بكين - مصر اليوم
في تصعيد جديد وسط حرب عملات «تطل برأسها» بين الصين والولايات المتحدة، حدد البنك المركزي الصيني الأربعاء نقطة الوسط المرجعية للعملة الصينية عند 6.9996 يوان للدولار، وذلك في أدنى مستوى له منذ 2008 وبعد يومين من تصنيف واشنطن الصين، بلدا «متلاعبا بالعملة».
ويأتي ذلك بينما أشار تقرير شبكة «سي إن بي سي» الأميركية إلى تداول اليوان أمس داخل الصين عند مستوى 7.0457 يوان للدولار، فيما كانت التعاملات الخارجية تتم عند مستوى 7.0802 يوان للدولار. ورغم التحرك الصيني، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية الأربعاء أن الهيئة التنظيمية للصرف الأجنبي في الصين قالت إن تصنيف الولايات المتحدة للصين «متلاعبا بالعملة» لا أساس له ولا يتسق مع الحقائق. وقالت وانغ تشون يينغ المتحدثة باسم مصلحة الدولة للنقد الأجنبي إن التحرك الأميركي سيؤدي إلى تدهور المناخ الاقتصادي والتجاري العالمي بشدة وسيضر النمو العالمي. وأضافت أن الصين ستُبقي على سياسات إدارة الصرف الأجنبي مستقرة ومتناسقة.
وتوقع «بنك أوف أميركا - ميريل لينش» في تقرير له أمس إمكانية مزيدا من هبوط اليوان إلى مستوى 7.5 يوان للدولار، في حال تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لحربه التجارية ضد الصين برفع مستوى الرسوم الجديدة على بضائع بقيمة 300 مليار دولار من 10 إلى 25 في المائة.
اقرأ أيضًا:
اليوان يستقر بعد تصريحات محافظ "المركزي الصيني"
وجاء قرار المركزي الصيني أمس مخالفا للتوقعات، حيث أشارت استطلاعات الخبراء إلى أن بكين ستثبت سعر العملة الصينية عند 6.9683 يوان للدولار. ويربط خبراء اقتصاديون الإجراء الصيني بتهديدات الإدارة الأميركية بفرض رسوم جمركية جديدة على بضائع صينية تستوردها الولايات المتحدة، وتحييد تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على ربحية الشركات الصينية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن الأسبوع الماضي عن خطة لفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 10 في المائة على بضائع صينية بقيمة 300 مليار دولار، مما حمل الصين بعد أيام من الإعلان على ترك عملتها تهبط إلى مستوى قياسي. ومن جهته اعتبر ترمب هبوط اليوان «انتهاكا كبيرا»، وقررت وزارة الخزانة الأميركية لأول مرة منذ عام 1994 تصنيف الصين بلدا «متلاعبا بالعملة».
ومع اشتعال حرب العملات، تكون المواجهة الاقتصادية بين أقوى اقتصادين في العالم قد دخلت مرحلة جديدة، وسط تحذيرات الخبراء من تداعيات هذه المواجهة على الاقتصاد العالمي، حيث يتخوف المتابعون من تأثيرها على باقي الاقتصادات في العالم.
وجاء قرار المركزي الصيني أمس بعد ساعات من محاولة بث الطمأنينة في الأسواق. وكان مسؤولون بارزون من «بنك الشعب الصيني» (المركزي) طمأنوا شركات أجنبية مساء الثلاثاء بأن العملة الصينية لن تستمر في التراجع بشكل كبير، وذلك بعد يوم من تراجع قيمة اليوان، ليتجاوز سعر صرف الدولار 7 يوانات للمرة الأولى منذ عام 2008.
وذكرت وكالة بلومبرغ أنها اطلعت على بيان أفاد بأن البنك المركزي الصيني عقد اجتماعا مع عدد من المصدّرين الأجانب في بكين، وأن المسؤولين أكدوا خلاله أيضا أن قدرة الشركات على بيع وشراء الدولار ستظل طبيعية. ورصدت الوكالة أن سعر صرف اليوان تحسن في الخارج بعد هذه الأخبار، ليصل الدولار إلى 7.0428 يوان مساء الثلاثاء، وهو أقوى مستوى للعملة الصينية في هذه الجلسة.
وكانت الصين قد سمحت الاثنين بتراجع اليوان في الداخل إلى ما دون المستوى الذي ظلت تدافع عنه لسنوات، في خطوة تم تفسيرها على أنها بمثابة إطلاق نار في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وفي سياق منفصل، نفى البنك المركزي الصيني الأربعاء شائعات متداولة على الإنترنت تحدثت عن اتخاذه قرارا بخفض أسعار الفائدة الأساسية على الإيداع والإقراض اعتبارا من العاشر من أغسطس (آب) الجاري، ووصفها بأنها «غير صحيحة»، مضيفا أنه طلب من الشرطة التحقيق في الأمر.
جاء ذلك في بيان نشره بنك الشعب الصيني على حسابه الرسمي بمواقع التواصل الاجتماعي ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من مصدر الشائعات على نحو مستقل. وكانت الصين سمحت لعملتها اليوان بكسر مستوى السبعة يوانات مقابل الدولار يوم الاثنين لأول مرة منذ أكثر من عشرة أعوام، في مؤشر على أن بكين ربما تكون مستعدة لتقبل مزيد من الهبوط للعملة المحلية، وهو أمر قد يؤجج النزاع التجاري مع الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت ثلاثة بنوك مركزية إقليمية، هي بنوك الهند ونيوزيلندا وتايلاند، خفض أسعار الفائدة في محاولة لتحفيز النمو
قد يهمك أيضًا:
ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي في الصين للشهر الخامس على التوالي