منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"

أعلنت دولة قطر انسحابها من عضوية منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" اعتبارًا من الأول من يناير/كانون الثاني لعام 2019، في خطوة قد تكون مفاجئة ومثيرة للاهتمام على المستوى الاقتصادي. وكشف عدد من الخبراء والمتخصصين، عن أن قرار قطر بالانسحاب من "أوبك"، يعود إلى سبب عزلتها السياسية في المنطقة، بسبب إعلان كل من "السعودية والبحرين والإمارات ومصر"، قطع العلاقات مع قطر، منذ 5 يونيو/حزيران عام 2016.

وقال المهندس جورج عياد، خبير الطاقة والبترول الدولي، إن قرار انسحاب قطر من "أوبك" مُفاجيء للجميع، إلا أنه لن يؤثر بصورة كبيرة على سوق النفط، موضحًا أن "الدوحة" واحدة من أصغر الدول المُنتجة للنفط داخل المنظمة، خاصة إذا ما قورِنت بالمملكة العربية السعودية، التي تعد واحدة من أكبر الدول المُنتجة للغاز الطبيعي المُسال عالميًا، وتوجد ضمن قائمة أكبر مُصدّري النفط الخام في العالم.

وأضاف عياد، أن الغار الطبيعي المسال يشكل إلى جانب النفط الخام، المصدر الأساسي للثروة في قطر، لافتًا إلى أن "الدوحة"، ليست لاعبا مهمًا في أوبك، رغم أنها عضو في المنظمة منذ عام 1961، لكن إعلانها هذا يأتي في وقت تواجه فيه المنظمة ضغطًا لزيادة إنتاجها. وتابع، أن أسباب الانسحاب القطري من "أوبك" غير مقنعة، وليست مقبولة حتى من الناحية الفنية أو الاستراتيجية، فتطوير الطاقة في قطر لا يؤثر على كونها عضوًا في "أوبك"، موضحًا أنه حتى مع تطوير حقل الشمال العملاق، فإن إنتاج قطر النفطي يعتبر محدودًا، وبالتالي لا يوجد سبب اقتصادي لانسحاب قطر من منظمة الدول المصدرة للبترول.

من جانبه قال الخبير الاقتصادي اللبناني، مروان إسكندر، إن إعلان قطر، الخروج من منظمة الدول المنتجة للبترول "أوبك"، سوف يؤثر على المنظمة سلبًا، إذ أن قطر تنتج نحو مليون برميل يوميًا من النفط الخفيف الممتاز. واضاف إسكندر، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، أن قطر تنتج من الغاز أكثر مما تنتج من النفط، لكن إنتاجها من البترول، الذي يتراوح بين 900 ألف إلى مليون برميل يوميًا، من النوع الخفيف الممتاز، يحتوي على نسب قليلة من الكبريت، ما يجعله مناسبًا للاستغلال، موضحًا أنه ربما تستخدم قطر جزء من نفطها المنتج، وتصدر الباقي، غير أنها أكبر منتج للغاز المسال في العالم، واتفاقها مع روسيا، مؤخرًا، على التعاون في مجال التصدير، بحيث يقوم كل طرف بتغطية المناطق، التي لا يستطيع الطرف الآخر الوصول إليها، مهم للغاية.

بدورها قالت وكالة "بلومبرغ" أن "مغادرة قطر، قد لا يكون له أثر ملحوظ على المناقشات التي سُتجرى الخميس المقبل بشأن خفض إنتاج أوبك من النفط وحلفائها، وعلى الرغم من ذلك اعتبرت الوكالة أن الخطوة "مثيرة للقلق لمجموعة تفخر بنفسها بأنها تضع المصالح الاقتصادية المشتركة فوق السياسة الخارجية، مثل الحرب الإيرانية العراقية أو غزو صدام حسين للكويت"، بحسب قولها.

وعزت الـ "سي أن أن"، سبب الانسحاب القطري من "أوبك" بعد نحو 60 عامًا من عضويتها، إلى شعور الدوحة المتزايد بالُعزلة مع استمرار المقاطعة العربية المفروضة عليها من دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين منذ 5 يونيو 2017، الأمر الذي يحمل في طيّاته القرار أهمية سياسية ورمزية أكبر من كونه يحمل أهمية اقتصادية.

كما وصف بيتر كيرنان، كبير محللي الطاقة في وحدة المعلومات الاقتصادية في شبكة "سي أن بي سي" الأميركية، قرار انسحاب قطر من "أوبك" بالمُفاجئ، لكنه استبعد أن يؤثر بصورة كبيرة على سوق النفط، موضحًا أن الدولة الخليجية واحدة من أصغر الدول المُنتجة للنفط داخل المنظمة، حيث يبلغ إنتاجها النفطي حوالي 600 ألف برميل يوميًا، وهو أصغر بكثير من جيرانها في المِنطقة.

وحسب قناة "العربية"، سيكون قرار قطر الانسحاب، محدود التأثير على أسعار وأسواق النفط مع وجود دول كبرى تحافظ على استقرار الطلب والعرض، وربما يعبر التوجه القطري عن العزلة المتزايدة للدوحة في ظل أزمتها مع محيطها العربي.