واشنطن ـ رولا عيسى
شهد الأربعاء الماضي تقلبًا عنيفًا في سعر "بيتكوين"، العملة الإلكترونية الأكثر شعبية على مستوى العالم، فبعد أن ارتفعت في الساعات الأولى من الصباح إلى مستوى 10 آلاف دولار، كسرت حاجز 11 ألف دولار في خلال 12 ساعة فقط، مسجلة مستوى قياسي تاريخي سواءً على مستوى السعر أو معدل الارتفاع، لكن الساعات الأخيرة من اليوم ذاته شهدت تراجعًا قياسيًا أيضًا بهبوط وصل إلى نحو 2000 دولار، أو ما يصل إلى 19 في المائة من قيمتها.
وبدأت تعاملات البيتكوين مع منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء عند مستويات حول 9900 دولار، ثم كسرت حاجز 10 آلاف دولار بعد نحو ساعتين، تأثرًا بمضاربات جنوب شرقي آسيا، وفي الساعة الثانية والربع عصرًا بالتوقيت العالمي، سجل البيتكوين مستواه الأعلى على الإطلاق عند 11517 دولارًا. وباختراق حاجز 11 ألف دولار، تكون عملة بيتكوين حققت مكاسب خيالية منذ مطلع العام الجاري وصلت إلى 1125 في المائة، فيما قفزت المكاسب المتزايدة بالقيمة السوقية لعملة بيتكوين إلى 189 مليار دولار.
لكن بعد نحو ساعة واحدة من تلك اللحظة التاريخية، دخل السعر في مرحلة هبوط مستمر تواصلت حتى الثامنة مساء، ليسجل خسائر متوالية حتى بلغ السعر 9601 دولار، وتلتها مرحلة تذبذبات وتعاف جزئي صعودًا إلى 10 آلاف دولار، وليختتم ليل الأربعاء الخميس عند 9799 دولارًا للوحدة الإلكترونية.
لكن البيتكوين عاودت الارتفاع من جديد لتصل صباح الخميس إلى مستوى 10235.86 دولار، فيما كانت تداولات عصر الأربعاء تتم حول مستويات 9600 دولار.
وأدى صعود قيمة العملة المشفرة لنحو 9 أمثالها منذ مطلع العام إلى تحذيرات متعددة من فقاعة في السوق، بينما يبدي المستثمرون من المؤسسات عزوفًا عامًا عن العملة. لكن المستثمرين الأفراد وبعض صناديق التحوط والمكاتب العائلية يشترون بكثافة في السوق.
وبينما تزايدت التحذيرات حديثًا من تنامي "الفقاعة" بشكل بالغ، وأنها شارفت على الانفجار، قال عدد من المراقبين إن مرحلة الانحدار للعملة الإلكترونية قد بدأت بالفعل وإن السعر ربما يواصل الهبوط، في مقابل آراء أخرى قبل أيام كانت تتوقع أن تصعد العملة إلى مستويات لا يمكن تخيلها، فيما عزا خبراء حول العالم هبوط العملة الإلكترونية يوم الأربعاء لمشكلات تقنية تعرضت لها بعض منصات تداول العملات الإلكترونية في الولايات المتحدة.