العملات الأجنبية

سادت حالة من السعادة والفرح بين الكثير من السكان اليمنيين، مع تراجع أسعار العملات الأجنبية إلى أكثر من 50% خلال الساعات الماضية، وارتفاع سعر الريال اليمني إلى 400 ريال مقابل الدولار الواحد. وأكّدت مصادر مصرفية، لـ"العرب اليوم " أن تعافي الريال متواصل ومن المتوقع له أن يصل إلى 350 ريالًا للدولار الواحد في ظرف أيام فقط. . وتوقف الصرافون عن شراء النقد الأجنبي بسبب العرض الكبير الذي ظهر فجأة إلى العلن، على خلاف قبل شهر إذ كان النقد الأجنبي معدوم من السوق.

يقول المواطن أحمد الحطامي لـ"العرب اليوم"، بدأت أسعار المواد الغذائية، في التراجع بعد أن بلغت نسبة مرتفعة أكثر 40% خلال الأيام الماضية,موضحًا أن تراجع سعر العملات واستقرار الاقتصاد سيسهم في تحسين الوضع الإنساني في البلاد بشكل أكبر من المساعدات التي تقدمها منظمات الإغاثة.

وأكّد محمد الذي يسكن العاصمة صنعاء، أنه يجب تركيز الجهود من قبل التحالف العربي والأمم المتحدة للعودة بالدولار إلى سعره الرسمي 200 ريال ، حتى يتسنى للسكان توفير الطعام والشراب والمواد الاستهلاكية الأخرى، في ظل انخفاض مصادر الدخل وتوقف تسليم المرتبات لأكثر من مليون موظف.

وتبذل الحكومة الشرعية، برئاسة معين عبد الملك، رئيس الوزراء الجديد، جهود حثيثة لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، بدعم من التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

وأودعت المملكة العربية السعودية 2.2 مليار دولار في البنك اليمني لدعم الاقتصاد في البلاد، من اجل وضع حدا  للازمة المأساوية التي تشهدها البلاد الافقر في العالم .

وأقرّ البنك المركزي تسعيرة 520 ريال للدولار الواحد، إلا أن أسعاره في الأسواق الموازية (السوداء) ، بلغت 400 ريال.

وقال الخبير الاقتصادي مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي إنه من الطبيعي أن يستمر هذا التحسن في سعر الريال اليمني مقابل الدولار والعملات الصعبة طالما وأن البنك المركزي مستمر في تمويل استيراد السلع الأساسية وتغطية احتياجات التجار من الدولار .

وأضاف أن من أسباب التحسن سحب الريال من السوق من خلال بيع السندات والصكوك حيث تم بيع و شراء مائة مليار ريال خلال الفترة الماضية ويعتزم البنك شراء كمية أخرى من الريال مقابل فائدة مرتفعة.

وذكر أن التوقف عن طباعة مزيد من العملة المحلية وطرح كميات كبيرة من النقود المحلية في السوق ساعد في تحسن سعر صرف الريال.

وأشار إلى أن ضبط العملة المحلية المسلمة لبعض الجهات الحكومية بالريال اليمني كمرتبات وغيره، مثلت احد أدوات المضاربة بالعملة في السوق.

وأكد أن كل تلك العوامل ساهمت في تحسن الريال بالإضافة إلى العامل السياسي المتمثل في التوجه الذي يبدو جادا لدعم الحكومة الحالية من قبل الإمارات والسعودية.

وتوقّع أن هذا التحسن سيبقى مؤقتًا وغير قابل للديمومة ما لم يتم إيجاد مصادر مستدامة لتمويل احتياجات البلد من العملة الصعبة.

و قال نصر إنه من الصعب التكهن بأين سيتوقف سعر الصرف، لان ذلك محكوم بالسياسات والقرارات التي تطرقنا لها قبل قليل والثمن الذي ستدفعه الحكومة مقابل ذلك الاستقرار، والقضية يحكمها العرض والطلب.

واعتبر محمد آل جابر السفير السعوي لدى اليمن، تراجع الريال اليمني هزيمة لمليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من ايران.  وقال آل جابر في تغريدة على تويتر "في هزيمة جديدة للمليشيا الحوثية والمشروع الفارسي في اليمن، حقق الريال اليمني ارتفاعًا كبيرًا مقابل الدولار".

وتابع" انخفضت أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل ملحوظ نتيجة الجهود الفعالة للحكومة اليمنية وبدعم مستمر من المملكة للشعب اليمني الشقيق في جميع المجالات.

ودعت جماعة الحوثيين الحكومة اليمنية لتحييد الاقتصاد، وإبعاد العملة المحلية والبنك المركزي بشكل كلي عن الصراع الحاصل في البلاد. وقالت عبر بيان صادر عن اللجنة الاقتصادية التابعة لها، إنه يمكن العودة بسعر الصرف إلى 300 ريال في حال توقفت الحرب، و"استرجاع" عوائد النفط والغاز لصالح الشعب. وأشارت إلى إن تعافي الريال أمام النقد الأجنبي يعود لأسباب سياسية وليس اقتصادية. وقالت اللجنة الاقتصادية إنها بالتعاون مع "السلطات الأمنية" أوقفت أكثر من 60 تاجرًا على خلفية مخالفاتهم لقوائم الأسعار المتفق بشأنها مع القطاع الخاص.

وأعلنت شركة النفط في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين عن تخفيض في سعر الوقود والمحروقات، بدءً من شهر ديسمبر/كانون الأوّل المقبل. وقالت شركة النفط في بيان لها إن صفيحة البنزين عبوة 20 ليترًا، سيتم بيعها بـ8700 ريالًا، فيما سيكون سعر صفيحة الديزل بـ9500 ريالًا. والسعر الجديد هو أقل من السعر السابق الذي كان محددًا بـ11500 ريال للصفيحة. وأشارت شركة النفط -التي تقول إن هدفها هو خدمة المواطنين بعيدًا عن الربح -إلى إن ذلك يأتي تجاوبًا مع تحسن سعر الصرف، بالإضافة إلى تراجع سعر النفط عالميًا. ورغم السعر المخفّض فإن ذلك يعد مبلغًا كبيرًا، إذ إن سعر الصفيحة كان 6700 ريال حينما كان سعر الدولار 480 مطلع العام الجاري، ومن المفترض أن يكون السعر الحالي 5 آلاف ريال.

ويتوقع مراقبون تراجع أسعار المواد الغذائية، وغيرها من المواد الأساسية والكمالية، بالتوازي مع تراجع أسعار الصرف.

و يرى آخرون أن النزول المفاجئ للدولار خدعة كبيرة من قبل الصرافين لسحب الثقة من البنك المركزي الذي يوفر العملات الصعبة بسعر 520 ريال.

وتعيش اليمن أزمة إنسانية، ومجاعة عارمة تسببت في وفاة العشرات من السكان ، وتفشي كبير لسوء التغذية الحاد، بالإضافة إلى تفشي الكثير من الأوبئة والأمراض ، نتيجة الحرب التي تشهدها البلاد منذ 4 سنوات والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية والاقتصادية.