مؤشرات إيجابية للسياحة التونيسية خلال ستة أشهر

سجل عدد السياح الأوروبيين المقبلين إلى تونس ارتفاعًا ملحوظًا ، خلال بداية الموسم السياحي الجاري ، وتطور من مستوى 17% إلى 31.1% ، من عدد الوافدين على تونس خلال الأشهر الأولى من العام الجاري.

وتأمل تونس في تحقيق ما لا يقل عن 6.5 مليون سائح خلال العام الجاري ، وتعول في ذلك على العودة القوية إلى الأسواق الأوروبية التقليدية وخاصة منها فرنسا وألمانيا، وإيطاليا بدرجة أقل ، وتعتمد تونس على إستراتيجية جديدة لدعم السياحة، في إطار سعيها إلى بلوغ نحو 10 ملايين سائح في حلول عام 2020 ، مقارنة بنحو 5.7 مليون سائح خلال العام الماضي ، والذي حقق إيرادات بلغت 2.3 مليار دينار تونسي "نحو مليار دولار أميركي".

ووفقًا للمعطيات التي قدمها الديوان التونسي للسياحة "مؤسسة حكومية تابعة لوزارة السياحة" ، بشأن الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري ، يحتل الفرنسيون المركز الأول من مجموع الوافدين الأوروبيين إلى تونس مسجلين نموًا بنسبة 45.1% ، ثم الألمان في المركز الثاني.

وبلغ عدد السائحين الإيطاليين 28.8 ألف سائح، وسجلت عودة ملحوظة للسياح البريطانيين نحو تونس وذلك بنحو 8.9 ألف سائح، وهو ما يظهر أن قرار منع الرعايا البريطانيين من التوجه إلى تونس يخف بصفة تدريجية.

وفي هذا الشأن، قال حسين الديماسي الخبير الاقتصادي التونسي ، إن القطاع السياحي يمثل موردًا هامًا لميزانية الدولة التونسية من العملة الصعبة، وهو قاطرة مهمة لدفع الانتعاشة الاقتصادية في عدد من القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالسياحة، على غرار الصناعات التقليدية وعدد من المهن الحرفية.

وأكد الديماسي أهمية تسجيل نمو اقتصادي تجاوز 1.1 % حسب آخر المعطيات، ورأى في ذلك توقعات إيجابية بتحسن معظم المؤشرات الاقتصادية؛ بما في ذلك نتائج القطاع السياحي.
وتواصل السوق السياحية الروسية تدفقها على تونس ، إذ استقبلت مختلف المناطق السياحية أكثر من 44.7 ألف سائح روسي خلال شهر مايو/أيار الماضي ، وسجلت هذه السوق زيادة بنسبة 2.6% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

وتخشى هياكل سياحية ومستثمرون في القطاع السياحي من اعتبار موجة إقبال السياح الروس "ظرفية" ، وتخاف أن تكون مرتبطة بالخلاف الذي جد بين روسيا وتركيا من ناحية، وتفجير طائرة روسية في شبه جزيرة سيناء المصرية من ناحية ثانية.

وتسعى إلى كسب ثقة السائح الروسي وزيادة عدد السياح الروس ليتجاوز الرقم المحقق خلال الموسم السياحي الماضي ، والمقدر بنحو 623 ألف سائح روسي ، كما يمثل السياح المقبلون من بلدان المغرب العربي ، وخاصة الجزائر وليبيا ، دعامة أساسية لنجاح الموسم السياحي ، إذ مثلت سياحة الجوار نسبة 60.2% من إجمالي عدد السياح خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري ، بنحو 1.15 مليون سائح قدموا إلى تونس من الجزائر ، مسجلة تطورًا بنسبة 68.3% ، في حين قدر عدد السياح الليبيين بنحو 498.99 ألف سائح، وبذلك تعرف السوق الليبية نموًا في حدود 37.2% .

وحسب بيانات البنك المركزي التونسي، سجلت المداخيل السياحية مع نهاية شهر أبريل/نيسان 2017 نموًا في عدد الوافدين بنسبة 5.2% ، بالمقارنة مع نمو للوافدين غير المقيمين بنسبة 46.4% ، ويتوقع تسجيل القطاع السياحي انتعاشة قصوى خلال هذا الموسم مقارنة مع الموسمين الماضيين.