القاهرة - سهام أحمد
استقبلت منطقة المنيرة الشرقية في إمبابة سوقها الأسبوعي، الشهير يوم الجمعة، بكارثة اقتصادية، خلفها حريق هائل التهم أكثر من 50 محل ملابس، وسيطرت مشاهد البكاء لمدة ساعات على تجار الملابس في سوق المنيرة، منذ اندلاع الحريق، وحتى إخماده بعد معاناة شديدة والبدء في حصر الخسائر، وبعض حالات الاختناق أثناء الحريق وشب الحريق الهائل صباح الجمعة في المنطقة المذكورة، وانتقل رجال الحماية المدنية بمساعدة من الجيش التابعين للجيزة إلى محل الواقعة، وتمت السيطرة على النيران، بمساعدة الأهالي، ولم يسفر الحريق عن أي إصابات سوى بعض حالات الاختناق التي تلقت الإسعافات بالمكان.
وإزالة العديد من الأكشاك منعا لتفشي النيران وأزال أصحاب المحلات المجاورة لسوق الفاكهة والملابس بإمبابة، العديد من الأكشاك والتندات العشوائية، للسماح لسيارات الإطفاء بالدخول لموقع الحريق، في محاولة لإخماد النيران التي أدت لتفحم عشرات المحلات، وامتدت النيران لعقارين في منطقة سوق الفاكهة والملابس، ما أسفر عن احتراقهما. وماس كهربائي يتسبب في الحريق فيما أكد مصدر أمني، إصابة 3 أشخاص بحالات اختناق جراء الأدخنة الكثيفة المنبعثة من داخل الحريق، وأنه تم إسعافهم بمحيط الحريق.
ورجح المصدر، أن سبب الحريق ماس كهربائي على ما يعتقدون، بسبب كثرة توصيلات المحلات العشوائية داخل السوق، وأنه التهم أكثر من 50 محلا وبايكات صغيرة للملابس والفاكهة. أصحاب المحلات يكشفون خسائرهم المقدرة بـ30 مليون جنيه وفي السياق ذكر أصحاب المحلات المحترقة بسوق إمبابة أن قيمة الخسائر تقترب من 30 مليون جنيه، وأضافوا أن الحريق أسفر عن تفحم 50 كشكا و30 محل ملابس بالإضافة إلى 3 عقارات. وكشف اللواء علاء هراس، نائب محافظ الجيزة في تصريحات صحافية، أن حريق سوق إمبابة أسفر عن حدوث اختناقات بسيطة بين المواطنين وتمت السيطرة على الحريق.
وأضاف أن المحلات والباكيات الموجودة في شارع المنيرة، مخالفة، ودون ترخيص، علاوة على تحويل بعض التجار الشقق السكنية لمخازن للأقمشة والسجاد بشكل مخالف. وأشار إلى أن قيمة خسائر حريق إمبابة تقدر بالملايين، لافتا إلى أن الحريق دمر محتويات أكثر من 70 باكية وكشك ومحل ملابس فضلا عن تأثر العقارات المجاورة للسوق.
وقال الدكتور أسامة عبد الخالق أستاذ الاقتصاد الدولي، إن الخسارة الاقتصادية لحريق سوق أمبابة لها اتجهاين اتجاه مباشر واتجاه غير مباشر، الاتجاه المباشر يتلخص في الأعمال التجارية التي تتمثل في المحلات والبضائع وخسائر أخرى متعلقة بالممتلكات والسيارات المحترقة، كل هذا يندرج تحت مسمى الخسائر المادية المباشرة.
ويتابع إن الخسائر غير المباشرة تتلخص في الخسائر المعنوية وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدولة لأن الوضع الحالي يحتاج إلى نجاحات متتالية، من أجل تحسين صورة الاقتصاد أمام الشعب وامام العالم كله. وأضاف أن تدخل الجيش مع الدفاع المدني قام بدور رائع ومهم في السيطرة على الحريق وتخفيف الخسائر التي كانت قد تتسبب في أزمه كبيرة، لأن منطقة الحريق يوجد بها منازل، لذا تم منع كارثة كان من الممكن حدوثها في حريق هذه المنازل السكنية.
وأشارت إلى أن هناك مشكلة كبيرة لدى الدفاع المدني لأنه ضعيف ولا يستطيع السيطرة على أزمة كبيرة داخل الدولة، بسبب ضعف الإمكانيات، وكان يجب على الحكومة احتواء الأزمة في بدايتها لأن التاخير يدل على فشل منظومة إدارة الأزمات الكبيرة والصغيرة. وعن مستقبل منطقة سوق أمبابة، يقول عبد الخالق، "سوف يتم إعادة تخطيط هذه المنطقة مرة أخرى، لتحسين المظهر العام لها، وستكون منطقة بدون باعة جائلين.
وقال المهندس المعماري معتز العراقي المدير الإداري للشركة المصرية الكندية، لتطوير الأعمال الهندسية، إن الأبنية المحترقة في منطقة سوق أمبابة لا يجوز ترميمها، بل يجب إزالتها، لأن الأبنية قديمة ودخول النيران والمياه علي أي مبني قديم يتلف الخرسانات ويجعلها غير صالحة للاستخدام مرة أخرى. ويتابع، إن تقديره للخسائر المادية لهذه الأبنية يقدر بأكثر من 30 مليون أو أكثر، وإذا أعدنا البناء مرة أخرى ستكون التكلفة أكثر من مليار جنيه بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء.