أرض مطار إمبابة، وتطوير مدرسة تمريض معهد القلب القومي ، وتطوير ورفع كفاءة مستشفى الفيوم للتأمين الصحي في محافظة الفيوم، ومستشفى "المصح بحري" للنساء والولادة التخصصي في محافظة بورسعيد، ومستشفى أسوان العام في حي الصداقة في محافظة أسوان، ومستشفى القصير المركزي ومستشفى شلاتين المركزي في محافظة البحر الأحمر، ومستشفى الطوارئ في كفر سعد في محافظة دمياط، وتطوير مستشفى أرمنت المركزي في محافظة الأقصر.

واستعرض وزير الصحة والسكان مشروع تدشين 300 سيارة إسعاف جديدة لدعم وتطوير الخدمات التي تقدمها الهيئة العامة للإسعاف للمواطنين على مستوى الجمهورية، ومشروع تطوير المعهد القومي للتدريب في العباسية.

وأوضح وزير الصحة والسكان أن تكلفة المستشفيات الجديدة بلغت 1.257 مليار جنيه، و322 مليون جنيه لشراء سيارات الإسعاف الجديدة، و19 مليون جنيه لتطوير معهد التدريب، فضلًا عن 3.167 مليار جنيه لعلاج مرضى الفيروس الكبدي سي ، خلال عام، بإجمالي تكلفة بلغت 4.765 مليار جنيه ، كما استعرض

وزير الصحة المشروع القومي المتكامل لخريطة مصر الصحية والتي تتضمن حصرًا شاملًا للخدمات الطبية المقدمة إلى المواطنين ، مطالبًا الرئيس بتكثيف جهود وزارة الصحة ، بالتعاون مع القوات المسلحة للقضاء على فيروس سي خلال عام، لتصبح مصر خالية من هذا الفيروس.

وأعطى الرئيس إشارة الافتتاح عبر الفيديو كونفرانس للمشاريع الجديدة في المجال الصحي ، حيث طالب خلال افتتاحه للمعهد القومي التدريب بالعمل على الانتهاء من الخطوات اللازمة لإصدار رخصة لمزاولة مهنة الطب في مصر تحظى باحترام ومصداقية في أنحاء العالم، مشيرًا إلى أنه سيشارك فى حفلة تخرج أول دفعة من المعهد لتهنئة المصريين بهذا الإنجاز الهام.

واستمع الرئيس إلى عرض من الدكتور مصطفى مدبولي ، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ، حول إنجازات الوزارة في مجال التنمية العمرانية، مشيرًا فى هذا الصدد إلى مشروع الإسكان الاجتماعي والذي سيتم في إطاره إنشاء 500 ألف وحدة سكنية تم الانتهاء من 220 ألف وحدة منها وتسليم 100 ألف وحدة إلى المواطنين، وكذلك مشروع تطوير المناطق غير الآمنة والذي تم خلاله الانتهاء من إنشاء 14.300 ألف وحدة، فضلًا عن مشروع دار مصر للإسكان المتوسط والذي يهدف إلى إنشاء 150 ألف وحدة ، ومشروع "بيت الوطن" للمصريين المقيمين في الخارج.

كما عرض وزير الإسكان مشاريع مياه الشرب والصرف الصحي ، مشيرًا إلى أنه تم إنشاء محطة معالجة "بلتان" في محافظة القليوبية بإجمالي تكلفة بلغت 13 مليون جنيه، مؤكدًا أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من محطة مياه مدينة العاشر من رمضان بقدرة إنتاجية تصل إلى 600 ألف متر مكعب يوميًا كمرحلة أولى، في حين تصل القدرة النهائية للمشروع مليون و800 ألف متر مكعب يوميًا ، لخدمة مدن العاشر وبدر والشروق ومنطقة خليج السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، حيث يعد هذا المشروع هو الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.

وشدد السيسي على ضرورة الانتهاء من إنشاء 180 ألف وحدة سكنية بديلة للمناطق غير الآمنة في حلول 30 يونيه/حزيران 2018، مشيرًا إلى أن إهمال تلك المناطق لفترات طويلة ساهم في تفاقم المشكلة وتزايد صعوبة التعامل معها ، مؤكدًا ثقته في وعي الشعب المصري صبره على الأعباء الناجمة عن التعامل مع الظروف الصعبة التي تمر بها مصر لتخطي هذه المرحلة ، موجهًا بالسماح إلى المواطنين الراغبين في شراء وحدات في مشروع الإسكان الاجتماعي حال سدادهم إجمالي قيمة الوحدة، دون أي تعقيدات إدارية.

كما أكد الرئيس أنه في نهاية الشهر الجاري سيتم عقد اجتماع يضم السادة المحافظين ومديري الأمن وقادة المناطق العسكرية لاستعراض ما تم تنفيذه من إجراءات خاصة بإزالة التعديات على أراضي الدولة، مشددًا على عدم السماح لأي شخص أيًا كان بالتعدِ على حقوق المصريين أو الاستيلاء على متر واحد من أراضي الدولة، وأنه لا يوجد أحد فوق القانون.

وفيما يخص إنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف، طالب الرئيس بضرورة الإسراع في تنفيذ محطات لمعالجة مياه الصرف في بحيرة المنزلة، والتي تبلغ تكلفتها نحو 40 مليار جنيه ، مؤكدًا عدم التعامل مع مثل هذا المشكلات في الماضي كان له آثار كبيرة خلال الوقت الجاري، إلا أن الدولة لن تتوانى عن معالجة أي خطأ وستبذل أقصى ما في وسعها لتصحيحه بحيث يمكن استغلال موارد الدولة بالوجه الأمثل.

وأعطى الرئيس عبر الفيديو كونفرانس إشارة الافتتاح لعدد من المشاريع في مجال الإسكان والتي شملت افتتاح 4032 وحدة سكنية في مشروع إسكان أسيوط الجديد وأكثر من 1032 وحدة في مشروع إسكان العاشر من رمضان، فضلًا عن افتتاح محطة مياه العاشر من رمضان في الشرقية.

كما افتتح السيد الرئيس مركزين لعلاج الأورام بمحافظتى القاهرة والشرقية بكل من المستشفى الجوى بالقاهرة الجديدة ومدينة الزقازيق، وتطوير مستشفى أسوان العام، والمرحلة الثانية من تطوير معهد القلب القومى بإمبابة، ومستشفى أرمنت بالأقصر.

وقد قام الرئيس بجولة تفقدية داخل المستشفى العسكرى فى دمياط، حيث قام بقص الشريط إيذانًا بافتتاح المستشفى، واستمع إلى شرح من المسئولين بالمستشفى حول الخدمات الطبية التى توفره للمواطنين من أبناء محافظة دمياط.

ثم توجه الرئيس إلى مدينة الأثاث بدمياط لوضع حجر الأساس للمدينة، حيث استمع سيادته إلى عرض قدمه المهندس/ طارق قابيل وزير التجارة والصناعة تضمن استراتيجية الوزارة ومحاور عملها فضلًا عما تم تحقيقه من إنجازات وكذلك المشاريع القومية الجارى تنفيذها، حيث أوضح أن محاور عمل الوزارة تتضمن التنمية الصناعية، وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وتشجيع ثقافة العمل الحر، وزيادة الصادرات وترشيد الواردات، وتطوير التدريب المهني والفني ، والحوكمة والتطوير المؤسسي ، مشيرًا إلى أن إستراتيجية الوزارة تسعى إلى توفير المناخ المناسب للنمو الصناعي والمعرفة والابتكار وتوفير العمل اللائق للشباب، بهدف زيادة معدل النمو الصناعي إلى 8 % لتكون مصر من أكبر 15 دولة في النمو الصناعي ، فضلًا عن خفض عجز الميزان التجاري بنسبة 50 % وتوفير 3 ملايين فرصة عمل جديدة.

وأوضح وزير التجارة والصناعة أنه تم توفير 11 مليون متر مربع أراضي صناعية خلال العام الماضي ، وأن المستهدف خلال العام الجاري توفير 15 مليون متر مربع، في حين أن ما تم توفيره خلال الأعوام التسعة الماضية بلغ 9,5 مليون متر مربع، كما تم افتتاح 1247 مصنعًا بتكلفة 35 مليار جنيه تتيح 42 ألف فرصة عمل، وتم منح 5 آلاف موافقة صناعية جديدة باستثمارات تبلغ 150 مليار جنيهًا ستوفر 234 ألف فرصة عمل، حيث أن الإجراءات التي تم تنفيذها نجحت في تخفيض ميزان العجز التجاري خلال العام الماضي بقيمة 9 مليارات دولار، فضلًا عن 5,5 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري.

وعرض الوزير عددًا من المشاريع القومية الجاري تنفيذها ومنها مجمع مرغم للصناعات البلاستيكية في الإسكندرية، والذي كان متوقفًا من 10 أعوام ، ويهدف

إلى تقليل واردات الصناعات البلاستيكية ، وتوفير 24 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلًا عن مدينة الروبيكي للجلود والتي كانت متوقفة لنحو 20 عامًا، موضحًا أن نقل مصانع وورش الجلود من منطقة سور مجرى العيون إلى مدينة الروبيكى جاء لأسباب بيئية واجتماعية وفنية واقتصادية، في ظل حرص الدولة على تطوير صناعة الجلود ، من خلال إقامة مدينة متخصصة لهذه الصناعة الوطنية وفقًا لأحدث المعايير التكنولوجية لجذب المستثمرين وفتح مزيد من الأسواق التصديرية أمام منتجات الجلود المصرية وزيادة فرص العمل للشباب في هذا القطاع.

وشدد الرئيس على تحمل الدولة تكاليف نقل الورش من منطقة سور مجرى العيون إلى مدينة الروبيكي للجلود، على أن يتم الانتهاء من عملية النقل في حلول شهر أغسطس/أب المقبل، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن الدولة تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في مجال صناعة الجلود ، خاصة وأن السوق المصري بحاجة إلى المنتجات الجلدية في مختلف أنواعها.

واستعرض وزير الصناعة والتجارة مشروع مدينة الأثاث في دمياط ، مؤكدًا أن صناعة الأثاث تستحوذ على 13% من إجمالي العمالة في مصر، وأن هناك 120 ألف منشأة في هذه الصناعة تمثل الصناعات الصغيرة والمتوسطة 90 % منها، في حين أن محافظة دمياط تنتج نحو ثلثي إجمالي إنتاج مصر من الأثاث ، حيث أن إنشاء المدينة جاء بهدف توفير الإمكانيات اللازمة لمساعدة صغار الصناع، فضلًا عن توفير الخدمات المكملة والمغذية، حيث ستتضمن المدينة أحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة في مجال صناعة الأثاث.

ولفت السيسي إلى أن ارتفاع تكلفة تجهيز أراضي المدينة لكي تصبح مناسبة لإقامة المشروع عليها، أدى إلى ارتفاع تكلفة المشروع ، مشددًا على أن الدولة تسعى إلى توفير فرص عمل جديدة.

وأعاد الرئيس السيسي التأكيد على توفير قروض للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر العاملة في المدينة ، بفائدة 5 %، فضلًا عن تسهيل إجراءات إصدار التراخيص بما يتيح لتلك المشاريع البدء في العمل في أسرع وقت ممكن ، مطالبًا بدراسة إمكانية إقامة مباني سكنية قريبة من مدينة الأثاث، بما يساهم في تسهيل عملية تنقل العاملين من وإلى المدينة.

وقد وجه الرئيس أيضًا محافظة دمياط بدراسة إنشاء كورنيش مفتوح للمدينة بحيث يصبح متنفسًا لأهالي المحافظة، على أن يتم الانتهاء منه خلال فترة بسيطة مع مراعاة توفير الخدمات المساعدة له.

وطالب الرئيس بضرورة الاتفاق مع الجهات المصنعة للآلات المستخدمة في المناطق الصناعية لإقامة معارض لها في تلك المناطق، مع تحديد أسعار للشراء وفقًا لطلبات مجمعة تساعد في تخفيض الأسعار إلى أصحاب المصانع والورش المصريين.

ولفت الرئيس إلى أن قرار التعويم كان له آثار صعبة ، ولكنه يظل يمثل فرصة حقيقية لمصر لتصدير منتجاتها الصناعية والزراعية بقيمتها الحقيقية ، وتخفيض الواردات، لذلك علينا تحمل بعض الأعباء الناتجة عن هذا القرار ، حيث أن المنتجات المصرية أصبحت منافسة بصورة كبيرة وعلى الجميع استغلال هذه الفرصة بالشكل الأمثل.

وأشار الرئيس إلى ضرورة عدم تناول أي موضوع قبل دراسته من جوانبه كافة ،  حيث أن الدول لا تقوم على العواطف أو الكلام غير المدروس، وأن أي قرار يتم اتخاذه وفقًا لعوامل ومعايير محددة.

واستمع الرئيس إلى عرض قدمه اللواء أ.ح إيهاب الفار ، مدير إدارة الأشغال العسكرية ، حول الموقف التنفيذي لمدينة الأثاث ، فضلًا عن عدد من مشاريع المجمعات الصناعية التي تتولى القوات المسلحة تنفيذها ، مثل المنطقة الصناعية لجنوب الرسوة، والمنطقة الصناعية في مدينة السادات، والمنطقة الصناعية في مدينة بدر ، وقد أكد الرئيس ضرورة الالتزام بالمواعيد المحددة للانتهاء من تنفيذ مختلف المشاريع.

وفى ختام الزيارة حضر الرئيس وضع حجر الأساس لمدينة دمياط للأثاث ، بمشاركة عدد من الشباب من أبناء المحافظة ، كما تفقد سيادته نماذج للمصانع والورش الإنتاجية التي تم إنشاؤها وتجهيزها بأحدث المعدات وخامات الإنتاج.