بكين-مصراليوم
دفعت زيادة الطلب من الصين، ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم، أسعار النفط للارتفاع وتعويض الخسائر التي نجمت عن زيادة المخزونات الأميركية، خلال الأسبوع الماضي، وارتفعت عقود النفط يوم الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع، رغم أن الأسعار سجلت ثاني خسارة أسبوعية بفعل زيادة في المخزونات الأميركية والقلق من أن حروبا تجارية تكبح النشاط الاقتصادي.
وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج "برنت" جلسة التداول مرتفعة 49 سنتا لتبلغ عند التسوية 79.78 دولارا للبرميل. وصعدت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 47 سنتا لتسجل عند التسوية 69.12 دولارا للبرميل.
وينهي "برنت" الأسبوع منخفضا 0.9 في المائة في حين هبط الخام الأميركي 3.1 في المائة. والخامان القياسيان منخفضان نحو 7 دولارات عن أعلى مستوياتهما في أربعة أعوام التي وصلا إليها في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، فيما اتسع الفارق بين أسعار الخام الأميركي و"برنت" إلى 11 دولارًا، وهو الأكبر منذ الثامن من يونيو (حزيران). وأظهرت بيانات حكومية أن إنتاج مصافي التكرير في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، قفز الشهر الماضي إلى مستوى قياسي بلغ 12.49 مليون برميل يوميا.
وغذّت البيانات آمالا بشأن الطلب على الخام في الصين حتى رغم تباطؤ النمو الاقتصادي في الربع الثالث من العام إلى أضعف مستوى له منذ الأزمة المالية العالمية. ونقلت تقارير صحافية عن ثلاثة مصادر مطلعة أن لجنة مراقبة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين مستقلين خلصت إلى أن مستوى التزام منتجي النفط باتفاق خفض الإمدادات تراجع إلى 111 في المائة في سبتمبر (أيلول) من 129 في المائة في أغسطس (آب).
وتعرضت أسعار النفط لضغوط الأسبوع الماضي من بيانات حكومية أميركية تظهر أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة قفزت 6.5 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهي رابع زيادة أسبوعية على التوالي وتعادل نحو ثلاثة أضعاف الزيادة التي توقعها محللون، بينما أضافت شركات الطاقة الأميركية حفارات نفطية للأسبوع الثاني على التوالي ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2015. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة يوم الجمعة، إن شركات الحفر زادت عدد الحفارات النفطية العاملة بواقع أربعة في الأسبوع المنتهي في 19 تشرين الأول ليصل العدد الإجمالي إلى 873.
وعدد الحفارات النشطة في أميركا، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلًا، مرتفعًا عن مستواه قبل عام عندما بلغ 736 مع قيام شركات الطاقة بزيادة الإنتاج للاستفادة من الأسعار التي ارتفعت في 2018 بالمقارنة مع مستواها في عام 2017، في حين بلغ متوسط سعر عقود النفط الأميركي منذ بداية العام الحالي 67.24 دولار للبرميل، مقارنة مع 50.85 دولار في المتوسط في 2014 و43.47 دولار في 2016. يأتي هذا في الوقت الذي وقّعت فيه شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو السعودية"، مذكرة تفاهم مع حكومة مقاطعة تشجيانغ الصينية خلال المؤتمر الدولي الثاني لشركات البترول والغاز الطبيعي، للاستحواذ على حصة في مشروع المصفاة الجديدة التابعة لشركة "تشجيانغ للبتروكيماويات".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) يوم الجمعة عن النائب الأعلى لرئيس "أرامكو" السعودية للتكرير والمعالجة والتسويق عبد العزيز القديمي قوله "نتطلع لزيادة استثماراتنا في معامل التكرير والبتروكيماويات الصينية، حيث وقّعت "أرامكو" السعودية مؤخرًا اتفاقية لتوريد النفط الخام مع (تشجيانغ للبتروكيماويات)، إذ تُسهم هذه الاتفاقية في زيادة قاعدة عملائنا، نتيجة لتركيزنا على الأسواق الصينية، مشيرًا إلى أن "أرامكو" السعودية شريك رئيسي في مجموعة من الأعمال النامية للتكرير والبتروكيماويات في الصين.
وتؤدي "أرامكو" السعودية دورًا مهمًّا في تأمين الطاقة للصين، إذ عملت الشركة على زيادة إمداداتها بشكلٍ مضطرد لشركات النفط الصينية، مما جعلها المورد الأكبر للنفط إلى الصين منذ عام 2006، علمًا أن الشركة السعودية تعمل كذلك على إنشاء مشاريع مشتركة رئيسة للتكرير والتسويق والبتروكيماويات في الدول المستهلكة الكبرى مثل الصين والهند، إلى جانب ماليزيا، بالإضافة إلى أصولنا الموجودة في الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية واليابان.