طرابلس - مصر اليوم
أكدت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، السبت، إن شركة الخليج العربي للنفط "أجوكو"، استأنفت الإنتاج من بئر مهجور في حقل المسلة، شرق البلاد، بواقع 3 آلاف برميل يوميًا.
وذكرت المؤسسة، في بيان، أن الإنتاج استؤنف من البئر "إتش إتش 86 - 65"، باستخدام تقنيات الحفر التي طورتها في الآونة الأخيرة شركة "شلومبرجر" الأميركية المتخصصة في خدمات حقول النفط.
وكانت ليبيا تنتج أكثر من 1.6 مليون برميل يوميًا، قبل أحداث عام 2011، التي دعمها حلف شمال الأطلسي، وأطاحت بمعمر القذافي، وقادت إلى حالة تشرذم سياسي وصراع مسلح، ويبلغ إنتاج المسلة نحو 70 ألف برميل يوميًا.
وتشهد ليبيا منذ عام 2014، انقسامًا بين حكومتين متنافستين، وفصائل مسلحة في شرق البلاد وغربها، تسببت في جمود سياسي وأزمة اقتصادية.
وظلت المؤسسة الوطنية للنفط، تعمل بشكل طبيعي نسبيًا في أنحاء ليبيا، التي تعتمد على صادرات النفط في معظم دخلها، وتضرر الإنتاج من هجمات على منشآت النفط وعمليات حصار، وإن كان قد تعافى بعض الشيء، ووصل إلى نحو مليون برميل يوميًا في العام الماضي.
وشهدت المؤسسة الوطنية للنفط، في وقت سابق من الشهر الجاري، حادث تبادل لإطلاق النار، في مقرها بطرابلس، وأعلن تنظيم "داعش" المسؤولية عن تنفيذه، وراح ضحيته قتيلين و25 جريحًا، لكنها قالت إنها مستمرة في إدارة عملياتها بصورة طبيعية.
وتعد المؤسسة الوطنية للنفط، إلى جانب البنك المركزي في طرابلس، واحدة من مؤسسات الدولة التي ما زالت تعمل بصورة جيدة، على الرغم من الصراع.
وكانت ليبيا تنتج 1.6 مليون برميل يوميًا قبل ثورة فبراير /شباط 2011، ضد معمر القذافي، وتصدر النفط إلى جميع أنحاء العالم، خاصة أوروبا والولايات المتحدة والصين.
وتقدر "أوبك" احتياطاتها المؤكدة من النفط بنحو 48 مليار برميل، مما يجعل منها الأكبر في أفريقيا، وبعد فترة من الاستقرار النسبي، بدأ إنتاج النفط في ليبيا يتأرجح مجددًا بفعل المواجهات في مرافئ التصدير الشرقية.
وأجبرت اشتباكات مسلحة أعقبها صراع على النفوذ السياسي المؤسسة الوطنية للنفط، إلى وقف التصدير من مرافئ رأس لانوف، والسدرة، والزويتينة والحريقة، أواخر يونيو /حزيران وأوائل يوليو /تموز، مما هدد باستمرار توقف إنتاج نحو 850 ألف برميل يوميًا من النفط الخام.
وفُتحت المرافئ في 11 يوليو/تموز، واستأنفت الحقول النفطية في شرق البلاد عملياتها تدريجيًا، وانتهى أيضًا إغلاق طويل لحقل الفيل في جنوب غربي البلاد، لكن بعد ذلك بيومين، انخفض إنتاج حقل الشرارة القريب البالغة طاقته 300 ألف برميل يوميًا بعد اختطاف اثنين من العاملين فيه.
وظل إنتاج ليبيا عند نحو مليون برميل يوميًا لما يزيد على عام، ووصل إلى 1.28 مليون برميل يوميًا في فبراير/شباط، حيث كانت معظم الإغلاقات تحل في غضون أيام أو أسابيع، لكن خطر المزيد من صدمات الإنتاج سيبقى ما بقيت ليبيا منقسمة سياسيًا وعسكريًا، وفي 1970 تقريبًا، كانت ليبيا تنتج أكثر من 3 ملايين برميل يوميًا، وقبل الثورة التي دعمها حلف شمال الأطلسي، وأدت إلى الإطاحة بمعمر القذافي، ومقتله قبل 7 سنوات، كانت ليبيا تنتج أكثر من 1.6 مليون برميل يوميًا، وفي العام الماضي، عرضت المؤسسة الوطنية للنفط خططًا تهدف إلى زيادة الإنتاج إلى 2.2 مليون برميل يوميًا بحلول 2023، لكنها قالت إن هذا يحتاج استثمارات بنحو 18 مليار دولار.
وتمتلك شركات نفط أجنبية، من بينها "إيني" الإيطالية، و"توتال الفرنسية، و"كونوكو فيليبس"، و"هيس" الأميركيتين، حصص في الإنتاج عبر مشاريع مشتركة مع المؤسسة الوطنية للنفط.