الحرف اليدوية

كشف مستشار الغرفة التجارية لشؤون الصناعات الصغيرة والحرفية، المستشار نبيل بدوي، أن الحرف اليدوية في مصر تحتل مساحة واسعة من التراث المصري، حيث يعتمد فيها الصناع على مهاراتهم الفردية الذهنية واليدوية، باستخدام الخامات الأولية المتوفرة في البيئة الطبيعية المحلية أو المستوردة، وتدل على جوانب الهوية الوطنية للدولة المنتجة للحرف.

 وأكد بدوي، أن مبادرة "خلف جدران المنازل" التي أطلقتها الغرفة التجارية تحت إشراف جابر بسيوني، الأمين العام، تستهدف أصحاب الحرف اليدوية والمرأة المعيلة والمطلقات وزوجات المساجين والمرضى والعاجزين، والغارمات، ويمكن أن تحقق مصر مكاسب مادية من اهتمامها وتدعيمها للحرف، بعد أن تبين أن حجم التجارة العالمية للحرف اليدوية والتقليدية يفوق 100 مليار دولار.

وأشار بدوي في تصريحات صحافية، إلى أن أهداف المبادرة، تكمن في إنشاء وتشجيع مراكز متخصصة للتدريب على الصناعات الحرفية التقليدية وإمكانية تنميتها لتكون رافدًا في اقتصاد مصر الحديث، ونقل الخبرة إلى أجيال الشباب والشابات والعمل على إنشاء أول أكاديمية حرفية في الإسكندرية، مضيفًا أن المبادرة تستهدف أيضًا أيجاد حلول للمشاكل الرئيسية التي تواجة الحرف اليدوية ممثلة في معوقات التسويق والفرص التصديرية والمعارض الخارجية، بالإضافة إلى وضع الخطط التعاون مع المنظمات وتشكيل هيئة، أو غرفة تجمع أصحاب الحرف اليدوية وتحصل على حقوقهم وتحد من العمل الفردي المشتت وضعف البنية التنظيمية لقطاع الصناعات الحرفية اليدوية، وكذلك عمل اتصالات لإقامة معارض بمكتبة الإسكندرية والمولات التجارية النشطة وأرض المعارض بالقاهرة وغير ذلك من اختيار معارض مفتوحة تقع ضمن المزارات السياحية، لما يمثل توسيع الطلب على منتجات الصناعات التقليدية ودعم السياحة في ذات الوقت.

 وقال بدوي: إن أهم ما يميز الصناعات اليدوية إنها ذاتية النشأة، أي أن الغالبية العظمى ممن يعملون بالصناعات المنزلية وأصحاب الورش والمصانع الصغيرة هم من أبناء المجتمع المحلي بالميلاد، حيث وصلت نسبته في أسيوط 95% وبالإسكندرية 77 % والقاهرة 67 % ودمياط 94 %، وأكمل "أن احتياجات الحرف اليدوية من المعدات والآلات ومستلزمات الإنتاج بسيطة نسبيًا حيث يغلب عليها استخدام معدات يدوية أو ميكانيكية تم تشغيلها يدوية، كما أنها تعتمد على بشكل أساسي على الخامات المحلية والكثير منها يعتمد على استخدام المخرجات الثانوية ولا تحتاج بالضرورة لتلقي التدريب على مهارات معينة في المؤسسات الرسمية والتعليم الرسمي سواء بالنسبة للعمال أو لأصحاب الأعمال في هذه القطاعات".

 ويتحدث بدوي عن مشاكل صناعات الحرف اليدوية في مصر، قائلًا إن أهمها وجود فجوة رهيبة في المعلومات لدى الجهات القائمة على التنمية الصناعية عن قطاع الصناعات الحرفية اليدوية، وعدم وجود سياسات ملائمة يمكن أن تسهم في صنع المناخ الملائم لنمو وتطور الصناعات الحرفية يدوية، كما أن أهم المشاكل قصور أجهزة الإعلام في دعم كل ما هو موجود محليًا بما في ذلك صناعات الحرف اليدوية ومحدودية دور بعض الهيئات وعدم تمكنها من الوصول للصناعات الحرف اليدويه، وتقديم المساندة الحقيقية لها والانتشار السريع لنمط الاستهلاك الغربي وتغلغلة اجتماعيًا، وصولًا للشرائح الاجتماعية الدنيا وجغرافيا إلى أقصى أقصى العمران في الريف والمجتمعات الصحراوية، وقد أدى ذلك إلى تحول النسيج الاجتماعي الحضاري للمجتمعات المحلية والحامل لتراث الصناعات الحرف اليدوية وإهمال عناصر البيئة المحلية التي قامت عليها هذة الصناعات من مكونات الغطاء النباتي الطبيعي أو المنتجات الثانوية للحاصلات الزراعية على سبيل المثال، بالإضافة إلى زيادة معدلات التضخم وأثرها على ارتفاع تكاليف معيشة الصانع الحرفي وارتفاع أسعار خاماتة المستوردة.

وأوضح بدوي أن أهم الإستراتيجيات، هي السعي لتحقيق الربط ما أمكن بين التعليم الفني على مستوى المدارس والمعاهد الفنية ومقتضيات التنمية الذاتية في كل محافظة، بحيث توفر الإمكانيات للاستفادة من المعارف والمهارات والقدرات السائدة في كل مجتمع محلي وتطويرها ويقتضي هذا التحايل بالمرونة في اختيار هياكل المدارس والمعاهد الفنية في كل إقليم محافظة ومحتويات المقررات الدراسية بما يتماشى مع خصائص البيئة المحيطة والأنشطة الأولية السائدة والخبرات التاريخية المتراكمة في كل مجتمع محلي.