تماسك في أسعار النفط

ظلت أسعار النفط، متماسكة الإثنين، ولكن في حالة غير مستقرة، بعدما قوّضت زيادة أخرى في عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة مساعي تقودها "أوبك" للحد من المعروض من النفط. وكانت التعاملات ضعيفة بسبب عطلة في الصين والولايات المتحدة وبريطانيا، لكن الأسواق قلقة بسبب شكوك في شأن مدى جدوى خفوضات "منظمة الدول المصدرة للنفط" (أوبك) لتعزيز الأسعار.

وارتفعت أسعار التعاقدات الآجلة لخام "برنت" خمسة سنتات عن آخر إغلاق لها إلى 52.20 دولار للبرميل، وأنهى العقد الأسبوع الماضي منخفضاً نحو ثلاثة في المئة. وزادت أسعار التعاقدات الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي أربع سنتات إلى 49.84 دولار للبرميل. وكانت "أوبك" وبعض المنتجين من خارجها اتفقوا الأسبوع الماضي على تمديد تعهد بخفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية الربع الأول من 2018. وعلى رغم الخفوضات المتواصلة لم ترتفع أسعار النفط كثيراً عن 50 دولاراً للبرميل.

وسيعتمد كثير من نجاح "أوبك" في خفض الإنتاج على الولايات المتحدة التي لا تشارك في الخفوضات، والتي زاد إنتاجها عشرة في المئة منذ منتصف 2016 إلى أكثر من 9.3 مليون برميل يومياً مقترباً من مستويات إنتاج روسيا والسعودية أكبر منتجي الخام. وأكدت شركة "بيكر هيوز" لخدمات الطاقة أن شركات التنقيب زادت عدد منصات الحفر للأسبوع 19 على التوالي إلى 722 منصة وهو أعلى عدد منذ نيسان (أبريل) 2015. ويقول محللون إن السبيل لوقف التخمة المستمرة في المعروض هو خفض المخزون العالمي الضخم من الوقود.

وأظهرت بيانات من "بورصة انتركونتننتال"، أن المستثمرين زادوا رهاناتهم على صعود خام القياس العالمي مزيج "برنت" لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال أربعة أسابيع في الأسبوع المنتهي في 23 أيار(مايو)، قبيل اجتماع منظمة "أوبك" في شأن تمديد خفض الإنتاج. وزادت صناديق التحوط ومديرو الأموال صافي مراكزهم الدائنة على خام "برنت" 51 ألفاً و453 عقداً إلى 347 ألفاً و852 عقداً وفقاً للبيانات.

وأكد حساب "أرامكو السعودية" على "تويتر" أن رئيسها التنفيذي أمين الناصر التقى بالرئيس التنفيذي لشركة "روسنفت" الروسية إيغور سيتشن. ولم تتطرق "أرامكو السعودية" في ما نشرته في ساعة متأخرة من أول من أمس، إلى تفاصيل في شأن موعد عقد الاجتماع، لكنها قالت إن سيتشن "اطلع على أعمال واستراتيجيات الشركة". و"روسنفت" هي أكبر شركة نفط مدرجة في العالم من جهة الإنتاج. كما أنها، إلى جانب "غازبروم" التي تحتكر تصدير الغاز الطبيعي، واحدة من جوهرتي تاج الدولة الروسية.

في العراق، قال رئيس "شركة تسويق النفط العراقية" (سومو) فلاح العامري، إن بغداد قد تدرس التحوط في جزء من إنتاج نفطها الخام كوسيلة لحماية الإيرادات الحكومية في مواجهة أخطار تقلب أسعار الخام. وأضاف في تصريح إلى وكالة مصادر صحافية، أن "من ضمن استراتيجيتنا في المستقبل أننا قد ندرس التحوط لجزء من الخام العراقي(...) سومو تقترح فكرة في الوقت الحالي ولم تتم دراستها بعد". وليس من الواضح نوع التحوط الذي قد تدرسه. ويسعى بعض المؤسسات، مثل "بيمكس" التي تحتكر النفط في المكسيك، لضمان بيع النفط بسعر ثابت ومضمون طوال السنة، بينما يتحوط آخرون مثل "شل" و "بي بي" في مبيعاتهم ضد تقلب أسعار النفط في الأجل القصير. ويساعد التحوط في الأجل القصير على الحد من التقلبات السعرية بين وقت توقيع عقود بيع النفط ووقت التسليم وسداد القيمة.

وقال العامري إن "هناك الكثير من المتطلبات التي يجب تنفيذها أولاً، وهي الحاجة إلى درس التحوط جيداً وتدريب أشخاص والحاجة إلى معرفة أفضل الشركات العاملة في التحوط. ما زلنا لا نفهم عملية التحوط في شكل كامل"، وأضاف أن تبني العراق لممارسات التحوط "ليس مؤكداً". كما قال العامري إن "سومو تهدف إلى استخدام أدوات مثل المزادات والمشاريع المشتركة لتعزيز مصالح العراق النفطية وتقليل استيراد المنتجات النفطية".
 
ومن إيران نقلت "وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية " (إرنا) عن وزير النفط بيجن زنغنه قوله، إن عرض تطوير حقل "آزادجان" النفطي بدأ. ووفقاً للوكالة، يُنظر إلى الحقل الواقع في جنوب غربي إيران بالقرب من الحدود مع العراق على أنه أكبر حقل نفطي في إيران.

في موازاة ذلك، أكد مصدر في شركة "سوناطراك" الجزائرية الحكومية للنفط، أن الشركة رفعت سعر البيع الرسمي لخام مزيج "صحارى" لشهر حزيران (يونيو) بخصم قدره 35 سنتاً دون مستوى خام "برنت" المؤرخ. وتحدد سعر البيع الرسمي للخام الجزائري في حزيران مقارنة بخصم قدره 65 سنتاً للبرميل في أيار.

من جهة ثانية، أكدت  مصادر صحافية أن "شركة بترول أبو ظبي الوطنية" (أدنوك) تخطر المشترين في آسيا أنها ستخفض إمدادات تموز (يوليو) من جميع الخامات، "مربان" و "داس" و "زاكوم العلوي". وأضافوا أن "أدنوك" ستخفض مخصصات تموز من "مربان" و "داس" خمسة في المئة، بينما ستخفض إمدادات "زاكوم" العلوي في الشهر ذاته بنسبة عشرة في المئة. وبالنسبة لحزيران، خفّضت أدنوك إمدادات "مربان" و "داس" و"زاكوم العلوي" بنسبة عشرة في المئة.