الدكتور محمد موسى عمران

بحث مسؤولون ورجال أعمال عرب وصينيون مستقبل التعاون بين الجانبين في مجال الطاقة بصفة عامة، والطاقة المتجددة بصفة خاصة، وسبل تعزيز هذا التعاون، ضمن الدورة السادسة لمؤتمر التعاون العربي - الصيني في مجال الطاقة، والذي عقد في القاهرة، حيث برزت أهمية مشروعات الطاقة الحالية التي تنفذها شركات صينية في بعض الدول العربية، بالإضافة إلى فرص التعاون المستقبلي في هذا المجال، وركز الجانبان في مناقشاتهما على مجال الطاقة المستدامة والمتجددة والنظيفة كأهم محاور التعاون في مجال الطاقة بين الجانبين، - حسبما ذكرت وكالة "شيجوا" الصينية.

تسعى الصين جاهدة، إلى تعزيز التعاون مع الدول العربية، في مجال الطاقة المتجددة، ولاسيما أن المنطقة العربية تمثل سوقًا واعدًا للشركات الصينية، كما تُعد الصين مصدرًا مهمًا للتكنولوجيا والتدريب في مجال الطاقة، - حسبما ذكر خبراء ومتخصصون.

وقال وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمد موسى عمران، إن الطاقة أصبحت مسألة أمن قومي لكل دول العالم بما فيها الصين ومصر والدول العربية"، موضحًا أن الدول العربية يمكنها التعاون مع الصين في مجال الطاقة وهناك فرص كبيرة في الدول العربية لإنشاء محطات للطاقة المتجددة وتصنيع مهماتها محليًا.

وأضاف "موسى"، أنه يتم العمل مع شركة "سينوهيدرو" في بناء محطة الضخ والتخزين بجبل عتاقة بمحافظة السويس، شرق القاهرة، بسعة 2400 ميجاوات، إلى جانب مشروعات أخرى بالتعاون مع شركات صينية مثل شركة الشبكة الوطنية الصينية و هواوي.

وعن الآفاق المستقبلية أوضح، أن الدول العربية تمثل سوقًا واعدًا للشركات الصينية، وتعتبر الصين مصدرًا مهما لنقل التكنولوجيا والتدريب في مجال الطاقة في مصر والدول العربية، فرغم أن البترول والغاز يتصدران مصادر الطاقة بالدول العربية نظرًا لانخفاض سعرهما نسبيًا، فإن الدول العربية تمر حاليًا بمرحلة التحول إلى الطاقة المستدامة والمتجددة.

وشدّد الخبير الاقتصادي في جامعة الدول العربية، محمود فتح الله، على أهمية برامج التدريب الصينية لكوادر بالدول العربية في مجال الطاقة، مشيرًا إلى أن التدريب يعتبر من أهم جوانب التعاون "العربي – الصيني" في مجال الطاقة، لاسيما أن الصين تتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال من شأنها أن تحدث فارقا في مستقبل الطاقة المتجددة في المنطقة العربية.

وقال نائب مدير إدارة الطاقة الوطنية في الصين، ليو باو هوا، إن التعاون العملي بين والعالم العربي في مجالات البترول والغاز الكهرباء والطاقة النووية والطاقة المتجددة يزداد عمقًا، واصفًا التعاون بين الجانبين بالقوي والمثمر.

وتابع "ليو باو هوا"، أن الصين قامت بتسريع عملية إعادة هيكلة الطاقة وبناء نظام طاقة نظيف ومنخفض الكربون وآمن وفعال، في الوقت الذي تسعى فيه الدول العربية سعيا حثيثا للتحول في مجال الطاقة وتغيير موقفها من الاعتماد على الطاقة الحفرية، مشددًا على أن الصين والدول العربية لديها رؤية مشتركة في تطوير الطاقة والتي من شأنها أن تدفع بالتعاون بين الجانبين إلى أفق عال.

وقال رئيس فرع شركة "هانيرجي" الصينية في مصر، يانغ كاي، إن الشركة تخطط للاستثمار في بناء محطة طاقة كهروضوئية عالية الجودة في مصر بقدرة 300 ميجاوات باستثمار يبلغ أكثر من 450 مليون دولار، والتي سوف توفر حوالي ثلاثة آلاف فرصة عمل، مضيفًا أنه يوجد بالفعل شريك في هذا المشروع بمصر وتم البدء في دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع.

يذكر أن شركات صينية كبرى مثل شركة الشبكة الوطنية الصينية للكهرباء و "دونغ فانغ" و "شانغهاي إلكتريك" و "سينوهيدرو"، تتولى تنفيذ مشروعات عدة للطاقة العملاقة في بعض الدول العربية، منها مصر والإمارات والمغرب والأردن.

وتتضمن هذه المشروعات بناء مجمعات للطاقة الشمسية ومحطات لتوليد الكهرباء بالفحم وتطوير الشبكات الكهربائية ومد خطوط نقل الكهرباء، كما يقوم تحالف صيني يضم شركتي "دونغ فانغ" و "شانغهاي إلكتريك" ببناء أول محطة لتوليد الكهرباء بالفحم في منطقة الحمراوين على ساحل البحر الأحمر، جنوب شرق القاهرة، بقدرة ستة آلاف ميجاوات.

وتقوم "شاندونغ" الصينية لإنشاءات الطاقة، التابعة لشركة "باور تشاينا"، منذ العام 2015 بإنشاء مجمع "نور" للطاقة الشمسية الحرارية بمدينة ورزازات جنوب شرق المغرب.

وقال مسئولون مغاربة إن مجمع "نور" للطاقة الشمسية بسعة 580 ميجاوات سيكون خطوة كبيرة في خطة البلاد لإنتاج 42 بالمائة من استهلاك الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول العام 2020، و52 بالمائة بحلول العام 2030، ومن المقرر أن ينتج المجمع طاقة نظيفة لأكثر من مليون منزل في المغرب، كما سيوفر فائضا للتصدير.

وفيما يخص الإمارات، فيقوم تحالف يضم شركتي "هاربين" الصينية و "أكوا باور" السعودية ببناء محطة "الحسيان" في دبي لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة من الفحم، وتتكون هذه المحطة من أربع وحدات، على أن تنتج كل وحدة 600 ميجاوات، باستخدام تكنولوجيا "الضغوط فوق الحرجة".